أَتَمَّ تَحضِيرَ ما عليه لِلغَدِ، وأَوَى إِلى فِراشِهِ باكِرًا.
كان الوقتُ أَواخِرَ تِشرِينَ الثَّانِي حيث العامُ الدِّراسِيُّ في شَطرِهِ الأَوَّلِ، وهو يُعَلِّمُ في أَكثَر مِن مَدرَسَةٍ، ويُعطِي، بَعدَ دَوامِهِ، دُرُوسًا خاصَّةً تَصِلُ لَيلَهُ بِنَهارِهِ، فَأَعباءُ المَعِيشَةِ جَمَّةٌ، لا مُهاوَدَةَ فيها.
كانت الرِّيحُ تُوَلوِلُ بين شَجَرِ البُطْمِ والصَّنَوبَرِ والشَّربِينِ في الغابَةِ المُجاوِرَة. وكان عَوِيلُها حَبِيبًا إِلى قَلبِهِ، يُفَضِّلُهُ على كُلِّ ما أَبدَعَ الإِنسانُ مِن أَلحانٍ وأَنغامٍ وسِيمفُونِيَّات. فَلَهُ في نَفسِهِ فِعلُ السِّحرِ، يُخَدِّرُ حَواسَّهُ، فَيَرُوحُ، في الخَيالِ، إِلى عالَمِ الأَحلامِ، يَرُودُ طُفُولَتَهُ، ومَرابِعَ صِباهُ، فَيَرَى نَفسَهُ على ذلك المُنحَدَرِ الأَخضَرِ في قَريَتِهِ، فَتًى لا يَعرِفُ مِن هُمُومِ الدُّنيا إِلَّا النَّزْرَ اليَسِيرَ، والرِّيحُ تَعبَثُ بِثِيابِهِ، وتَكادُ تَحمِلُهُ على جَناحِها المُنعِشِ البَلِيل.
كان قَلبُهُ مَقبُوضًا مِن حالَةِ البِلادِ الخارِجَةِ مُنذُ عامٍ مِن حَربٍ أَهلِيَّةٍ استَمَرَّت لِسَنَواتٍ، ودَمَّرَتِ الإِنسانَ والمَكان. زالَتِ الحَواجِزُ، الَّتي فَصَلَتِ المَناطِقَ عن بَعضِها البَعضِ، واختَفَت مِن الشَّوارِعِ مَواكِبُ المُسَلَّحِينَ، ولم تَعُدْ تُمَزِّقُ الآذانَ انفِجاراتُ القَذائِفِ تَزرَعُ الأَرضَ هَولًا ومَوتا. كما باتَ لِلدَّولَةِ هَيكَلُها وحُضُورُها. بَيْدَ أَنَّ الجَرائِمَ والسَّطوَ والسَّرِقاتِ زادَت وَطأَتُها، فَالضَّائِقَةُ الاقتِصادِيَّةُ تُرخِي بِثِقَلِها على شَرِيحَةٍ واسِعَةٍ مِن المُجتَمَعِ تَوازِيًا مع بُرُوزِ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ تَمتَلِكُ الثَّرَواتِ الطَّائِلَةَ، حَصَّلَتها بِشَتَّى الطُّرُقِ، في غَفلَةِ القانُونِ الرَّادِعِ، وغِيابِ الضَّمِيرِ الوازِع.
