كانت جبيل على موعدٍ مع توقيع “معاصر الحبر” بجزئه الأوّل، للأديب سليمان يوسف إبراهيم، برعاية وزير الثّقافة المهندس كابي ليو،ن ممثلاً بالدكتور أدونيس العكرا مدير المركز الدُّولي لعلوم الإنسان- فرع جبيل، وبدعوةٍ من المجلس الثّقافي في بلاد جبيل ودار نِلسن ناشرة الكتاب، وذلك في القاعة الأثريّة لدير سيّدة المعونات.
افتُتح الإحتفال بالنّشيد الوطني، تلاه وقوف دقيقة صمتٍ إجلالاً لغياب الرّاحل العملاق وديع الصّافي، بعد ذلك ألقى مقدّم الإحتفال توفيق صفير كلمة مما جاء فيها: “إن تكتب إغمس ريشتك محبرة عواطفك فالكتابة فعل حبٍّ، وإذا لم تكُن كذلك فهي ليست إلاّ مجرّد كتابة. هذا ما ينسحب على صاحب كتاب “معاصر الحبر. سليمان إبراهيم، في هذا الكتاب، نظر إلى القسم الملآن من الكأس… قرأ عنّا كُتبًا وأضاء عليها، دلّنا وشوّقنا إليها… انتقى منها كلّ ما يُبلسم، كلّ ما يشعّ… كأنّي به يرسل باقات وردٍ ورسائل فرح… قلمه هذا مغموسٌ بمحبرة المحبّة والوفاء والرّقّة والرّحمة، لم يستعمل أدوات النّقد. اكتفى مشجّعًا، مهنّئًا: كتابه هذا بطاقة تهنئةٍ للمؤلّفين وهديّةٌ إلى القرّاء…”
من ثم كانت كلمة لناشر الكتاب الأديب سليمان بختي، صاحب دار نِلسون؛ وممّا قال فيها: “في هذا الكتاب وقودٌ للأمل لأنّه يأتي من الحبّ ويذهب إليه. يكتب سليمان يوسف إبراهيم “معاصر الحبر” بعين المحبّ، وأحلى الحبّ، هو المعجون بالكلمة، بزهرة الأدب ورحيق العمر. حتّى أنّي أحسب أنّ سليمان يوسف إبراهيم ترك لقلمه يستمدّ حبره من قلبه الأبيض وفكره المتنوِّر علّه يُضيء العتمة في هذا الزّمن المظلِم. ومَن غير الحبّ يُبدّد كلّ هذه الظُلمة؟… يكتب ليضيء نصّ الآخر ويورِق فيه مثل عريشة الورق والحبر. وتورق أيضًا في وجدانه القيم الوطنيّة والإجتماعيّة والإنسانيّة؛ وفي استكشاف القيم الخالدة، في المأساة الاجتماعيّة والسّياسيّة لزمانه ومكانه”.
وممّا جاء في كلمة المفتّش التّربوي الأديب سِلمان زين الدّين: ” في لغة الحقيقة ثمّة معاصرُ دبسٍ ومعاصر زيتٍ تدور في تشرين. في لغة المجاز ثمّة “معاصرُ حبرٍ” تدور في كلّ حين. على أنّ بعضَ المجاز أجملُ من الحقيقة، ولبعض الحبر حلاوةُالدّبس وطلاوةُ الزّيت. و”معاصر الحبر”، للمربّي والأديب سليمان يوسف إبراهيم، هي من هذا البعض، سواءٌ على مستوى العنوان أو المتن”…. وهكذا، على بيادر “المعاصر” غلالٌ طيِّبةٌ، وفي خوابيها بناتُ الزّيتون، وفي آنيتها حفيدات الكرم”.
