250 باحثاً يناقشون “التحديات والمسؤوليات في عالم متغيّر”
بين 6 أغسطس المقبل و12 منه يشارك لبنان في “المؤتمر العالمي للعلوم الإنسانية: التحديات والمسؤوليات في عالم متغيّر” الذي سيعقد في مدينة لياج ببلجيكا، ذلك من خلال وفد رسمي يرأسه وزير الثقافة في لبنان غطاس خوري، ويضمّ بين أعضائه مسؤولين من المركز الدولي لعلوم الإنسان ومقره مدينة جبيل.
“المؤتمر العالمي للعلوم الإنسانية: التحديات والمسؤوليات في عالم متغيّر” من تنظيم اليونسكو والمجلس الدولي للفلسفة والعلوم الإنسانيّة ومؤسسة “المؤتمر العالمي للعلوم الإنسانيّة 2017” وLiège Together، ويشارك فيه حوالى 250 باحثاً في العلوم الإنسانيّة والطبيعيّة والاجتماعيّة والشكليّة، والسياسية والفنية والثقافية وفنون التواصل، من أنحاء العالم، إلى جانب ممثلين عن منظمات دوليّة حكوميّة وغير حكوميّة.
يتمحور المؤتمر حول مواضيع رئيسة هي: البشر والبيئة. الهويات الثقافيّة، التنوّع الثقافي، العلاقات بين الثقافات. التراث الثقافي، الحدود والهجرة. التاريخ والذكرى والسياسة. العلوم الإنسانيّة في عالم متغيّر.
غاية المؤتمر المساهمة في تعزيز تنظيم العلوم الإنسانيّة، لا سيما في أبعادها الجامعة للتخصصات، بما في ذلك أنواع العلوم كافة، كذلك المساهمة في النقاش المعرفي وتقارب المناهج العلميّة والثقافيّة، بهدف سد الفجوة بين المجتمع وسياسات إعداد البحوث والتعليم والسياسات الإقليميّة، وتأسيس نظام جديد للإنسانية في القرن الحادي والعشرين.
تسبق المؤتمر مؤتمرات وفعاليّات أكاديميّة تضمّ ممثلين عن القارات الخمس.
بعثة لبنان
يشارك وفد لبنان بفاعلية في المؤتمر، وفي هذا السياق يلقي بهجت رزق، الملحق الثقافي لبعثة لبنان في اليونسكو، محاضرة تتمحور حول التعددية الثقافية، كذلك يشارك وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري في طاولة مستديرة تضمّ وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مالي، وتديرها ندى الناشف، مساعدة المدير العام للعلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو.
لغاية الحرب العالمية الثانية، كانت العلوم الإنسانية في قلب النقاش العام وصلب المشاريع السياسية للدول والأفراد، لكن في السنوات الأخيرة تلاشى دورها وهُمِّشت لصالح العلوم التي وصفت بـ “القاسية”. اليوم بات من الملح إخراجها من هذا التهميش، وإعادة بنائها وفرض وجودها في القارات وفي السياسات العامة. ليس الهدف إثبات أن الإنسانية “مفيدة”، بل لتحديد مساحة عملها، وكيف يمكن أن تسهم في حل المشاكل الرئيسة في الألفية الثالثة.
المركز الدولي لعلوم الإنسان
تعود فكرة تأسيس مركز دولي لعلوم الإنسان إلى عام 1955، عندما طرحها النائب والوزير آنذاك موريس الجميل، واقترح أن تكون جبيل مقراً له، نظراً إلى رمزية هذه المدينة التي تعتبر الأقدم في التاريخ ومنها انبثق الحرف وصدرته عبر مينائها إلى العالم. لكن المشروع تطلّب سنوات طويلة حتى رأى النور.
ففي 26 أبريل 1970 أقرّ مجلس الوزراء اللبناني المشروع، وفي نوفمبر 1973 أصدر المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قراراً، وقعت بموجبه الاتفاقية الدولية بين وزير التربية الوطنية والفنون الجميلة إدمون رزق والمدير العام للمنظمة رينيه ماهو. إلا أن الأحداث التي وقعت في لبنان عام 1975 حالت دون استكمال تنفيذ المشروع.
