“الكتابة على جلدة الرأس” لبلال عبد الهادي… توقيع وندوة في “مركز الصفدي الثقافي”- طرابلس

نظم “مركز الصفدي الثقافي” بالتعاون مع “جروس برس ناشرون”، ندوة وحفل توقيع كتاب “الكتابة على جلدة الرأس” لمؤلفه الدكتور بلال عبد الهادي، في حضور نائب رئيس المجلس الدستوري القاضي طارق زيادة، مدير كلية الآداب السابق في الجامعة اللبنانية الفرع الثالث الدكتور جان جبور، مدير كلية الآداب في الجامعة اللبنانية للفرع الثاني، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، وأساتذة وجامعيين وممثلي الهيئات الثقافية والاجتماعة والتربوية، اضافة الى مديرة المركز نادين العلي عمران.

حمدان

بعد النشيد الوطني، قدمت ومهدت للحفل الدكتورة ديما حمدان التي عبرت عن قدرة اللغة الهائلة على إحداث نقلة حضارية وقفزات فكرية علمية وثقافية لشعوبها، مشيرة الى “تعمق الكاتب في البحث عن العلاقات بين العلوم وعلى الأخص بين اللغة العربية وباقي العلوم متطرقا بأسف الى مشاكل اللغة العربية ودعوته الى تنقيتها من اي تشويه او انحدار”.

واعتبرت ان “أسلوب الكاتب أسلوب متحرر تطغى عليه البساطة في انتقائه لمفردات انسيابية وفي نقله لحوارات عفوية مع الناس”.

عمران

بدورها، وصفت عمران الكاتب بـ”المهجوس بالعربية” معتبرة انه “أحد لسانييها المجتهدين وسدنتها الواعدين”. ونوهت بـ”المؤلف الذي يضم خمسين مقالة تقارب اللغة العربية، عبر جبهات ثلاث: الفيلولوجيا (فقه اللغة)، علم النفس، وعلم الاجتماع”، معتبرة انه “وظف تلك الحقول المعرفية في خدمة قضيته اللغوية، ليجلو العديد من أسرارها، وليقبض على أبعادها البعيدة، وكل أولئك من منظور جدل اللغة والفكر!”.

جبور

وأشاد الدكتور جبور ب”الكتاب الراقي بأسلوبه والغني بمضامينه”، مفندا “أسلوبه المتميز، وبحثه في اللغة وفي إمكانية تطويرها لمواكبة العصر، وتنقيبه في كنوز التراث العربي، وغرفه من معين الثقافات العالمية”. ووصف الكتاب بالملتزم، معتبرا ان “الكاتب يدرك أن اللغة العربية تتعرض لمحاولات التشويه والإضعاف، وتتهم بالقصور والعقم، وتجتاحها، كما غيرها من اللغات، “لغة النت” وتثخنها بالجراح”، مضيفا انه “مؤمن بأن اللغة العربية صالحة لمواجهة التحديات، وقادرة على مواكبة التطور العلمي والحضاري، لأن المشكلة ليست في اللغة، وإنما في مكان آخر، فأزمتها هي انعكاس لأزمة تضرب بنية المجتمع العربي”.

عيد

بدوره، أشار عيد ان “الصورة الواحدة أبلغ من ألف كلمة” معتبرا ان “الكاتب أصاب في هذا المستل أي في عصر المرئي حيث لا قيمة للسمع من دون رؤية، ولا قيمة للكلمة من دون فيلم، ولا قيمة للموسيقى من دون عري”. وتابع مشير الى ان “الكاتب صاحب رسالة أورفليسية، لا يختص ببيئة دون أخرى أو شعب دون آخر أو موضوع دون آخر”، واصفا اياه ب “الانسان الشغوف بمطلقات المطلق الواحد، المشدود إلى عموميات العام الواحد، المحدق بظواهر وبواطن المظهر الواحد أي الباطن الواحد”.

واعتبر انه “تقصد الكتابة على جلدة الرأس ليدرك باطن الرؤيا، ليست كتابة على جلدة المياه أو على جلدة غيمة، ولربما الكتابة على الحجر أهون سبيلا من الكتابة على الرأس”.

وختاما، أشار الدكتور عبد الهادي الى ان” حبه للغة العربية ادخله إلى عالم اللغة الرحيب معتبرا ان “تعلم لغات الآخرين ضرورة تكاد أن تكون فرض عين لا فرض كفاية، ولكن ليس على حساب اللغة الأم”. ووصف كتابه بأنه “يعتمد على استشهادات من لغات عديدة مثل الصينية والعبرية والتركية والكورية والفارسية أو حتى اليابانية حيث كل شاهد يساعد في توضيح فكرة لغوية تدعم العربية”، معتبرا ان “اللغة بوجهين الوجه المنطوق والوجه المكتوب”.

وخلص الى ان “اللغة لا مفر منها حتى في الأمور التي لا علاقة لها باللغة، حتى الرياضيات تتداعى وتتفكك في حال أدارت ظهرها للغة، وإن كان في الحد الأدنى”، قبل ان يوقع كتابه للحاضرين.

اترك رد

%d