اكد وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري أن “مجلس الوزراء سينعقد خلال اليومين المقبلين من أجل إحياء التسوية”.
كلام الخوري جاء خلال لقاء حواري مع مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية في الوزارة، استهله النقيب الياس عون بكلمة أشاد فيها ب”النهضة التي يسعى معاليه للقيام بها من أجل لبنان الثقافة والتراث والفكر والأدب والفن”. وقال نقيب المحررين: “نزورك اليوم إخواني وأنا، ليس للتحدث معك في الأوضاع السياسية وشجونها التي كنت من المجلين فيها في الأسابيع الثلاثة الماضية، ولكن لتخبرنا عن أوضاع لبنان الثقافي والحضاري والمشاريع التي قمتم وتقومون بها من أجل حماية بترول لبنان، ألا وهو الفكر والإنسان والعلم والإبداع. كما أننا نزورك طالبين من معاليك فتح أبواب المتاحف والمواقع الأثرية في كل لبنان مجانا للصحافيين وعائلاتهم، ونحن نقدر كل النشاطات التي تقوم بها من أجل لبنان وثقافته”.
ورد وزير الثقافة بكلمة أشاد فيها بدور “الصحافة المتزنة ببناء الأوطان”، مؤكدا أن “أبواب المتاحف والمواقع الأثرية ستكون مفتوحة، أمام الصحافيين وعائلاتهم بعد صدور التعميم في ذلك قريبا”.
وردا على سؤال عما آلت إليه الأوضاع بعد عودة الرئيس سعد الحريري من السعودية، قال الخوري: “نحن اليوم بصدد إعادة إحياء التسوية”.
وعن مشاريع وزارة الثقافة الجديدة، قال: “لقد وضعنا خطة لكل مشاريعنا لأننا نؤمن أنه من دون خطة لا نستطيع تحقيق أهدافنا. لقد وضعنا خطة خمسية من أجل النهوض الثقافي، وهدفها ليس الإنماء الثقافي بل إنماء ثقافي إجتماعي وتنمية مستدامة تعتمد على عوامل موجودة في الأوطان ولا تزول. البترول والزراعة ليسا تنمية مستدامة، بل التراث هو تنمية مستدامة، خصوصا التراث والآثار في المناطق النائية البعيدة عن الساحل والعاصمة، أي في القرى. هناك مناطق لبنان في الشمال والجنوب والجبل تعيش من خلال التراث والآثار. إيطاليا هي الدولة الرمز في موضوع التنمية المستدامة في الثقافة. ونحن قررنا أن يقوم لبنان بما تقوم به إيطاليا، ولكن لا أستطيع أن أحقق الأهداف المرجوة في التنمية المستدامة ب 5 مليار ليرة لبنانية”.
أضاف: “وضعنا خطة لتنمية مستدامة عبر الثقافة وخطة خمسية كلفتها 180 مليون دولار. ومع دولة الرئيس سعد الحريري ومن خلال خطة النهوض الإقتصادي الكبيرة التي نأمل أن يكون الإستثمار فيها كبيرا، والتي تبلغ قيمتها حوالي 12 مليار دولار من هيئات مانحة، وضعنا فيها خطة ثقافية على مدى 8 سنوات ب 280 مليون دولار، بهدف إنشاء عدد من المسارح والمتاحف في كل المناطق، غير مسرح البيكاديلي التاريخي، الذي أخوض معركة من أجل المحافظة عليه وأدعو الصحافة لدعمي في هذا الموضوع، ولن أسمح لأحد القيام بأي مشروع آخر في مسرح البيكاديلي”.
وتابع: “لقد تدخل حاكم مصرف لبنان مشكورا من أجل إيجاد الحل لهذا الموضوع التراثي والثقافي والتاريخي الهام، مع العلم ان هذا العقار نصفه يعود إلى الدولة اللبنانية (هيئة ضمان الودائع). ومنذ 26/12/2016، وأنا أحاول جاهدا معالجة هذا الموضوع ولن أترك الوزارة قبل معالجته وأعددت مشروعا ليكون مسرح البيكاديلي تحفة فنية في قلب بيروت. لا يوجد في العاصمة مسرح يتسع ل 850 مقعدا مثل مسرح البيكاديلي، ووزارة الثقافة أساس في هذا المسرح، وأنا في قلب المعركة في هذا الموضوع وأريد من الصحافة أن تكون إلى جانبي لتحقيق الهدف الوطني الكبير”.
