كتاب جديد عن “دار نعمان للثقافة”

سهيل قاشا وناجي نعمان يدشّنان “درب الحقيقة”!

في نيسان الفائت، صدر عن “دار نعمان للثقافة” كتاب من سلسلة “درب الحقيقة” لسهيل قاشا وناجي نعمان، وقد جاء الجزء الأول منه في التاريخ، وتحديدًا تاريخ الديانات السماويّة الثلاث. تطالعُنا على غلاف الكتاب صورةُ أدراجٍ من الحجارةِ المرصوفةِ جنبًا الى جنب، والمرتفعةِ في الهواء باتّجاه السماء؛ وكلّما تقدّمَتْ صعودًا، تنكشحُ العتمةُ، المتأتّيةُ من غيومٍ سوداءَ، ليغمرَ الدرجاتِ نورٌ يزدادُ حدّةً مع ارتفاعِها.

هذا في الخلفيّة، أمّا في مقدّمةِ الصورةِ فيظهرُ ثلاثةُ أشخاص، أحدُهم يمثّل امرأة، ملامحُ جسدِها واضحةٌ، وبقربِها طفلان لا يقفان على مسافة واحدة، كما يختلفُ سنُّهما وجنسُهما: صبيّ (مكشوفُ الرأس) وفتاةٌ تبدو أكبرَ منه سنًّا. حتّى أنّنا لا نقعُ على ملامحَ للعيونِ في وجوهِهم، بل وُضعَ قناعٌ عازلٌ عليها كما لو أنّهم سُلبوا النظرَ عمدًا. والثلاثةُ يديرون ظهورَهم الى الدرج، وبالتالي قلوبَهم الملتحفةَ، كما كاملَ جسدِهم، بالحجابِ الرماديِّ الطويل، كي لا يروا الحقيقة، أو يفكّروا في السعيِ لسلوكِ طريقِها! قد ترمزُ هذه الشخصيّاتُ الى الدياناتِ السماويّةِ الثلاث التي يتناولُ موضوعَها هذا الكتاب، ويدعونا للنظرِ فيها بمنظارِ العقل. فما تُراها تكونُ نتيجةُ إعمالِ العقلِ في فهمِنا للأديان؟

قلب المفاهيم

كتابُ “درب الحقيقة”، المؤلّفُ من أربعةٍ وعشرين فصلًا أو مبحثًا، يتضمّنُ حقائقَ تقلبُ الكثيرَ من المفاهيم، وتجعلُنا نفكّرُ مرّتين… قد تصلحُ بعضُ مباحثِ الكتابِ لأن تُدرَّسَ في مدارسِنا ضمنَ مادّةِ التاريخ، لما لها من أهمّيّةِ في تعليمِ النشءِ منهجيّةَ التفكيرِ في تاريخِنا المعاصرِ الشائكِ والكثيرِ التناقضات. فالكتابُ غنيٌّ بالدراساتِ العلميّةِ الجادّة، الموثوقةِ والموثّقةِ، لمراحلَ سابقةٍ من التاريخ، يمكنُ البناءُ على أسُسِها للنظرِ بشكلٍ مختلفٍ وجديدٍ الى كلِّ ما تعلّمناه، في ما يتعلّقُ بالأديانِ و”الكتبِ السماويةِ” بشكلٍ خاصّ. كما إنّه يلقي الضوءَ على تاريخِ اللغاتِ وأهمّيّةِ الانفتاحِ في نظرتِنا إليها، وتقبّلِ التلاقحِ الحاصلِ في ما بينها.

