“اتجاهات وأبعاد، رواية للأديبة الروائية حنان الشيخ “حكايتي شرح يطول”: قراءات متعددة”… مؤتمر البحث العلمي في كلية الآداب الجامعة اللبنانية

 افتتح عميد المعهد العالي للدكتوراه في الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية في الجامعة اللبنانية البروفسور محمد محسن ممثلا رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، مؤتمر البحث العلمي في الآداب 1 – اتجاهات وأبعاد، رواية للأديبة الروائية حنان الشيخ “حكايتي شرح يطول”: قراءات متعددة قبل ظهر في قاعة العميد محمد الشهال في المعهد، بحضور عدد من الاساتذة والشخصيات الفكرية والادبية.
بعد النشيدين الوطني والجامعة اللبنانية وقبل بدء الجلسة الاولى، قدم العميد محسن باسم رئيس الجامعة البروفسور أيوب الى الاديبة الشيخ درع الجامعة اللبنانية.

حمدان

ثم بدأت الجلسة الاولى تحت عنوان الرواية بين الدراسات البيئية والدراسات المتعددة الاختصاصات بكلمة لمديرة الجلسة الدكتورة ديما حمدان، حيث عرفت بالأديبة الشيخة وتكلمت عن مسيرتها وأهم منشوراتها.

محسن

ثم القى العميد محسن كلمة قال فيها: “نلتقي صباح هذا اليوم بحضوركم الأكاديمي المميز وبحضور الروائية المبدعة السيدة حنان الشيخ لنسلط الضوء على مسألتين هامتين: الأولى جماليات الرواية وفن الرواية لإمرأة جميلة وثائرة ذكية وطيبة، أغنتها التجربة المرة في هيكل العائلة والأقارب والجيران والزوج والأولاد والأحباب بين الجنوب ومدينة بيروت، وشكلت شخصيتها المتأرجحة بين العادات والتقاليد الموروثة ومتطلبات العيش في المدينة للعائلات النازحة من جغرافيا الفقر إلى الأحياء الداخلية للمدينة المكتظة بالوافدين، الذين يبحثون عن حياة جديدة تحسن من أوضاعهم الإقتصادية وتأخذهم إلى آفاق مفتوحة وواسعة نحو المستقبل.

ثانيا: ستشكل الرواية منصة إنطلاق إلى تعقيدات البحث العلمي الأدبي في إطار المناهج البينية والمناهج المتعددة الأبعاد، محاولين خلال ثلاث جلسات أن تساهم في إيضاح موضوعات وتفاصيل الرواية من زاوية متعددة.
في الوقت الحاضر، يتطلب البحث العلمي الأدبي بشكل عام وفي مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية عناية خاصة، نظرا لتشابك العلوم بين بعضها البعض وقصور إستخدام المناهج الآحادية في تقديم تفسيرات وشروحات لقضايا معرفية ولحالات معقدة تهم المجتمع. إن ذلك يحتم علينا ان نفكر جديا كأكاديميين وكباحثين وكمسؤولين في إعادة النظر المرحلي والمتدرج في طريقة مقاربتنا للأبحاث خاصة في العلوم الإنسانية وبالتحديد في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية، فالبحث البيني والمتعدد المناهج يتطلب التدريب والممارسة البحثية الجدية لنسج المعلومات والإحصاءات والتقنيات والأدوات البحثية والمقاربات والمفاهيم والنظريات من أكثر من منهج من مناهج العلم والمعرفة من أجل التوصل إلى فهم أفضل وأعمق والتوصل إلى حلول للقضية أو للظاهرة أو للحالة التي ندرسها. مثلا إذا أردنا أن ندرس ظاهرة العنف والتطرف والإرهاب في منطقتنا، لا يمكن مقاربة هذا الأمر إلا من خلال إكتشاف الأبعاد النفسية والإجتماعية والتربوية والإيديولوجية لنفهم بشكل أفضل وأعمق الأسباب التي أدت إلى هذه الأعمال الإجرامية، لنتمكن من الوصول إلى المقترحات والحلول الناجعة لإحتواء هذه الظاهرة والقضاء عليها. فإذا هي حالة تتطلب توظيف معلومات وإحصاءات ووسائل ونظريات من علم النفس وعلم النفس الإجتماعي والعلوم الإجتماعية والعلوم التربوية والعلوم الدينية، لكي نصل إلى تفسير جدي ورصين لحالتي التطرف والإرهاب”.