***
كان يَحلُمُ بِبِناءِ مَنزِلٍ له في قَريَتِهِ، يَعُودُ إِليه كُلَّما سَنَحَتِ الظُّرُوفُ، ويكونُ مَلاذَهُ الهادِئَ، الهانِئَ، يَومَ يُحالُ على التَّقاعُدِ، ويَتَحَرَّرُ مِن قُيُودِ العَمَلِ المُضنِي. ولكنْ أَنَّى له ذلك، وقد أَنفَقَ كُلَّ ما حَصَّلَ مِن مالٍ، إِضافَةً إِلى ثَمَنِ قِطعَةِ أَرضٍ باعَها كان وَرِثَها عن أَبِيهِ، لِأَجلِ ابتِناءِ مَنزِلٍ له بَعِيدٍ عن ضَوضاءِ المَدِينَةِ، على تُخُومِ غابَةٍ رائِعَةٍ ما دَنَّسَها الإِنسانُ بَعدُ. ولَمَّا كان المَنزِلُ، غِبَّ تَشيِيدِهِ، مُنعَزِلًا لا مَنازِلَ بِقُربِهِ، فَإِنَّهُ اضطُرَّ أَن يَقتَنِيَ مُسَدَّسًا وهو الكارِهُ لِلسِّلاحِ، ولِما جَرَّهُ على مَوطِنِهِ مِن وَبال. على أَنَّهُ وَجَدَهُ “أَبغَضَ الحَلالِ” وسَكَنُهُ ناءٍ عن النَّاسِ، يُغرِي بِالسَّرِقَةِ وأَبناءِ عائِلَتِها البَرَرَة.
كان ما يَكسِبُ مِن مالٍ لِقاءَ التَّعلِيمِ في مَدارِسَ عَدِيدَةٍ يَكادُ لا يَكفِي الأَعباءَ العائِلِيَّةَ، في ظِلِّ سَدادِ دُيُونٍ باقِيَةٍ مِن تَكلِفَةِ البَيتِ الجَدِيد.
على أَنَّهُ ظَلَّ يَتَشَبَّثُ بِحُلمٍ ضَبابِيِّ النَّسِيجِ، فهو يَحتَفِظُ، في قَريَتِهِ، بِقِطعَةِ أَرضٍ كَبِيرَةٍ لا قِيمَةَ تُذكَرُ لها إِذ هي بَعِيدَةٌ عن الأَماكِنِ المَأهُولَةِ، في مَكانٍ وَعْرٍ جَدِيب. ولكنَّ أَخبارًا عن احتِمالِ شَقِّ طَرِيقٍ واسِعٍ يَربِطُ القاطِعَ بِمِنطَقَةِ الوَسَطِ، يكونُ اختِصارًا لِقِسمٍ مُتَعَرِّجٍ مِن الطَّرِيقِ الأَساسِ بين السِّاحِلِ والجَبَلِ، ويَمُرُّ بِمُحاذاةِ أَرضِهِ، كانت حَدِيثَ النَّاسِ مِمَّن يَملِكُونَ أَراضِيَ قَرِيبَةً مِن حيث مُقَرَّرٌ لهُ أَن يُشَقّ.
بَنَى آمالًا كِبارًا على تَنفِيذِ هذا المَشرُوعِ لِأَنَّهُ يَجعَلُ مِن أَرضِهِ قِيمَةً مالِيَّةً كَبِيرَةً تَكفِيهِ لِتَحقِيقِ مُناه. وسُرعانَ ما كان يَعُودُ إِلى الواقِعِ، فقد اعتادَ أَن يَسمَعَ الكَثِيرَ مِن وُعُودِ دَولَتِهِ الَّتي تُعانِي مِيزانِيَّتُها ما تُعانِي، والَّتي كانت تَتَبَدَّدُ كَالهَباءِ في العاصِفَة. فَالتَّنفِيذُ قَلِيلٌ، ومَعدُومٌ في أَغلَبِ الحالات. وكانت زَوجَتُهُ أَشَدَّ تَشاؤُمًا، فَتُرَدِّدُ دائِمًا: قد يَحصُلُ هذا يَومًا، ولكنْ بَعدَ أَن نَكُونَ غادَرنا هذه الدُّنيا.
