افتتح المركز الدولي لعلوم الإنسان في جبيل، بالاشتراك مع كلية العلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف، مؤتمرا دوليا بعنوان “تراث مشترك أم تراث في خدمة الهويات؟” على مسرح بيار أبو خطر في حرم العلوم الإنسانية، طريق الشام، برعاية وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري وحضوره.
حضر المؤتمر مدير المركز الدكتور أدونيس العكره، عميدة الكلية البروفسورة كريستين بابكيان عساف، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية البروفسور توفيق رزق ممثلا رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش اليسوعي، مسؤولة المشاريع في مديرية الشرق الأوسط في الوكالة الجامعية للفرنكوفونية ميرندا خلف وعدد من الأساتذة المحاضرين من لبنان وفرنسا والأردن والعراق وحشد من الطلاب والمهتمين.
العكره
بعد النشيد الوطني، ألقى الدكتور العكره كلمة عدد فيها أطر عمل المركز في مجالات الفكر وعلوم الإنسان وحاجته لدراسة “الإنسان المعاصر في علاقته مع الطبيعة والمجتمع وإنجازاته عبر التاريخ، بالإضافة إلى مجموعة أسئلة مرتبطة بمسألة التعايش والحوار بين شعوب من ثقافات ولغات وأنظمة اجتماعية مختلفة، ولقاء الحضارات القديمة والحديثة”، معتبرا أن من “حاجات المركز أيضا التعاون مع الجامعات ومراكز البحث”.
وتطرق العكره في كلمته إلى اشكالية موضوع المؤتمر، والتي من شأنها أن تعيد النظر “في كثير من الأوهام التي نسجت حول آمال متعلقة بقدرات دولية وبضمير العالم المتمثل مبدئيا بمنظمة الأونيسكو”. وتساءل عن حدود قدرة السلطة المعنوية على الفعل “ما لم تكن مدعومة بقوة الإرادة الدولية؟ وهل من إرادة دولية مشتركة طالما أن العلاقات بين الدول يحكمها تنازع المصالح؟”. وتمنى أن تكون التوصيات “التي سوف تصدر عن المؤتمر بمستوى ما يبرر انعقاده”.
عساف
من جهتها، تطرقت البروفسورة عساف في كلمتها إلى السببين اللذين دفعا رئيس الجامعة البروفسور دكاش إلى الموافقة من دون تردد على إقامة المؤتمر. وقالت: “السبب الأول، هو تطابق اقتراحات المؤتمر حول الحفاظ على التراث المشترك، مع مهمة الجامعة في الحفاظ على العيش المشترك في منطقة متعددة الأديان. أما السبب الثاني فهو الصلة التي تربط الرهبنة اليسوعية بالإرث الأركيولوجي للشرق الأوسط، إذ ضمت الرهبنة في صفوفها، حسب عساف، علماء آثار تركوا إرثا فوتوغرافيا يضم آلاف الصور لمناطق زاروها أو صوروها من الجو كما فعل الأب انطوان بوادبار”.
خلف
أما خلف، فقد عبرت في كلمة ألقتها عن فخر الوكالة بدعم هكذا مؤتمر، متوقفة على أهميته إذ انه “سيقترح طرق تساعد على الحفاظ على التراث وحمايته من مخاطر مستقبلية”.
فورنييه
من جهته، اعتبر الأستاذ في الكوليج دو فرانس جان لوك فورنييه أن هدف “المؤتمر هو البحث في تاريخ الشرق الأوسط عن العوامل التي أدت إلى تدمير الأماكن الأثرية والتي ما زالت تهدد هذا الإرث. وبعد استقصاء أسباب تلك التهديدات سيطرح في نهاية المؤتمر عدد من التوصيات ستساهم في حفظ هذا الإرث وحمايته من اعتداءات مستقبلية”.
الخوري
والقى الوزير الخوري كلمة توجه فيها الى المؤتمرين قائلا: “إن استقبالكم في لبنان الذي ينعم بتعدد الثقافات التي مرت في تاريخه، وتركت فيه آثارها، فحافظ عليها ورعاها في كل تحولاته، هو أفضل جامع لكم، على تنوعكم واختلاف أفكاركم، حول موضوع مؤتمركم لتبحثوا وتحللوا وتقارنوا وتصلوا إلى اقتراح حلول مستقبلية للمحافظة على المواقع التراثية أينما كانت. ونحن في لبنان، نعتز بما فيه من مواقع أثرية تعود إلى ما قبل تدوين التاريخ، …ما زالت شاهدة على حضارة الإنسان، سنسعى دائما لحمايتها وتعريف العالم بها”.
وبعد القاء الكلمات الافتتاحية، توالت المحاضرات والطاولات المستديرة في مسرح ابو خاطر حتى الساعة الرابعة من بعد الظهر، على أن تستكمل في اليوم التالي في المركز الدولي لعلوم الإنسان في جبيل ابتداء من الساعة العاشرة صباحا حتى الرابعة من بعد الظهر.