عمان في الصيف… احتضان لنجوم العالم… ومهرجانات وفعاليات محلية

عمان- حركة ثقافية وفنية نشطة تشهدها الأردن عبر احتضانها مجموعة من الفعاليات الموسيقية والفنية المنوعة، سعيا وراء تقديم أنواع مختلفة من الفنون لجمهور متعدد الأذواق، ما من شأنه أن يعزز من الحركة السياحية والثقافية  بآن واحد.

جهات مختلفة تلك التي تعمل على تنظيم هذه الفعاليات، بعضها يسعى لتقديم وجلب أسماء عالمية بغية إتاحة الفرصة للجمهور الأردني في التعرف على فن مخلتف، وجعل الأردن وجهة سياحية مشهورة، ووضعها على الخارطة العالمية للثقافة والفنون، ونشر ودعم الفن وتقديره والاستمتاع به.

ويأتي كثير من الفعاليات بأسعار زهيدة، وأخرى مجانية مثل العروض التي تنظمها مؤسسة عبد الحميد شومان، ودارة الفنون التي تنظم حفلا ضمن برنامجها لهذا العام “فلسطين الحضارة عبر التاريخ لبيانو رباعي للموسيقيّة الأردنيّة زينة عصفور، مع الموسيقي الفرنسي بيار مورابيا، يعزفان فيها مقطوعات لموسيقيين فرنسيين مثل ديبوسي وشابرييه ورافيل، إضافة إلى قطعة من تأليف المؤلّف الأردني طارق يونس تعزفها زينة منفردة وتهديها إلى فلسطين.

فيما تنطلق فعاليات صيف عمان في حدائق الحسين بتنظيم من أمانة عمان الكبرى من 6-15 من الشهر الحالي، بأنشطة مفتوحة لجميع شرائح المجتمع خصوصا الأطفال والفعاليات الترفيهية والثقافية المجانية التي تم تخصيصها لهم.

فيما يقدم فرانك سيناترا فلسين “عمر كمال” أول حفل له في الأردن على مسرح المدرج الروماني في 10 من الشهر الحالي بتنظيم من شركة “أصدقاء مهرجانات الأردن”، وعدة شركاء منهم “أمنية” و”بنك الاتحاد”.

ويغني كمال بلهجات متعددة معتمداً على الأداء الهادئ، وما عزز من شهرته أيضا هو تعاونه في ألبومه مع أسماء لامعة مثل عازف الجيتار تيم بيرس، الذي عمل مع الفنان الراحل مايكل جاكسون، والمنتج الكندي الحائز على جائزة غرامي ديف بيرس، والمنتجين الشهيرين بوب روك وآل شميت الحائز على 23 جائزة غرامي، كما تم التسجيل في استوديوهات عدة أبرزها استوديو كابيتال في هوليوود.

ويأتي تنظيم مثل هذه الفعاليات بحضور شخصيات عالمية، لجذب السياحة الثقافية للمملكة بحسب مديرة شركة “أصدقاء مهرجانات الأردن”، سهى بواب، من أهداف الشركة التي تروج للثقافة والفن الرفيع، وتجعل من الأردن وجهة سياحية في المنطقة على الصعيد العالمي، وفي الوقت نفسه تقام هذه الفعاليات في حضن أماكن أثرية لتسليط الضوء على تاريخ الأردن العريق.

وتلفت بواب الى ان هذه الانشطة تشهد حضور عدد كبير من السياح من الدول المجاورة، وترفع من المستوى الثقافي والموسيقي في الاردن لتكون في متناول مختلف شرائحه التي لا يتسنى لها السفر خارجا لمتابعتها. ويتم اختيار الفنانين وفقا لبواب بناء على شهرتهم وحضورهم العالمي على الساحة الفنية، والفائدة التي سيتسنى للأردن تحصيلها، والاهتمام الذي سيلاقيه كونه عامل جذب ايضا لمن هم في الجوار، مبينة انه يتم احيانا انتظار الفنان عاما او عامين.

وعبر تنظيم حفلات في منتصف الصيف، ترى بواب انه يتيح الفرصة للعديد من المغتربين الاستفادة من العطلة وتواجدهم هنا لتمضية اوقات جميلة، لاسيما ان غالبية فعالياتهم تقع في مواقع اثرية ما يضيف لها نكهة مميزة، في حين يتم ايلاء الشؤون والخدمات اللوجستية اهتماما دقيقا لتوفير الراحة للحضور من خلال مقاعد مرقمة ومنظمة، ومواقف ومواصلات للنقل في حال كان الموقع بعيدا.