لوحة لمايكل انجلو

محاكاة العقل

“دربُ الحقيقةِ” كتابٌ يحاكي العقلَ في قسمٍ كبيرٍ من مباحثِه، ويعلّمُنا كيف ننطلقُ من العقلِ لفهمٍ دقيٍق وصحيحٍ لتاريخِ البشرِ، القديمِ والحديث؛.فيما نراهُ في قسمٍ منها (أعني المباحث)، بخاصّةٍ المتعلّقِ بقصّةِ “أهل الكهف”، ينقلُ الأحداثَ العجيبةَ التي لا يمكنُ تقبّلُها بالعقلِ والمنطق، من دونِ أن يحاولَ تحليلَها أو التوقّفَ عند عدمِ ملاءمةِ تفصيلٍ مهمٍّ فيها، للمنطق، إذ يذكرُ أنّ أهلَ الكهفِ ناموا ثلاثَمئةٍ وتسعةَ أعوامٍ وعادوا فاستيقظوا! تاركًا المجالَ للعاطفةِ لتحكمَ فيه. مع ذلك، ما ذُكرَ في الكتابِ يُعَدُّ ثورةً حقيقيّةً، قد تواجهُحربًا ضروسًا من الدياناتِ السماويّةِ الثلاث، لما تُظهرُه من خطأٍ في تأريخِ أحداثَ تُعتبرُ محوريّةً وجوهريّة، أو لرفضِ كاتبَيْه لكثيرٍ من الأخبارِ والكتاباتِ التي تُعتبرُ من صلبِ الديانةِ، وبالتالي منزلةً أو مقدّسة.

تساؤلاتٌ كثيرةٌ تمرُّ ببالِنا ونحن نرى ونلمسُ حقائقَ مثبتةً بالأدلّةِ والبراهين من كبارِ العلماءِ والباحثين، وتَوافُقَهُم في الرأيِ على اختلافِ انتماءاتِهم أو مذاهبِهم.

قد تكونُ الديانةُ المسيحيّةُ نالَتْ قسطًا وافرًا من الأبحاثِ والأخبار في الكتاب، كما قد تعكسُ المباحثُ المتعلّقةُ بالإيمانِ المسيحيّ– لا سيّما المبحثُ السادسَ عشر – إيمانَ الكاتبَيْن العميقَ بهذا الإلهِ المتجسّد، والذي يشدّدان على شخصِهِ وتعاليمِه ِالتي وضعاها في إطارٍ مختلفٍ عن بقيّةِ الديانات، متحوّلَيْن بذلك الى مبشّرَيْن حقيقيّيْن، يستخدمان العقلَ والمنطقَ في ما يقومان به، مشدّدَيْن على أهميةِ الفصلِ بين العهدِ الجديدِ والعهدِ القديم، وعدمِ الدمجِ بينهما (ص 155).

وكما جهَدَتْ وتجهدُ وسائلُ الإعلامِ المسيحيّةُ (تلفزيون نورسات، إذاعةُ صوتِ المحبة…) في نشرِ عباراتٍ تكونُ موحيَةً ومناسِبَةً لواقعِ الحدث، كالمبادرةِ بالتحيّةِ الميلاديّةِ بالقول: “وُلِدَ المسيح”، والردِّ عليها: “هلّلويا!” عوضَ استخدامِ عباراتٍ لا تمتُّ الى جوهرِ العيدِ بصلة، (وقد لاقَتْ هذه المبادراتُ- الفرديّةُ في أساسِها – قبولًا ورضًا كبيرَيْن من قِبَلِ الكنيسةِ كما من المؤمنين.)، نجدُ المسعى نفسَهُ في كتابِ “درب الحقيقة”، الذي يدعو كاتباه، صراحةً، الى استبدالِ بعضِ العبارات، أو تحيّاتِ المعايدة، بشكلٍ يتلاءمُ مع العقلِ والمنطقِ ومعنى الحدَث، كأن نقولَ في ترنيمةِ الآلام: “اليومَ، سُمّرَ في خشبةٍ، الذي بسطَ الأرضَ على المياه”، عوض: “اليوم، عُلّقَ على خشبة، الذي عَلّقَ الأرضَ على المياه”! مفنّدَيْن معنى كلٍّ من التعبيرين. كما يدعوان الى استخدامِ عبارة: “المسيحُ قام، حقا قام!” في صباحِ ذكرى القيامة، عوضَ تردادِ التحيَّة التوراتيّة: “فصحًا مجيدًا”…

