ناداهُ الخِيارُ البطلْ
أَفرغَ الدّنيا من وجدانِهِ،
حَمَلَ القِنديلَ،
تَسامَتْ خُطاهْ!
***
في صومعةِ الصّمتِ والصّلواتْ،
في تلك العزلةِ عن صَخَبِ الصّاخبينْ،
حَيرةِ الحائرينْ
وضجيجِ الحياهْ
لا وجهَ يُخيِّمُ فوقَ منارتِهِ
غيرُ وجهِ اللهْ،
لا صوتَ يُحيط ُ بأنوارِها
وبأشجارِها
وبفَوْحِ العطورْ
الّا صوتُ اللهِ وصداهْ …
***
في عزلتِهِ المنسوجةِ بالشّمعِ والسُّبُحاتْ،
بخيوطِ البَخورْ،
والأملْ،
تسمو نفسُهُ، تبتهِلْ
ينحني العُنْقُ
لا ينطفئُ الشوقُ ..
يدنو من بابِ السّماءْ
يَطرقُ البابَ تنفتحُ الأضواءْ !
سُكناهُ ؟ كلُّ المدى سكناهْ…
***
في عزلتِهِ يدنو أكثرْ
من جُلجُلةِ المرضى،
وجعِ الجرحى و جراحِ المظلومينْ ..
يُصغي لصدى البؤساءْ،
يشتمُّ أنينَ المقهورينْ،
ويشاهدُ ما يحفِرْ
اِزميل ُ التّعَبْ،
في القلب ودفءِ الغضبْ
ووجوه ٍتَهدرُ مثلَ النَّهْرْ.
***
في صومعةِ الصّمتِ والصّلواتْ
يَتجلّى الفقرْ
والطّاعةُ والعِفّهْ
كالشّمس ِ تُلوِّنُ خَصْرَ الفجْرْ
وتُراقصُهُ بيدِ الخِفَّهْ..
أو قد يتجلّى المجْدْ
في مرايا الزُّهْدْ
وغِنى الكلماتْ.
***
(*) من ديوان “بَخور و سُبْحةُ نور” (صلوات) – 2013.