***
كان رُقادُهُ، اللَّيلَةَ، مُتَقَطِّعًا، بِالرُّغمِ مِمَّا حَباهُ صَوتُ الرِّيحِ مِن سَكِينَةٍ ولَذَّة. وفي ساعَةٍ مُتَأَخِّرَةٍ مِن اللَّيلِ استَفاقَ، مُضطَرِبًا، على زَوجَتِهِ وابنَتِهِ يَقِفانِ حِذاءَ سَرِيرِهِ، والرُّعبُ بادٍ في عَينَيهِما. وقالت الزَّوجَةُ: هناكَ لِصٌّ يَعبَثُ في الطَّابِقِ الأَرضِيِّ مِنَ المَنزِل. فَهَبَّ مِن فِراشِهِ، مَذهُولًا، فَسَمِعَ ضَجَّةً وسُقُوطَ آنِيَةٍ، فَصاحَ بِصَوتٍ خافِتٍ، يُنادِي الخادِمَةَ الَّتي تَنامُ في غُرفَةٍ مُلاصِقَةٍ لِلمَطبَخِ، فَلَم يَلقَ جَوابًا. وعادَتِ الضَّجَّةُ مِن جَدِيدٍ، ثُمَ هَدَأَت. فَتَأَكَّدَ أَنَّ في الأَمرِ ما يُثِيرُ الرِّيْبَة. فَحَمَلَ مُسَدَّسَهُ مُجَهَّزًا لِإِطلاقِ النَّارِ، ونَزَلَ، بِحَذَرٍ، على الدَّرَجِ المُؤَدِّي إِلى الطَّابِقِ السُّفلِيِّ، وسِلاحُهُ مُصَوَّبٌ إِلى الأَمام. وعَبَثًا حاوَلَت زَوجَتُهُ ثَنْيَهُ عن النُّزُولِ، خَوفًا أَن يَقتُلَهُ اللُّصُوصُ الَّذينَ باتَ وُجُودُهُم أَكِيدًا. قَصَدَ، بِتَأَنٍّ، البابَ الخَلفِيَّ لِلمَطبَخِ، يَتَسَرَّقُ النَّظَرَ، فإِذا بِالخادِمَةِ تُطِلُّ مِن خَصاصِ بابِ غُرفَتِها، مَذعُورَةً تَنشِجُ بِصَوتٍ مُخنُوقٍ، فَتُخاطِبُهُ بِعَينَيها، مُشِيرَةً بِإِصبَعِها إِلى زاوِيَةٍ، وتَقُولُ بِشِبهِ هَمْسٍ: Here Mister، هُنا يا سَيِّدِي. فَتَطاوَلَ بِرَأسِهِ، وسِلاحُهُ يَتَقَدَّمُهُ، فَإِذا السَّارِقُ… بُومَةٌ تُحاوِلُ الخُرُوجَ فَلا تَهتَدِي إِلى السَّبِيل. أَغلَقَ بابَي المَطبَخِ، فَتَحَ البابَ المُفضِيَ إِلى الخارِجِ، وراحَ يُهَوِّلُ عليها بِمِكنَسَةٍ، والطَّائِرُ المَأسُورُ يَفِرُّ مِن ناحِيَةٍ إِلى أُخرَى، خَبْطَ عَشْواءَ، وأَدواتُ المَنزِلِ تَتَساقَطُ فَتُحدِثُ جَلَبَةً كَبِيرَة. وبَعدَ جُهدٍ جَهِيدٍ، اهتَدَت هذه الفُضُولِيَّةُ إِلى المَخرَجِ الآمِنِ فَانطَلَقَت كَالسَّهمِ في الفَضاءِ الفَسِيح.
وَقَفَ لِبُرهَةٍ، مُلتَقِطًا أَنفاسَهُ بَعدَ هذه النِّهايَةِ السَّعِيدَةِ، سائِلًا نَفسَه: أَكانت شَجاعَةً نادِرَةً مِنِّي أَن نَزَلتُ لِمُواجَهَةِ المَجهُولِ، وما اصطَكَّت رُكبَتايَ، ومِن دُونِ أَن أَخشَى العاقِبَةَ الَّتي قَد تَكُونُ مُمِيتَة؟! أَم هو شَلَلٌ في التَّفكِيرِ اعتَرانِي فَجَعَلَنِي أَسعَى إِلى الخَطَرِ بِعَزمٍ راسِخٍ، وخَطْوٍ ثابِتٍ، وكَأَنَّنِي أُمَثِّلُ دَورًا سِينَمائِيًّا مَرسُومًا؟!