الأب سهيل قاشا

الفصلِ السابع

“دربُ الحقيقةِ” كتابٌ يحاولُ توضيحَ نشأةِ الدياناتِ السماويّة، وأُسُسِها وأهدافِها، وصولا الى ما آلَتْ إليه… ولعلَّ النبرةَ الأكثرَ حدّةً وبروزًا، والتي تظهرُ فيها دربُ الحقيقةِ واسعةً بحيثُ تستوعبُ أكبرَ عددٍ من العابرين، هي في الفصلِ السابعَ عشر (ص 158-159) حيثُ نقعُ على مجموعةٍ من الحكاياتِ والأخبارِ المأخوذةِ من التوراة، والبعيدةِ كلَّ البعدِ، ليس عن المنطقِ والعقلانيّةِ فحسب، وإنّما عن الأخلاقِ أيضًا! بحيثُ لا تجوزُ نسبتُها الى الخالقِ جُلّ جلالُه، فلنسمعْهُ يقول: “إنّ التوراةَ لا توحي بأنّها كتابٌ أملاهُ الله، بل توحي بأنّها كتابٌ “وضعَهُ” سكّيرٌ جاهلٌ في مكانٍ ما من أمكنةِ السوء، ففي كلِّ صفحة، وفي كلِّ جملة، ثمّة خزّانٍ من المحالات، ومن الخوارقِ التي تدخلُ العقلَ لتدمّرَه…” (ص 159)، ويروحُ يعدّدُ مجموعةً من تلكَ الأخبارِ التي لا يقبلُها عقلٌ أو منطق.

وبمتابعةِ تاريخِ الأحداثِ يبيّنُ لنا الكاتبان أنّ أهدافًا سياسيّةًتستترُ خلفَ كلّ أسطورةٍ أو حكاية، مثالًا على ذلك حائطُ المبكى (ص 166-167)؛وهنا لا يجدان أيَّ حرَجٍ في إلقاءِ اللّومِ على شخصيّاتٍ بارزةٍ في الكنيسةِ، في عصرِنا الحالي (ثلاثة بابوات)، ل”وقوعِهم في الخدعة” ومسايرتِهم المؤكِّدة على قدسيّةِ هذا الموقع (ص 167). وفي نطاقِ التسييسِ نقعُ في المبحثِ التاسعَ عشرَ على تعريفٍ دقيقٍ بالنصارى وعقائدِهم، بغيةَ إظهارِ البَوْنِ الشاسع– لِمَنْ لا يعرفُ – ما بينَهم وبينَ المسيحيّين (ص 174… 176).

د. ناجي نعمان

حكاية “أهلِ الكهف”

أمّا المبحثُ العشرون فقد خُصّصَ للحديثِ عن حكايةِ “أهلِ الكهف”، مع تلخيصٍ لها، وذكرٍ للمراجعِ التي تحدّثَتْ عنها؛حيثُ يولي الكاتبان الحكمَ، في تحليلِهما، للعاطفةِ أكثرَ منه للعقل! إذ يُظهرُ عرضُهما للقصّةِ تصديقَهُما لوقائعِها وأحداثِها، بدليلِ أنّهما توقّفا عند مصادرَ ومراجعَ عديدة، من ضمنِها القرآن الكريم، مركّزَيْن على ما وردَ فيها من تفاصيلَ مشتركةٍ. وقد يكونُ اتّفاقُ “الديانتين” (نضعُها بين مزدوجين، حرصًا منّا على تصنيف الكاتبَيْن لمفهوم “الديانة”)، المسيحيّةِ والإسلاميّةِ، على صحّةِ الرواية، وإيمانُهما بمصداقيّتِها، قد يكون ساعدَ في عرضِ الخبرِ على أنّه واقعيّ، من دونِ كثير عناء؛ ولا شكّ أن حكايةَ أهلِ الكهف، على الرغمِ من صعوبةِ تصديقِها، والعديدِ من التساؤلاتِ التي تُطرحُ حولَ تفاصيلِها، شكّلَتْ، تاريخيًّا، حدثًا بارزًا وملفتًا وفائقَ الطبيعة، الى حدٍّ جعلَ “الكلَّ” يتبنّاها ويعترفُ بمصداقيّتِها.

