… ولا أزال أبتكر الأحلام! (4)

رسائل مهرَّبة

                    
… وعليه،
عقدتُ الإرادةَ على حبّ الّليل!
على قِصَرِه!؟
على قِصَره! 
أيُعقَل!؟

استغربتُ! لمَ لا يُعقَل، يا الوحيدة!؟
على قِصَرِه، الّليلُ، يُضيء لنا، ويفتح صدرَه والقلب، مُشرَعَين. أقلّه يغامزُنا على النّهار كيف
يبوح بالأسرار، يفضحُ. يُناصِرُنا عليه، يُخفي سرَّنا. ألا يُحَبُّ؟
أصبحتُ أتخيّل، أنتظر، كلَّ نهارٍ، لقاءَ ليلِه. بشوقٍ، أُهَندِسُه، بالأحلام، بالأطياب، وبالّلهفةِ البِكْر، أنتظرُه.  كلَّ نهارٍ أنتظر الّليلَ يأتي. ويأتي على شفير الجراح، على حافة الآلام، يهلُّ، ويضمُّنا بقلبه الصّبور، الحنون، يكافئ لهفتَنا والانتظار.
تتهادين بين عينيّ واليدين، بين شفتيّ الّلهيفتَين؛ وبين عينيك واليدين أتهاوى، وبين شفتيك النّاريّتَين، ونفيض، نتّحد قلبًا، نعقد زهرة، نتفتّح عطرًا، نبزغ ثمرة، ننضجُ، تلتهمُنا نارُنا. نغيبُ حضورًا شفيفًا، نذوبُ ملء الحضور!
يبزغ، بين عينيك وشفتَيّ، تَواطؤ حنون، حميم! وبين عينيّ وشفتيكِ تواطؤ عذبٌ، ماكر! فنتلوّى آهاتٍ ولذائذَ ما حلُم بها بشرٌ، ولا سمعت بها أذنٌ، ولا خطرتْ على فكر.
ويحسدنا الّليلُ. يحسدُنا خوفًا علينا لئلّا يُفَضَّ سرُّنا، فنفترق ملتصقَين، تتردّد في كِياننا، النّشوةُ الفصيحةُ. وملتهبَين نبقى كنار، مشرئبّين كنهديكِ يزوغان أمامي وبي وفي أحلامي… وننتظر الّليلَ التّالي، حالمَين. ويأتي… قبل أن يأتي!

 

اترك رد