تُمَزِّقُنِي الخِيانَةُ في وَجِيبِي، كَسَيفٍ غارَ في الجِسمِ الرَّطِيبِ!
أَتَعتِبُ؟! آهِ مِن كَيْدِ الغَوانِي، ومِن جَوْرِ الحَبِيبِ على الحَبِيبِ
أَساءَت بَعدَ أَن نَكِرَت وفائِي، وحُبًّا لا يَزالُ على شُبُوْبِ
وشِعرًا خَلَّدَ القَسَماتِ فِيها بِأَبياتٍ تَذُوبُ مع النَّسِيبِ
وقالَت: كَيفَ تَطعَنُ في هُيامِي، أَنا مَن زانَ عُمرَكَ بِالطُّيُوبِ؟!
تُراوِغُ، ثُمَّ تَشكُو، يا لَأُنثَى تُقابِلُ صَبوَتِي بِطِباعِ ذِيْبِ
أُداوِي الجُرحَ، تَرشُقُنِي بِسَهمٍ، يُمَزِّقُ في الإِهابِ وفي النُّدُوبِ
فَأُغضِي عن إِساءَتِها وأَمضِي قَرِيرًا، خاطِرِي الصَّافِي حَسِيبِي
فَيَعظُمُ في لَواحِظِها سُكُوتِي، وتَبسِمُ بَسمَةَ الوَجدِ الكَذُوبِ
تَقُولُ – وأَن أَثُورَ لَمِن مُناها -: أَراكَ تَلُوذُ بِالصَّمتِ المُرِيبِ
أَلَيسَ مِن الخِداعِ لِباسُ ثَوبٍ يُغَطِّي سَقْطَةَ الخُلِّ الأَرِيبِ؟!
فَقُلتُ لها: بِقَلبِي خَيرُ وُدٍّ، ونُكْرُ الوُدِّ يُفسِدُ في القُلُوبِ
أَرَى الحُبَّ النَّقِيَّ بِصَفْوِ بالٍ، ورَوْغَ الأُلفِ داهِيَةَ العُيُوبِ
وأَسكَرُ بِالوَفاءِ يَهُزُّ رُوحِي فَأَهزَجُ في صُداحِ العَندَلِيبِ
أَيا حَسناءُ طالَ بِكِ التَّغاوِي فَبَدَّلتِ الجَدِيبَ مِنَ الخَصِيبِ
خَبَرتُ بِكَ الرِّياءَ، وكَم تَغاضَى فُؤَادِي عَن مُداجاةِ اللَّعُوبِ
ذَرِينِي، مَلَّتِ الأَشواقُ مِنِّي، فَكَم تَعِبَ الجَنانُ مِنَ الكُرُوبِ
أَنا أَسلُو فَخَلِّينِي وحالِي، دُرُوبُكِ لا تُوائِمُها دَرُوبِي
خُذِي عَفْوِي، أَما قالَت عُهُودٌ: “تَمامُ العَفْوِ نِسيانُ الذُّنُوبِ”؟!