أمّا المبحثُ الرابعُ والعشرون، فيكشفُ لنا الويلاتِ التي صبَّها أبو نوّاس اليهوديّ على مسيحيّي نجران، والتي فاقَ فيها ما أنزلَهُ هتلر باليهودِ من فظائع. وهنا نتوقّفُ عندَ النمطِ المعتمَدِ في كيفيّةِ عرضِ الأحداث، بحيثُ تمَّتْ كتابتُها بحرفٍ أصغرَ من الحجمِ المعتمَدِ في البحث. وقد يكونُ الهدفُ من ذلك لفتُ النظرِ الى أنَّ كلَّ ما كُتبَ بحرفٍ أصغرَ حجمًا، هو اقتباسٌ، علمًا أنَّه في مواقعَ أخرى تمَّ اعتمادُ الحرفِ اللاتيني من دونِ تغيير في القياس!

لوحة لمايكل انجلو

 

الفكر الخلّاق

ختامًا، لا بدَّ من كلمةِ حقٍّ تقال: إنَّ عالمَنا المعاصرَ في أمسِّ الحاجةِ لهذا الفكرِ الخلّاقِ الهادف، المنمَّقِ بالذوقِ والأدبِ والعلمِ وعمقِ المعرفة، من أجلِ بناء جيلٍ واعٍ و”نظيفِ” الفكر، هدفُه وغايتُه الخيرُ الذي يختصرُه الأديبُ ناجي نعمان بقوله: “وأمَّا الإيمانُ الحقُّ فلا أراهُ إلاَّ في خَيرِ البَشَر، كلِّ البَشَر”، فأرضُنا لن تعرفَ السلامَ إن لم تقمِ المؤسساتُ الداعمةُ للسلامِ بنشرِ هذا الفكرِ وتكريسِهِ في العقول. وهو ما شدَّدَ عليه ناجي نعمان في مقدّمةِ الكتاب حيثُ قال: “غَدا ضروريًّا ومُلِحًّا تحريرُ العُقولِ والأنفُسِ مِن العُهودِ الغابِرَةِ والعَقائدِ الإِلغائيَّةِ الختاميَّة، والاكتِفاءُ بالاعتِبار منها… وذلك لِرَفعِ مَنسوبِ ذكاءِ قُلوب البَشَر، ولِسَجنِ عُقولِهم وأنفُسِهم، إنْ صَحَّ السَّجنُ، لا في الأساطيرِ والخُرافاتِ “المُقدَّسةِ”، بل في التَّسامُحِ والتَّعاضُدِ الإنسانِيَّين!”

******

 (*) درب الحقيقة، لسهيل قاشا وناجي نعمان، صدر عن دار نعمان في نيسان 2017، توزّعه مؤسسة نعمان مجّانًا، في مركزها الكائن في ساحة جونية قرب مبنى البلدية.