وقال: “كما أننا وضعنا برنامجا للنهوض بالسينما اللبنانية من خلال تشجيعنا لأصحاب المواهب والقدرات. ولدينا ألفا لوحة فنية من أجمل ما رسم الرسامون اللبنانيون، ونقوم بترميم اللوحات في قصر الأونيسكو، على ان يتم عرضها أمام الجمهور. وهذا أيضا، يتطلب ايجاد معرض كبير للوحات الفنية، كذلك هناك مشروع مع جمعية أبيل لإنشاء متحف لهذه اللوحات. وهناك مكتبات عامة يقارب عددها المئة. وفي ما يتعلق بالمكتبة الوطنية في الصنائع، فقد انتهى العمل بإعادة تأهيلها بعد تامين التمويل من دولة قطر، وباتت جاهزة للافتتاح. وعلينا تحفيز الناس للذهاب إلى المكتبات من خلال مشاريع وبرامج ونشاطات، بعدما أصبح الهاتف اليوم بديلا من الكتاب، للأسف. كما أن علينا القيام بتنشيط حركة المسرح في لبنان من خلال إنشاء مسارح صغيرة، بالإضافة إلى دعم الحرف التراثية”.
أضاف: “لدى وزارة الثقافة 3 مراكز جديدة في طرابلس (خان العسكر) وفي بشمزين وفي صيدا، ستكون مراكز ثقافية. وكنت بصدد ضم بيت بيروت في السوديكو إلى هذه المراكز، ولكن بلدية بيروت لم تسهل الأمر، ولا أريد خلافات معها. وأكثر ما يؤلمني أن بيت بيروت مقفل دائما، وأنا أريد أن تقام فيه نشاطات ثقافية. هدفنا كان وما زال أن تساهم وزارة الثقافة بالنهضة الثقافية في كل المناطق، وبرأيي أن الإنفتاح على كل الثقافات مفيد، ونحن نعمل بالموازنة المتواضعة لدينا”.
وعن البيوت التراثية، قال وزير الثقافة: “عامل الإستثمار أساء إلى هذه البيوت وحمايتها. وقد أنجزنا خطوة عملية في هذا الموضوع، بحيث بات الإعتماد اليوم على قانون وزاري وليس على قرار وزاري لوضع اليد على البيوت التراثية والتاريخية لحمايتها. لم يكن هناك نص قانوني لحماية الأبنية التراثية، فوضعنا قانونا بعد صراع مرير خاضه الوزراء السابقون دون أن يتمكنوا من الوصول إلى نتيجة. القانون حظي بموافقة مجلس الوزراء وفيه إقرار بحماية منطقة وحماية عقار من خلال إعطاء شهادات للمالك باستطاعته أن يبيعها، ومن خلال الصندوق السيادي الذي يأخذ على عاتقه الترميم ويتم تسجيل تكاليف الترميم كدين ممتاز على الصحيفة العقارية للدولة. وتم حل قضية الوراثة، فقد أقر مجلس الوزراء القانون وهو منذ الأسبوع الماضي في مجلس النواب، والرئيس نبيه بري سيجد له ممرا عسكريا لتسهيل إقراره. الصندوق السيادي أسس لنتمكن من ترميم ما لا يستطيع أحد ترميمه خصوصا في القرى النائية التي لا استثمار فيها”.
أضاف: “كما أن وزارة الثقافة ستكون إلى جانب الصحافة من خلال تخصيصها جائزة سنوية لأفضل موضوع صحافي، تشجيعا وتقديرا لأصحاب القدرات والمواهب، كما هي الحال مع الكتاب”.
وردا على سؤال عن موعد انعقاد مجلس الوزراء، قال الخوري: “ستكون هناك جلسة لمجلس الوزراء غدا أو بعد غد، بعد دوزنة بعض الأمور”.
وحول الحديث عن حكومة جديدة، قال: “تأليف حكومة جديدة عشية الإنتخابات النيابية قضية معقدة. وأنا أرى بأن الحكومة الحالية سوف تستمر بعملها، ولتكن الإنتخابات النيابية المقبلة، محطة لمن يريد التغيير وأهلا وسهلا بالذي يريد أن يأتي بفريق جديد ومعارضة أقوى”.
أضاف: “إذا ظل الوضع على ما هو عليه اليوم، فالشعب اللبناني يكون قد اختار ذلك. وأنا أعتقد أن الصوت التفضيلي والقانون الإنتخابي الجديد، قللا من عامل المال في الإنتخابات حقيقة”.
وتابع: “فريق تيار المستقبل وسعد الحريري بإمكانهم خوض الإنتخابات، وأنا لم أحسم بعد قرار ترشحي”.
وردا على سؤال عن أوضاع اليمن وتأثيرها على التسوية، قال: “أؤكد أن موضوع اليمن لن يؤثر على إعادة إحياء التسوية في لبنان”.