أمّا في كلمة الشّاعر أنطوان رعد، رئيس المجلس الثّقافي فنقرأ الآتي: “ولئن كانت المعاصرُ تعمل تِبعًا لروزنامةٍ موسميّةٍ مُحدّدةٍ؛ فإنّ “معاصر الحبر” وفقًا لتسمية الأديب سليمان إبراهيم- وهي تسميةٌ ظريفةٌ ورائعةٌ- تعمل على مدار السّنة، ضمن الدّوام وخارج أوقات الدّوام. وهذه “المعاصر” هي ثروتنا ومصدر فخارنا لأنّ أمجاد لبنان، هذا الوطن الصّغير لم تقُم عبر التّاريخ على الفتوحات العسكريّة، بل قامت على الفتوحات الفكريّة…”معاصر الحبر”، كتابٌ في النّقد الأدبي يتناول إصداراتٍ لمجموعةٍ من الأدباء والشّعراء، ويعكس بأسلوبه ما تنطوي عليه نفس المؤلِّف من طيبةٍ فطريّةٍ، ومودّةٍ صافيةٍ، ووفاءٍ نادرٍ لكلّ الّذين تناولهم بالنّقد…”
وكانت من إبنة الكاتب سيرين إبراهيم حرب، لوالدها كلمةٌ موجزةٌ باسمها وبآسم أُختيها، فاجأته بها قالت فيها: “سمعنا ألحان العود، فكنت أنت العوّاد. أبحرتِ السّفن لتنطلقَ إلى العالم، فكنت أنت القبطان الّذي قادها وأفلتَ مراسيها! ميّزتِ الملائكةَ البشر، فأعطيتنا من مِسكها راحاتٍ، فكنت أنت مَن جمعها براحاته ووزّعها من قلبه. خاضَ الحبر معركته، فجعلته بحُبِّكَ مُناضلاً يستحقّ التّحيّةَ والإنحناء. وبعد كلّ البواكير، انعصر حبرُك ليُعطينا خمرةً نثملُ من عَبَقِها. فمن حبّكَ رزقكَ اللّه ثلاث بناتٍ؛ ومن شغفكَ بالكتابة رزقنا أربعة إخوةٍ. واليوم، باسمي وبآسم جوزيان ومونيكا نقول من القلب: مبروكٌ لكَ وهنيئًا لنا بآبنكَ الخامس”.
وتابع مهرجان الكلمة الّذي لونّه الأب الفنان جان جبور بِما طاب لحنًا وإنشادًا بصوته “الصّافي” بباقةٍ من الأغنيات، ليكون ختامها مسكًا، مع كلمة الدكتور أدونيس العكرا، وممّا جاء فيها: “يشرّفني أن أكون وسطكم، مع الأدباء الّذين تحدّثوا في كتاب الأستاذ سليمان إبراهيم. إنّ وزارة الثّقافة لم تكن هي مَن أبدعت الثّقافة في لبنان. على العكس، فالثّقافة والمثقفون هم مَن أوجبوا إنشاءها. لهذا السّبب، جئتُ أشهد اللّيلة أنّ المدماك الّذي بناه اليوم الأديب سليمان إبراهيم في عمارة الثّقافة اللّبنانيّة، من شأنه المساهمة في إعلاء بنيان وزارة الثّقافة مع كلّ الّذين عملوا من قبل ويعملون اليوم ومَن سيعمل منهم فيما بعد. فكلّ أديبٍ كلّ صاحب نتاج ٍ بشعرٍ أم بنحتٍ أو بأيّ فنٍّ من الفنون، ما هو إلاّ معماريٌّ يزيدُ البنيان على عمارٍ يحتاجه لبنان، إسمه وزارة الثّقافة؛ كما يحتاج هذا الأخير إلى عماراتٍ أُخرى في مجالاتٍ عدّة وميادين شتّى… ونحنّ نُنشيء أبناءنا دومًا على ضرورة المشاركة في بناء عماراتٍ يقوم عليها الحبيب الوطن لبنان…. أشكر الأستاذ سليمان إبراهيم على دعوته وزارة الثّقافة، كما وأشكر الوزير على تشريفي بتمثيله في هذا اللّقاء الّذي أُقدّر مشاركتي لكم فيه في هذه الأُمسية وسأحمل لمعالي الوزير شرف اللّقاء بكم، وشكرًا”. وفي الختام كانت كلمة شكر للمنتدين والحضور بقلم صاحب “معاصر الحبر” سليمان يوسف إبراهيم، تلاه نخب المناسبة وتوقيع الكتاب
كلام الصور
1- الأديب سليمان يوسف ابراهيم يوقع جديده
2- الأديب سليمان بختي
3- الأستاذ سليمات زين الدين يلقي كلمته
4- أدويس العكرا يلقي كلمته
5- الأب جان جبور