«الديمقراطية التعبيرية بين المفهومين القومي والإسلامي»

صدر عن « فواصل» للنشر كتاب «الديمقراطية التعبيرية بين المفهومين القومي والإسلامي» للدكتور علي نعمة، وفيه دراسة دقيقة بين اتجاهين لا ينفيان بعضهما بعضاً، بقدر ما يلتقيان في أكثر من اتجاه، ذلك عبر تصوّرات ومفاهيم ورؤية خاصّة ورائدة تهجس في مسألة محوريّة ترتبط بحيويّة المجتمع وقدرته على تسيير أموره ومواجهة مسائله المتنوّعة، وتسعى إلى مقاربة هذه الأمور من زاويةٍ جديدةٍ تخرج على المنظورات التّقليديّة والمألوفة…

إنّها رؤية خاصّة إلى الأسس التي تقوم عليها أنظمة الحكم، وإلى العناصر التي يجب أن تتوافر حتّى يكون الحكم ديمقراطيّاً؛ وتعمل على ربط مسألة الحكم ببنية المجتمع وتكوينه لتكون السّلطة فيه نتيجة طبيعيّةً للتّطوّر المجتمعيّ، وعلى إبراز المفاهيم والمضامين الاسلاميّة التي تحمل بذور الدّيمقراطيّة.

يقوم الكتاب على 17 فصلاً موزّعاً على أجزاءٍ ثلاثة، تتدرّج من التّعريف بالعناصر العامّة لنشوء السّلطة وبأنواعها، وبأنواع الكيانات السّياسيّة وميزاتها، ثمّ بالدّيمقراطيّة وأسسها ودورها؛ تمرّ بعدها على المفاهيم الاسلاميّة التي تؤسس للفكر الدّيمقراطيّ، ومن بينها عناصر الايمان، وتكريم الإنسان، والحرية والحوار والسلام والمعرفة؛ لتصل إلى علاقة السّلطات والفعاليّات التّمثيليّة بالتّعبير عن إرادة المجتمع ومطامحه.

ويلاحظ القارئ حضور مصطلح الدّيمقراطيّة التّعبيريّة بوصفه معبّراً عن مفهوم جديد نحو الدّيمقراطيّة يعمد إلى تنقيتها من شوائبها التي طاولتها على مدى غير قصيرٍ من الزّمن، إذ لا تعود معه عبارةً عن مظاهر تؤدي بشكلٍ أو بآخر إلى سلطة تمثيليّة غير معبرة عن رأي المجتمع وطبيعته وأفكاره وهواجسه بل عن مصالح أفراد أو فئة أو فئات… إنّما تتحوّل الدّيمقراطيّة مع هذا المفهوم إلى عمليّة نقلٍ لإرادة المجتمع في الحكم.

في الخلاصة، إنّه كتاب يقدّم رؤية جديدة، ويطرحها للنّقاش في ضوء تجارب متنوّعة ومختلفة وحتّى متناقضة عن النّماذج السّابقة، كما في ضوء ربط مفهومها بمضامين إسلاميّة قد تكون مغفلة عن هذا السّياق.

من كلمة الناشر على غلاف الكتاب الأخير وفيها:

هذا كتاب يحتاج إليه كل قارئ عربي … إنه كتاب يعالج العلاقات التي تربط طبيعة التكوين الحضاري للمجتمعات بنشوء السلطة وشكلها وسماتها ونظامها الاجتماعي السياسي في ظل الدولة وإطار كيانها السياسي والجغرافي… ويضيء على مغزى الديمقراطية وغاياتها ومفاهيمها الأساسية ويبرز سماتها الأساسية في حراكاتها الاجتماعية والسياسية من أجل تأمين مصالح الإنسان – الفرد، والإنسان- الجماعة، للمكوّنات البشرية المختلفة في الدولة الواحدة… ويبحث في موجبات الديمقراطية وأسباب نشوئها ومقوّمات وجودها وبقائها واستمرارها. كذلك يبحث في إشكاليات علاقاتها مع الفعاليات التمثيلية للمكوّنات الاجتماعية المختلفة.

اترك رد

%d