علامات من يسكنك مهجته ويراك
شريكًا لأنفاسه وتوأمًا لروحه
يحزنه غيابك، ويبكيه بافتجاع فراقك، ويقلقه تأخرك وترفرف روحه لعودتك، وتفضحه بهجته بوجودك.
يسبقك السؤال والتفقد، ويكرره مع تأخر ردك في لذة شغف، تجعل روحه مأسورة للحظة ردك، دون أن تلتفت لصمتك، مبررا كان او غير مبرر.
يحدثك بما عنده ابتداء، ويدخر فرحته لتكون بين يديك قبل ان تنتشي بها سرائره. يفصل لك اكثر مما تطلب، حين يجد في ذلك التفصيل راحة لبالك وطمأنينتك، ويحجم عن الذكر حين يستشعر أن صمته مبتغاك.
يسأل عن شأنك قلقا لا عتبا او تهمة، ويمسح بروحه وقلبه ألمك وهمومك.
لا يحتاج أن تقول له حاول أو اسعَ، بل روحه محبة لك، تراكض كل الممكنات وتصارع كل المستحيلات، وهي تبحث عما يستجيب لندائك ويسد مطلبك، وإن لم تبلغه له كلماتك.
ومن يجد النظر إلى عينيك، رحلة الى السماء، والاستماع الى همسك ذهول في انتعاش من دون شراب يعلق على تفاصيل قولك، ويتوقف عند جزئياتها توقف اهتمام وعناية، ويسكت عن زلات قولك عفوا ورعاية.
ومن يجدك تمام ملأ فراغ روحه وغيابك يجعله كله فراغا، لا تبان به الاشياء ولا تظهر الوجودات، مهما كانت مظاهرها وجوهرها.
ومن يده تقول لك عند كل لمسة، اعترف لك بأنك سر وجودي وخطوط وجهه تبيحك سرا عند لقائك، صارخة بكل اللغات لا وجود للسعادة إلا بك.