مع انتهاء الحرب اللبنانية عاد المشروع إلى دائرة النور، وفي فبراير 1992 عقدت اليونسكو مؤتمراً دولياً في باريس لإعادة إطلاق المشروع وتأسيس المركز، وفي مارس 1998 تم التوقيع الرسمي في بيروت بين وزير الخارجية فارس بويز والمدير العام لليونسكو فيديريكو مايور، ودشن مقر المركز في الحيّ القديم لمدينة جبيل التاريخية عام 1999.
تتابعت الخطوات لتعزيز هذا المركز الذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وفي فبراير 2013 عقد الاجتماع الأول لمجلس الإدارة، بدعوة من وزير الثقافة كابي ليّون، ووضعت المبادئ الأساسية والتوجّهات الاستراتيجية الجديدة لأعمال المركز وأنشطته، وفي العام نفسه عيّن مجلس الإدارة الدكتور أدونيس العكره مديرا له.
يتكوّن مجلس الإدارة من: وزير الثقافة رئيساً، المدير العام لليونسكو، سبع شخصيات بارزة من المجتمع الدولي، من بينها اثنتان تحملان الجنسية اللبنانية، يعينها الوزير مدة خمس سنوات قابلة للتجديد، بعد استشارة المدير العام لليونسكو.
يعمل المركز على مشاريع عدة خدمة للقضايا الإنسانية من بينها: إطلاق البحث والتدريب وتنظيمهما وتعزيزهما في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية، وهو في هذا السياق يتعاون مع الجامعات اللبنانية، وجامعات المنطقة، ومراكز متخصّصة في العالم. تأسيس مركز توثيق ومعلومات ومكتبة متخصصة. نشر وترويج الدراسات والأبحاث التي يجريها، أو التي تندرج ضمن مجالات البحث التي تهمّه. تنظيم منتدى واحد على الأقل، أو عدد من المنتديات سنوياً تتمحور حول نتائج الأبحاث التي يقوم بها. إعطاء الأولوية لتشجيع بناء شبكات بحث وتنظيم التعاون في ما بينها. تخصيص منح للأبحاث لما بعد مرحلة الدكتوراه، مع إلزام الباحث المستفيد من المنحة بتقديم نتائج أبحاثه إلى المركز بهدف نشرها.
يهدف المركز إلى دراسة الإنسان المعاصر في علاقته مع الطبيعة والمجتمع، إضافة الى مجموعة أسئلة مرتبطة بالتطور والحوار وثقافة السلام في العام، وتعزيز التعاون الدولي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، مع تحقيق إشعاع وطني، إقليمي ودولي. ولهذه الغاية، يستعين المركز بأشخاص يتمتعون بكفاءة مشهود لها وبمقدّرة.
المؤتمر الأفريقي للعلوم الإنسانية
بين 28 يونيو والأول من يوليو، استضافت باماكو المؤتمر الأفريقي للعلوم الإنسانية (CAH)، تحت شعار “اللغة والثقافة والتاريخ والأرض”، بمشاركة أكثر من 250 شخصية إفريقية من 27 دولة توزّعت اختصاصاتها بين الفكر والفلسفة الفن والعلوم الاجتماعية واللغوية وغيرها…
جرى حفل الافتتاح برعاية رئيس الجمهورية ابراهيم بوبكر كيتا، ممثلاً برئيس الوزراء أبدولايا مايغا دريسا، وبحضور وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أسيتو فون ميغان، وزير التربية والتعليم السابق في مالي ومنسق المؤتمر الأفريقي للعلوم الإنسانية البروفسور أداما ساماسيكو، ممثل المدير العام لليونسكو جون كراولي، الرئيس المشارك للجنة العلمية الدولية للمؤتمر العالمي للعلوم الإنسانية البروفسور جين ويناند.