في غابتَيْ عينيكِ يَغتسِلُ الرّبيعْ
وينامُ مُتَّكِئًا على هُدُبِ السّلامْ ،
وأنا، على بابَيْهما، “أيّوبُ” يَصفَعُهُ الصَّقيعْ،
وتَعَضَّهُ اِبَرٌ منَ الشَّجَنِ الوجيعْ،
وعلى خواصِرِهِ تَفحُّ زواحفُ التَّتَرِ المُريعْ،
ومنَ الضُّلوعْ.
قِطَعٌ وأشلاءٌ تَضيعْ
في ثورةِ الدَّمِ والعِظامْ.
***
وتَلوح ُ لي عيناكِ لؤلؤتَيْ شِهابْ
خَلَلَ الظَّلامِ ، وبينَ أستارِ الغُبارْ ،
فتَهَدَّمُ الأسوارُ منْ حولي، وفي عينيَّ يَحتَرِقُ الضّبابْ،
فأراكِ باسمة ً، تَمدِّينَ اليدَيْنِ اِليَّ وَعدًا وانْتِظارْ،
وأنا ارتِقابْ،
في البالِ مَعمَعَةٌ و نارْ،
والليلُ في فِكَري حِرابْ،
وعلى فمي يَغفو ويَصحو الاِكتِئابْ
منْ أينَ يا دُنيايَ يَنبَلِجُ النَّهارْ،
ومتى تُحَوِّلُ وجهَها عنّي فصولٌ يَعتَليها الاِصفرارْ ؟
منْ أينَ يَنبَلِجُ النَّهارْ ؟
***
أَو تدخلينَ .. ويَستَفيقُ هنا النَّهارْ.
***
(*) من ديوان “قراءة ٌ في عينيكِ” -1982.