وشَكَرَ رَبَّهُ على جُرأَتِهِ، إِذ لَولاها لَباتَ المَطبَخُ، ورُبَّما الطَّابِقُ الأَرضِيُّ، حُطامًا، وَلَعاشَتِ العائِلَةُ ساعاتِ قَلَقٍ وهَلَعٍ مُنتَظِرَةً بُزُوغَ النَّهارِ بِلَهفَةِ الغَرِيقِ يَرنُو إِلى حَبْلِ نَجاة.
عادَ إِلى زَوجَتِهِ وابنَتِهِ لِيَجِدَهُما في حالَةِ رُعبٍ شَدِيدٍ، فَتَبَسَّمَ وقال: إِنَّ لِصَّكُما الظَّرِيفَ، كان خَفِيفَ الظِّلِّ، فَخَرَجَ بَعدَ أَن وَجَدَ استِقبالَنا فاتِرًا، وضِيافَتَنا لا تَلِيقُ بِقُدُومِهِ المَيمُون. إِنَّهُ بُومَةٌ شارِدَةٌ، والحَمدُ لِلَّه.
راحَ الكُلُّ يَتَساءَلَ، في عَجَبٍ، عن كَيفِيَّةِ دُخُولِها المَنزِلَ المُحكَمَ الإِغلاقِ أَبوابًا ونَوافِذَ، فلم يَهتَدُوا إِلى جَوابٍ سِوَى أَنَّهُ رُبَّما تَكُونُ الخادِمَةُ قد فَتَحَت بابَ المَطبَخِ لِغايَةٍ ما، فَوَلَجَت صاحِبَتُنا الحَرَمَ “راضِيَةً مَرضِيَّةً”، واختَبَأَت حتَّى خَلَدَ الجَمِيعُ إِلى سُلطانِ النَّومِ، فَباشَرَت نَشاطَها في الظَّلامِ كَأَنَّها حُمَّى المُتَنَبِّي*، وإِن كانت أَلطَفَ مِنها وأَخَفَّ وَقْعًا.
تَطَيَّرَت زَوجَتُهُ مِن الحَدَثِ، ورَأَت فيه فَأْلًا سَيِّئًا. وعَبَثًا حاوَلَ تَهدِئَتَها، إِذ راحَت تَحكِي له ما سَمِعَت مِن جَدَّتِها وعجائِزِ الجِيرانِ عن البُومِ والمَقابِرِ، ومَروِيَّاتٍ لا يَقبَلُها العَقلُ، ولا تُوائِمُ المَنطِق. وأَرادَت لِلتَّوِّ الاتِّصالَ بِابنَتِها المُغتَرِبَةِ، فَأَقنَعَها، بِشَقِّ النَّفسِ، أَن تَنتَظِرَ، فَالتَّوقِيتُ غيرُ مُناسِبٍ، وَ”الصَّباحُ رَباح”، فَأَوَت إِلى فِراشِها على مَضَضٍ، في القَلبِ سُوَيداءٌ، وفي الغُضُونِ كَآبَةٌ مَكنُونَة.
***
وأَطَلَّ الصَّباحُ لِيَجِدَ القَومُ رَمادَ المَدخَنَةِ مُبَعثَرًا على أَرضِ الصَّالَةِ، ونِقاطًا مِن الدَّمِ على المِرآةِ الكَبِيرَةِ الَّتي تَتَوَسَّطُ الحائِط. حِينَها أَدرَكُوا أَنَّ الزَّائِرَةَ المِسكِينَةَ شاءَ لَها القَدَرُ أَن تَسقُطَ في ثُغرة المَدخَنَةِ على سَطحِ المَنزِلِ، لَكَأَنَّها الجَلِيلُ الذِّكْرِ عَمُّنا “بابا نُوِيل”، ولكنْ مِن دُونِ أَن يَكُونَ مُحَمَّلًا بِالهَدايا.
