الخطوط الدقيقة والمخفية كعصب حي في لوحات تجسد زمنية معينة

تظهر المدلولات الفنية في رسومات الفنان Alfred Jonniaux))” الفرد جونيوكس “كمعاني جمالية تتفرد بها رسوماته البورتريه، وتشكل نوعا من المكونات الجمالية الواقعية، وا لمتخيلة  ذات السمات الشخصية الخاصة دون اغراقها بالالوان حيث تستحق الخطوط  التي يتركها كسرد بصري التأمل.   ليغرق الحس بالتفاصيل التقنية التي يستخدمها. اذ تتميز رسوماته باختصارات الشخصية وفق غزارة الخطوط الدقيقة،  والمخفية كعصب حي في لوحات تجسد زمنية معينة لفن البورتريه ، والسمات البارزة فيه دون الانفصال عن الموضوعية في الرؤية اللونية او الذاتية في  ريشة تستمد وجودها من النقاط المحددة التي يضبطها” الفرد جونيوكس”  لتكوين يهتم من خلاله بصاحب الشخصية،  وانما ايضا بالاسلوب الفني المغاير،  لحاضر يرسم فيه بانسجام بين المضمون والشكل،  ومقامات الالوان التي تتغنى بالبيئة وتغوص بعمق الفردية.   لتشكل ملامح الوجه التعبيرات المهمة الخاصة بهوية اللوحة وتراثها المشترك مع الانسان وحقبة الوجود من خلال الازياء والالوان وما الى ذلك.

تبرز روحية اللوحة في اعمال الفنان “الفريد جونيوكس”  من خلال المشهد الذي يلتفطه من عدة زوايا بصرية،  عبر مساحات لونية يوزعها جيومتريا بموازات الحركة الفراغية التي بعتمدها،  لخلق وهمية خلفية لواقع يتضاد مع كل ما هومتخيل لاظهار القيم الجمالية في الانسان ،  والابقاء على صورة خاصة تتميز بالطبيعية والعفوية تبعا لنوعية اجتماعية خاصة فقيرة او متوسطة او ارستقراطية تاركا للقيم الانسانية نشأتها وخاصتها مضيفا عليه من ذاتيته الفنية ما يصقلها ويضعها ضمن مقامات فن البورتريه الاجتماعي الواقعي،  والمتخيل ضمن حدوده العملية في رسم يشحذ “الفريد جونيكوس” فيه  انفعالاته لتكون الريشة ذات ميزة عقلانية دقيقة نسبيا في ابراز المقاسات الذهبية التي يتحداها في رسم البورتريه او تأمل الشخصية وعمقها من خلال الرسم،  لمنحها القيمة الاجتماعية من خلال الفن والمحاكاة الجمالية التي تتشابك فيما بينها ، وتعطي احساسا بقيمة الانسان كيفما كانت بيئته فقيرة ام ارستقراطية.  وبذلك يجعل من اللوحة المقياس الحقيقي للانسانية التي تتنازع عليها الفئات الاجتماعية في الحضارات او المجتمعات الصغيرة والكبيرة.

ان القيمة الاجتماعية في اعمال الفنان “الفريد جونيوكس ” هي  الجوهر الحقيقي للخطوط التي يبرزها ويخفيها في الوجه او الحركة او الفراغات او تضاد الالوان،  وكأنه يبارز بريشته المنطق الاجتماعي الانساني من خلال احاسيس شخصياته،  لاظهار فروقات الداخل والخارج ، وتبيان الملامح.  ليصل الى الدهشة  او لخلق بصمة خاصة في اعماله ذات التناقضات الفنية والاجتماعية محافظا على التوازن بين الواقعين،  وان عبر متخيل فني واخر واقعي،  وانما وفق رؤيته الخاصة السلسة والقادرة  على سبك الخطوط.  ليعيش حالة فنية قوية تجمع بين ما هو فني،  وما هو اجتماعي بشكل طبيعي دون مبالغات مفرطة في الواقعية تاركا لمقاييس اللوحة جدليتها البصرية التي تمنح النفس احساسا تتدرج من خلاله القيم الضوئية البارزة،  كطبيعة جمالية تحيط بالهالة المعنوية التي يرسمها ، وبتناغم ايقاعي تتميز من خلاله جوهرية الانسان  وفيزيائية الشكل الخاص به.

تبرز التقاسيم الفنية في اللوحة في الكثير من المتناقضات التي يتركها ضمن التفاعل بين الخط واللون،  والتعاريج او ابراز القيمة العمرية والفئة الاجتماعية،  وزمنية الزي ومكانته ضمن رؤية تشكيلية تتميز بالتعبير الخلاق المتميز بالاسس التعبيرية لتفاصيل الوجه دون تصوير تقني.  انما حسي في الالتقاط للحظة النفسية المتوائمة مع المؤثرات التي يعتمدها بين الضوء والظل او بين ما هو معتم ومضىء مراعيا الحجم،  وما يتناسب معه من فراغات تاركا للبورتريه طبيعته الفنية التي يحافظ عليها.  ليكون كتاريخ يحافظ على حقبة مهمة عاش فيها الانسان.

ولد في بروكسل بلجيكا  في 21 نوفمبر 1882درس في دي بيو الفنون في بروكسل  بعد ان خدم في الجيش البلجيكي  خلال الحرب العالمية الاولى وانشأ استديوهات  في كل من لندن وباريس  وفي عام 1930 بات بحق كرسام في العرش البلجيكي  هرب من النازية  وبعد ان احتلت فرنسا عام 1941 استقر جونيا وكس وزوجته في فرانسيسكو . كما حافظ على اسلوبه في رسم الشخصيات  مثل الرئيس روزفلت والسقف فولتون شين وقد تم  تعليمه بالطريفة الاكاديمية الكبرى وكانت لوحاته منسجمة ودقيقة بمواضيعها . تم التعامل مع اعماله  من قبل هوفر غاليري اند غومبس. كان منزله في سان فرانسيسكو . قام بتصوير عدة شخصيات من لندن وباريس  مثل تشارومين  وبائعين  وما الى ذلك  وقبل وفاته بفترة بسيطة  عاد الى وطنه  حيث توفى في 4 فبراير  1974 هو عضو  الجمعية الملكية للفنون الجميلة  بروكسل والجمعية الملكية للرسامين  في لندن  شارك في العديد من المعارض مثل  متحف بالتيمور ، فوس غاليري بوسطن،بينيالي البندقية وغيرها الكثير. كما نال العديد من الجوائز مثل جامعة كاليفورنيا في بيركلي، ميلز كوليج اوكلاند،  بيت الدولة بوسطن، مستشفى الاطفال بوسطن وغيرها

****8

(*) اعمال الفنان “الفرد جونيوكس”  (Alfred Jonniaux)  من مجموعة “متحف فرحات”.

dohamol@hotmail.com

 

اترك رد