للحظة

أنا بذرةُ قمح
أَنشطرُ وأتوالد

وتدثرني المساماتْ
فامنحُ الإرثَ
لكل أَرضٍ
ولكل موسم
الآنَ
في اللحظةِ
لا ضير
أن أكون بذرةَ قثاءٍ
خضراءَ أو صفراءْ
كما تشتهي أيها الجب
أيتها الواحة
أَكتفي برشفةِ ماءٍ
وأَنحني
وأَتمدد
أُقبلُ الأرضَ
أَمنحها ظلي ودفئي
أَهبها أَوراقي
نسغي
ثماري
أتكورُ مصداً
للريحِ
لكراتِ الثلجِ
في اللحظةِ
جذوري مازالت في رحم الأرضِ
تقطرُ الحليبَ
في فم يوسف
كن وريثاً
يا يوسف
للقمحِ
للقثاءِ
لا تستدعِ الأجداد
والأحفادَ
فهذه مواسم جفاء
فلا تكتنز يا يوسف
بذراً أو صوفاً
يا اِمرأة
اِمنحي خصبكِ
للمسامات
لشقوقِ الأرضِ
لزوابع نيسان
أَنثري بذوركِ بلهفةٍ
على اليباب
اِستولي على الخزائن
مدي القناطر
بين اللحظةِ
وشرك اللعبةِ
ألقي الألواحَ
والرُقَم
في لحظة جنون الكارون
أَنشدي أَحزانَ الفسائل
والوجوه المكفهرةِ
لنوارسِ الأهوارِ
وشهوتي لرطبِ البصرةِ
يا يوسف
اِبتعدْ عن جحيمِ اللحظةِ
وغضبي
من رُقّمي المبتلّة
من خصبِ نيسان
ألآن ألآن
هريسي نذرٌ
ونشوةُ حزيران

اترك رد