إختبأتِ الشّمسُ وراءَ البحرِ البعيد
وارتدى اللّيلُ وشاحَه الأسودَ الأنيق
سافرَتِ النجومُ في رحبِ الفضاء
حتّى القمرُ توارى خجولاً وراءَ الغيوم
لجأَتِ الطّيورُ إلى أوكارِها من الصّقيع
ولملمَ البشرُ أنفسَهم واحتجبوا عن الأنظار
كأنّما ارتاحوا من حروبِهم طوالَ النّهار
وخيّمَ على المكانِ السّكونُ الرّهيب
بتُّ وحدي معَ نفسي أسامرُها
أشكي لها حيناً ، وحيناً آخرَ أعاتبُها
غصتُ في أعماقِها وانتابَني الرّيب
رأيتُ الهمومَ تنهمرُ فيها كالغيث
سألتُها :
لمَ يا نفسُ لا تشتكين ؟
من أوزارِ الأيام
وأحمالِ السّنين ؟
فأجابَتني :
منْ حاربَ القدرَ
على الأرضِ ارتمى …
ومن جادلَ الأيّامَ
لن يجيبَه سوى الصّدى …
إنّما الشّدائدُ تقوّي العزيمة
والإرادةُ تولّدُ الفرحَ
بنعمةِ الرّضى ….