 

One comment

  1. يقول د. محمّد محمّد خطّابي - مدريد:

    بعد قراءتي وإستمتاعي بهذا المقال الجميل لا يسعني إلاّ أن أهنئ من سويداء الفؤاد صاحبيْ هذا الكتاب السِّفر،الرّصين الصّادر عن “دار نعمان للثقافة” من سلسلة “درب الحقيقة” للأب المُبجّل سهيل قاشا ، والأديب الأريب ناجي نعمان Naji Naaman،كما أنّ تهنئتي القلبية المشفوعة بفيضٍ غامرٍ من المودّة والتجلّة والتقدير موصولة لصاحبة المقال الأديبة الرقيقة، والباحثة المثابرة الحثيثة الأستاذة الفاضلة الكريمة مارلين وديع سعادة Marleine Saade التي قدّمت لنا هذا الكتاب القيّم المفيد على صفحات الموقع الرّائد، والواعد، والمُتجدّد Aleph- Lam وكذا على الموقع الزاهر الزاخرالأغرّ Thaqafiat فى طبق بلاغى بلّوريٍّ بديع، وفى هندامٍ بيانيٍّ مَخمليٍّ رفيع،بأسلوبها الجميل المعهود الذي يراعي جماليات لغة الضاد وروائعها ، ومكنوناتها، وأسرارها ،من غير أن تتيه فى متاهات الشّارد ،أوالحوشي من القول، وبدون أن تسقط فى قتامات الغموض وهيادب المُبهمات، لا تشوب جوهرَ عرضها الشوائبُ ، ولا تندّ من جوانبه النواقص، بل جاء عرضاً مُسهباً، مُنساباً، طيّعاً ، مِطواعاً فى تنسيق رائع ،وأفكار منظمة، تُدني به القارئَ من عمق موضوع الكتاب، ولا تُضنيه، وتسلط الباحثة الأريبة مارلين الأضواءَ الكاشفة على مختلف مباحث الكتاب بعرضٍ موفً ورائق ،وتحليل هادئ دقيق يجعلان القارئ / القارئة يتابعان القراءة بشغفٍ، وشوقٍ، ولهفةٍ،وتطلّع،إنها تقول فى هذا السّياق على سبيل المثال وليس الحصر:” أما المبحثُ العشرون فقد خُصّصَ للحديثِ عن حكايةِ “أهلِ الكهف”، مع تلخيصٍ لها، وذكرٍ للمراجعِ التي تحدّثَتْ عنها؛حيثُ يولي الكاتبان الحكمَ، في تحليلِهما، للعاطفةِ أكثرَ منه للعقل! إذ يُظهرُ عرضُهما للقصّةِ تصديقَهُما لوقائعِها وأحداثِها، بدليلِ أنّهما توقّفا عند مصادرَ ومراجعَ عديدة، من ضمنِها القرآن الكريم، مركّزَيْن على ما وردَ فيها من تفاصيلَ مشتركةٍ. وقد يكونُ اتّفاقُ “الديانتين” (نضعُها بين مزدوجين، حرصًا منّا على تصنيف الكاتبَيْن لمفهوم “الديانة”)، المسيحيّةِ والإسلاميّةِ، على صحّةِ الرواية، وإيمانُهما بمصداقيّتِها، قد يكون ساعدَ في عرضِ الخبرِ على أنّه واقعيّ، من دونِ كثير عناء؛ ولا شكّ أن حكايةَ أهلِ الكهف، على الرغمِ من صعوبةِ تصديقِها، والعديدِ من التساؤلاتِ التي تُطرحُ حولَ تفاصيلِها، شكّلَتْ، تاريخيًّا، حدثًا بارزًا وملفتًا وفائقَ الطبيعة، الى حدٍّ جعلَ “الكلَّ” يتبنّاها ويعترفُ بمصداقيّتِها”. ألف تحيّة ومحبّة وإعزاز وإجلال وتقدير على التوالي من صميم الوجد والوجدان لواضعيْ هذا الكتاب النفيس، ولصاحبة المقال القيّم، وللموقعْين الزّاهرين الآنفيْ الذكر، وللمُشرفين عليهما بألمعيّة فائقة ، وحِرفيّة عليا الصّديقان الصّدوقان، والمُبدعان الخلوقان، الأديب الأريب الأستاذ الفاضل جورج طرابلسي George Traboulsi،والأديبة الرائعة الأستاذة الكريمة Claude Abou Chacra .

اترك رد