وكان أن…
وكان أن مررتِ ببابي، وبابي مُشْرَعٌ، كأنْ ينتظرُكِ بي تَمُرّين.
كنتُ أحلُمُ بك، خَجِلًا من أن أُخبِرَ نفسي!
أراكِ نورانيّة، وإذا أنا تُرابيّ،
فأتساءلُ: من أين لي أن أحلُمَ بها! أو أن تكون لي! أو أن تُحِبَّني!؟
لكنّي ما تخلّيتُ، ثانيةً قصيرةً، عن حلمي الوحيدِ، بالأنثى النّورانيّة الوحيدة،
كنت أعتقدُ، أعتبرُ، أنّ تَخَلّيَّ، وإن مرّةً إحدى، عن حُلميَ هذا، يجعلُني لا أستحقُّكِ!
وكنتُ، يوميًّا، أعملُ كي أسمو فأنال مرتبةَ استحقاقِكِ!
إنّ استحقاقَكِ لَأمرٌ مستحيلٌ! كما كنتُ أحسبُ!
لذلك قرّرْتُ، جاهِدًا، أن أُجاهِدَ ببطولةٍ خَلّاقةٍ، ماكِرةٍ.
وتضاعفَ حُلميَ الوحيدُ بك، أنتِ، الأنثى الوحيدة.
وأخذتُ أتركُ بابي مُشْرَعًا، حالمًا بك تمرّين،
ومُزَقزِقةَ القلبِ والشَّرايين، تمرّين،
شعرُكِ ينسمُ عذوبةَ عطرِكِ في رئتيّ،
مُبتسِمةَ العينَين،
مُغنّيةَ الشّفتَين،
واندفعتِ تمرّين!
أصبح الخميسُ أجملَ الأيّامِ،
والتّاسعةُ أسعدَ السّاعات…
ومرّةً،
كأنْ حَدَسْتِ بأنّيَ منتظِرٌ،
جامِعًا شجاعةَ الفرسانِ،
ومُخَيَّلةَ الفنّانين،
وبراعةَ الشُّعَراءِ…
وإذ سمِع قلبي، إيقاعَ قلبِكِ،
قريبًا كتدفُّقِ الدّمِ في عروقي،
فاجأتُني بأنِ اقتربْتُ،
كنتِ سبقتِني بتحيّات القلبِ والعينَينِ والشّفتَين!
واقتحمتِ بابي،
كعاصفةٍ جريئةٍ،
كوردةٍ فوّاحةٍ!..
طرتُ سعادةً خَجْلى!
لكنّكِ أنتِ!
كنتِ، كما دائمًا، أنتِ…
اقتحمتِني،
عاصِفةً همجيّة…
وكان أن… ثانيةً وُلِدْنا
الولادةَ الأبديّة!
ألسّبت 13 آب 2016