اضاف: “حتى نتمكن من تأصيل هذا النوع من التفكير البحثي – النقدي في إنتاج الأبحاث وفي الإشراف على أبحاث طلاب الماستر والدكتوراه، علينا أن نرسم خارطة طريق علمية توصلنا إلى الأهداف المنشودة، آخذين في الإعتبار الأمور والتحديات التالية:

  • رسم سياسة بحثية تنموية تتضمن خطط وبرامج واضحة لإزالة كل العوائق التي تقف في وجه إجراء وتنفيذ الأبحاث المتعددة المناهج والإستفادة من التجارب المحلية والعالمية وتأسيس مشاريع بحثية مشتركة بين الجامعة اللبنانية ومؤسسات الدولة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات العالمية والبحث عن طرائق متنوعة لتمويل الأبحاث ذات الديمومة المستمرة.
  • تضمين البرامج التعليمية للاجازة مقررات نظرية ومنهجية تتضمن كيفية مقاربة الموضوعات من زواية منهجية متعددة.
  • إتاحة الفرص لطلاب الماستر والدكتوراه أن يمتلكوا خبرة معرفية معمقة في أكثر من حقل معرفي إضافة إلى حقلهم التخصصي الدقيق وأن يكتسبوا مهارات وخبرات في مؤسسات ومنظمات أكاديمية وغير أكاديمية.
  • السعي لأن يكون الباحثين والأساتذة الذين يشرفون على رسائل الماستر وأطاريح الدكتوراه وممن يرغبون في إستخدام المناهج المتعددة الأبعاد إتقان اللغات الأجنبية وفهم أوسع وأعمق للثقافات والمعارف والإتجاهات الفكرية الأخرى وعليهم تدريب الباحثين المساعدين الذين يعملون معهم سواء كانوا طلابا أو أساتذة في مختلف أوجه الحقول المعرفية ذات الصلة.
  • يجب على المؤسسات البحثية أن تساهم في تنظيم حلقات بحثية ومقررات تدريبية في المناهج المتعددة وإدارة الأبحاث وتقديم خدمات تقنية وإحصائية للأساتذة والطلاب في مجالات غير حقولهم التخصصية الدقيقة لإغناء عملية البحث العلمي.
  • تأسيس فرق بحثية بإدارة أساتذة لديهم خبرات واسعة في مجالات البحث العلمي المتعدد المناهج للعمل على أبحاث معمقة في هذا المجال وإلحاق الطلاب بتلك الفرق والإستفادة من الباحثين الموجودين في مؤسسات أخرى.
  • تأمين موازنات مالية كافية تلحظ تعقيدات ومتطلبات الأبحاث المتعددة المناهج للوصول إلى النتائج المرجوة وفق عاملي النطاق والوقت.
  • إنشاء مجلة بحثية متخصصة في الدراسات والأبحاث البينية والمتعددة المناهج لإرساء معالم الإتجاهات الحديثة ولتشجيع الباحثين على النشر.
  • إجراء تعديلات هيكلية في المؤسسات الجامعية ومنها الجامعة اللبنانية لمواكبة النهج الجديد – القديم في مقاربة الأبحاث”.

الشيخ

ثم كانت كلمة الاديبة الشيخ عن التجربة الروائية الشخصية، حيث بدأت مسيرتها في الكتابة من عمر 14 سنة، تكتب عن شؤونها ومشاعرها وتنزل من بيتها في رأس النبع الى جريدة النهار في ساحة البرج، لتنشر ما تكتب في صفحة تخص منشورات الطلاب والقراء، بعد ذلك سافرت الى القاهرة من اجل اكمال تعليمها حيث نالت الشهادة التوجيهية وهناك بدأت بكتابة اولى رواياتها، وبعدها قامت بتحقيقات هامة جدا في مسيرة حياتها حيث قابلت السيدة أم كامل الاسعد تلك الشخصية القوية جدا ومع 21 شخصية سياسية واجتماعية هامة وتحدثوا اليها عن حياتهم العاطفية في مطلع شبابهم، ثم كانت اولى رواياتها تحت عنوان انتحار رجل، وراحت فيما بعد تكتشف مقدرتها الادبية والكتابية الكبيرة، وعن ذهابها وحياتها مع زوجها في الخليج لتكتب وتنظر الى المرأة والرجل نظرة تختلف عن ما كانت تراه في لبنان، وتنشط في كتاباتها الى أن عادت الى لبنان قبيل اندلاع حرب 1975 لتذهب بعدها مع عائلتها وتعيش في لندن، وتمارس عملها في الكتابات الروائية.

معلوف

ثم كانت مداخلة الدكتورة مي معلوف حيث تحدثت عن “وضع العلوم الانسانية في البحث العلمي والادبي، ودورها في نهضة الشعوب حيث صدر تقرير عن الكونغرس في سنة 2015 يتكلم عن دور الانسانيات التي تعطي اطارا فكريا في العلم والمعرفة، أي المعرفة ذات المعنى، والتي تساعدنا على فهم الاقتصاد العالمي من خلال معرفة المجتمعات والاقتصادات المختلفة في العالم. فيوجد كثير من الباحثين الذين لا يرون دورا الا للعلوم العلمية وبالتالي الموازنات التي توضع للعلوم الانسانية تكون متدنية ومتدنية جدا، فالانسانيات مشتقة من انسان وبالتالي على الاساتذة التوجه الى الانسانيات بمفهوم اوضح واشمل لانها تبني القيم والمفاهيم الانسانية التي هي قاعدة الحياة الانسانية والاجتماعية”.

اترك رد