ويشهد يوم 14 من الشهر حفلين؛ الأول ضمن ليالي صيف عمان في فندق الميريديان للفنانين هاني متواسي ومروان خوري، والآخر ضمن الأمسيات الموسيقية في وسط عمان بتنظيم مؤسسة عبد الحميد شومان عبر حفل “اصواتهن”، ويضم مجموعة مميزة من الأصوات النسائية، وذلك على مسرح الأوديون بجانب المدرج الروماني -وسط البلد، يوم الجمعة 14/7/2017 الساعة 7:30 مساءً.

وتشترك في الفعالية كل من سميرة القادري:”صوت الْمُتوسّط البلّوري” وسفيرة فنّية عابرة لثقافات حوض البحر الأبيض المتوسّط. صوت السوبرانو المغربية المُحمّل بعبق التاريخ العربي-الأندلسي-المورسكي يعد تجربة فنية وفكرية مميّزة قوامها الكونية والحداثة.

الى جانب غادة شبير التي دَرَّسَت الغناء العربي والتّرتيل السّرياني في المعهد الوطني العالي للموسيقى الكونسرفاتوار بين 1997 و2007. اما لارا عليان؛ عضو مؤسس في فرقة شرق الفنية التي تأسست العام 2006، حيث شاركت في العديد من الحفلات مع هذه الفرقة، وأصدروا ألبوم “بين بين” العام 2008، وأصدرت لارا ألبومها الأول “حلوة “ في أواخر العام 2014، الى جانب رشا رزق، التي شكلت خماسي جاز هو فرقة “إطار شمع” الذي كان ثمرة لقائها مع عازف الغيتار إبراهيم سليماني.

وفي 15 من الشهر نفسه تحيي فرقة “فرقتي روح تريو وسيكريت تريو” وذلك على مسرح الأوديون بجانب المدرج الروماني -وسط البلد، حفلها، بتركيز على إحياء تراث الموسيقى العربية الآلية، في محاولة للحفاظ على أصالتها وجمالها، و-فرقة سيكريت تريو التي تمزج الموسيقى الشرق اوسطية مع أنغام الجاز والموسيقى المعاصرة.

في حين يقام للمرة الاولى في الاردن أول مهرجان أوبرالي بالعالم العربي في عمّان بمبادرة من السوبرانو الأردنية زينة برهوم، يومي 19 و22 تموز (يوليو) المقبل، والدورة الأولى من مهرجان عمان الأوبرالي تحظى برعاية الأميرة منى الحسين، وبإنتاج كامل لأوبرا لاترافياتا للمؤلف الموسيقي الإيطالي فيردي، وسيقام هذا العرض التاريخي في مسرح المدرج الروماني بالعاصمة عمّان الذي يبلغ عمره 2000 سنة.

وتهدف السوبرانو زينة بهذه المبادرة إلى غرس بذور الثقافة الأوبرالية النامية في الأردن والعالم العربي، إضافة إلى محاولة أن يلهم هذا فكرة إنشاء دار أوبرا تُبنى خصيصاً لهذا الغرض في عمّان، تماشياً مع خطوات متماثلة تم اتخاذها في دول عربية أخرى مثل سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة.

وسيتضمن العرض الأوبرالي أكثر من 150 موسيقيا وراقصا دوليين من أكثر من 10 دول، وستقوم ببطولته زينة برهوم في دور فايوليتا، وأندري سفيراميندي في دور ألفريدو، وسيمون سفيتوك في دور جيرمون، وآدي نابر في دور جاستون، بمصاحبة أوركسترا سيشوان الفيلهارمونية التي تضم موسيقيين من دار أوبرا لاسكالا ومواهب وموسيقيين محليين، وكورال أوبراباتومي بقيادة لورينزوتازييري، ومن إخراج لويجي أورفيو.

وتنطلق فعاليات الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان جرش للثقافة والفنون في 20 من الشهر الحالي وتستمر حتى آخر الشهر بمشاركة فنانين عرب منهم نانسي عجرم وهاني شاكر ونوال الزغبي ووائل كفوري ووليد توفيق، الى جانب عدد من الفنانين الأردنيين، مثل ديانا كرزون وفرقة أبناء الجبال والأكاديمية الدولية الشركسية.

في حين يقام في الثاني من آب مهرجان الفحيص للثقافة والفنون، الذي يفتتح بأوبريت يتغنى بالوطن والافتخار بالتاريخ المجيد والمستقبل المزهر، وتستمر فعالياته على مدار تسعة أيام تتضمن أمسيات شعرية وتراثية وندوات، وكذلك سيكون هناك مسرح وفعاليات للطفل متطورة، وستقام فعاليات متميزة ومدروسة، تتضمن زجلا شعبيا وأمسيات فنية جادة وممتعة في الوقت نفسه، وحضورا لفنانين عرب لم تحدد أسماؤهم رسميا بعد.