***
عادَ مِن عَمَلِهِ في المَساءِ، وخِلالَ تَناوُلِهِ طَعامَ العَشاءِ مع زَوجَتِهِ، أَدارَ التِّلفازَ لِيَستَمِعَ إِلى آخِرِ أَخبارِ البَلَدِ والعالَمِ، على عادَتِهِ كُلَّ يَومٍ، وكانت المُفاجَأَةُ حِينَ تَلا وَزِيرُ الإِعلامِ مُقَرَّراتِ مَجلِسِ الوُزَراءِ ومِنها الطَّلَبُ إِلى مَجلِسِ الإِنماءِ والإِعمارِ بَدْءَ الاستِملاكاتِ الواجِبَةِ، وتَلزِيمَ الطَّرِيقِ الَّذي سَيَربِطُ القاطِعَ بِمِنطَقَةِ الوَسَطِ، والَّذي كانَ حُلمًا يُدَغدِغُ العائِلَةَ مُنذُ أَمَدٍ طَوِيل.
قَفَزَتِ الزَّوجَةُ مُهَلِّلَةً، شاكِرَةً اللهَ، وهي تُصَفِّقُ مِن فَرْطِ فَرحَتِها، أَمَّا هو فَراحَ يَتَأَمَّلُها، صامِتًا كَأَبِي الهَولِ، فَنَظَرَت إِليه بِذُهُولٍ وقالت: ما بِكَ، أَلَم تَسمَعْ؟!
قالَ بَلَى، سَمِعتُ وفَرِحتُ مِثلَكِ وأَكثَرَ، ولكنَّني أَسأَلُكِ، بَداءَةً: هل ما زِلتِ مُتَطَيِّرَةً مِن بُومَتِنا العَزِيزَةِ، وهل كانت لنا نَذِيرَ شُؤْم؟!
فَابتَسَمَت، واحتَضَنَتهُ، فَأَغمَضَ عَينَيهِ، وقالَ كَمَن يُخاطِبُ مَجهُولًا في الغَيْب: أَيُّها الطَّائِرُ المُهادِنُ، أَيُّها الكائِنُ الوَدِيعُ الأَسمَرُ، كَم بَنَى الإِنسانُ حَولَكَ مِن أَساطِيرَ، وصَوَّرُوكَ شُؤْمًا لا يَسكُنُ إِلَّا في الخَرابِ، ويَنعِبُ في اللَّيلِ بِصَوتِهِ الحَزِينِ يَحمِلُ نَذِيرَ كارِثَةٍ أَو مَوت. أَمَّا أَنا، فَلا أَرَى فيكَ إِلَّا الدَّعَةَ والحُسنَ، بِرَأسِكَ المُستَدِيرِ، وعَينَيكَ الكَبِيرَتَينِ الجاحِظَتَينِ، ورِيشِكَ النَّاعِمِ الأَرْبَدِ يُرَصِّعُهُ الأَبيَضُ النَّاصِعُ والأَصفَرُ البَهِيّ. ظَلَمَكَ البَشَرُ، فَباتَ اللَّيلُ سُكناكَ، تَتَحاشَى تَجَنِّيهِم، وخُرافاتِهِم. أَلا انْعَمْ في عَرِينِكَ سالِمًا، فَما لكَ في قَلبِي إِلَّا الوَدادُ، ولو كانت وِفادَتُكَ زَوبَعَةً قَضَّت هُدُوءَنا في ذلك اللَّيل البَهِيم. لَأَنتَ مِن بَسَماتِ الطَّبِيعَةِ الرَّائِعَةِ، فَأَهلًا بِكَ ساعَةَ تَنوِي الزِّيارَةَ ثانِيَةً، وعلى الرَّحْبِ والسَّعَة!
****
- قالَ المُتَنَبِّي، يَصِفُ الحُمَّى: وزائِرَتي كَأَنَّ بِها حَياءً فَلَيسَ تَزُورُ إلَّا في الظَّلامِ