ولهذه الفعاليات المتنوعة دور كبير في تنشيط الحركة السياحية بحسب وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، مبينة جهود الوزارة في تنشيط الحركة في أرجاء المملكة كافة، حيث فعاليات صيف عمان بمشاركة لكبار المطربين والفنانين العالميين والعرب الذين لهم حضور كبير على الساحة العالمية، فصيف عمان هذا العام يختلف عن باقي فصول السنوات الماضية، بقدوم شخصيات عالمية كبيرة لها مكانتها وشهرتها ويعرفون أن في عمان “ما يسعد القلب”.

وتشير عناب إلى أن المملكة تتمتع بمواقع جاذبة وآثار مميزة، تحتضن مهرجانات مختلفة مثل جرش والفحيض والأزرق وشبيب، وهذه كلها تسهم في دعم وتنشيط الحركة السياحية ودعم النشاط الاقتصادي والاجتماعي في المملكة لان عدد زوار عمان يتضاعف بنسب كبيرة من خلال  المغتربين، والزائرين العرب.

وتكثف الوزارة جهودها بالتعاون مع الجهات الأخرى المعنية بتقديم وتوفير منتج متميز للزائر، حيث هنالك العديد من الفعاليات التي تقيمها أمانة عمان الكبرى ووزارة الثقافة ووزارة الشباب، إضافة إلى مجموعة من المهرجانات التي اصبحت علامة مميزة للأردن.

ومن هنا تقوم الوزارة على إعداد خطط خاصة لاستقبال زوار المملكة، وتسهيل مرورهم بكافة المعابر البرية والجوية، وتقديم الحوافز لهم مثل معاملة السائح العربي معاملة المواطن الأردني عند زيارته للمتاحف والمواقع الأثرية، إضافة لقرار مجلس الوزراء باعفاء الفعاليات الفنية التي تقام في المملكة من ضريبتي الدخل والمبيعات، لتشجيع الفنانين العالميين وجذبهم لإقامة حفلاتهم في المملكة.

وبينت عناب أن العنصر الرئيس لتوفير البيئة المناسبة للفعاليات والأنشطة ولجذب المزيد من السياح، تتمثل بالترويج المناسب، وهذا الأمر منوط بهيئة تنشيط السياحة التي تتبع خططا ترويجية غير تقليدية للترويج للمملكة، من خلال الترويج لأنماط واعدة من السياحة مثل سياحة المغامرة والسياحة الدينية والسياحة العلاجية وسياحة المؤتمرات، والتركيز على أسواق جديدة غير تقليدية لجذب المزيد من السياح.

ويحيي الفنان العراقي كاظم الساهر حفلين متتاليين في 11 و12 آب (اغسطس) ضمن ليالي البحر الميت في قصر المؤتمرات بالبحر الميت.

ومن المتوقع أن تكون آخر حفلات الصيف الأكثر أهمية، وتحديدا في الثامن عشر من شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، في مدينة جرش الأثرية؛ حيث سيحيي المغني الأوبرالي أندريا بوتشيلي حفلا، وهو الأكثر مبيعا في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية.

وبدأ الترويج للحفل الذي من المتوقع أن يحضره 6500 شخص، على الموقع الرسمي للمغني العالمي منذ شهرين، خصوصا وأن فريق عمله هو من اختار الموقع وتحديدا في شارع الأعمدة الذي يظهر تفاصيل المدينة كاملة من حوله.

وهذا التينور الإيطالي الذي باع أكثر من ثمانين مليون نسخة، ويعد بذلك الأكثر مبيعا في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية، ولد في العام 1958 في توسكانا بإيطاليا، وكان يحب الموسيقى وخصوصا الأوبرا منذ صغره، ولد بنظر ضعيف وفقده في سن 12، وموهبته اكتشفت عندما استمع نجم الأوبرا لوتشيانو بافاروتي إلى شريط تجريبي لبوتشيلي في العام 1992.

وينظم الحفل بالتعاون مع شركة أصدقاء مهرجانات الأردن ووزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، اللتين تعدان شريكين استراتيجيين في تنظيم الحدث الضخم، في تسهيل مهمة إقامة الحفل، بغية إظهار صورة الأردن الحقيقية والنقلة النوعية في الأنشطة التي تشهدها خاصة تلك التي تنظمها شركة أصدقاء مهرجانات الأردن.

ومع اختيار هذا المكان، ترى عناب أنه سيتاح للجمهور اكتشاف المدينة الأثرية، وفي الوقت نفسه يمكن أيضا لمكاتب تنشيط السياحة تهيئة حملات خاصة للسواح لجلبهم من خلال برامج تضمن لهم اكتشاف الأردن وحضور الحفل والعديد من الأفكار التي يتم العمل عليها حاليا، مضيفة أن حفل يوتشيلي يختتم الموسم السياحي بطريقة مميزة.

اترك رد