سَكَنَ اللَّيلُ، وقَد لاحَت نُجُومُ، فَإِذا اللَّيلُ، على الدَّلِّ، سَقِيمُ
كَيفَ لا والحُسنُ فِيهِ عامِرٌ، وهَسِيسُ الحُبِّ في السِّترِ رَخِيمُ
أَشرَقَ الوَجْدُ على أَمواجِهِ، فَنَداهُ الغَضُّ بِالصَّحبِ رَؤُومُ
هو كالعاشِقِ قَد طابَ لَهُ وَجْدُ تِلكَ الغِيْدِ، والشَّوقُ عَمِيمُ
في السُّدُولِ السُّودِ راحَت تَنثَنِي أَوجُهٌ قُمْرٌ، وأَحداقٌ نُجُومُ
فِتَنٌ كُنَّ، وسُمَّارٌ على سَكْرَةٍ مِنهُنَّ، والوَجْدُ نَدِيمُ
هُنَّ حَسناواتُ أَطرَى مِن نَدَى الفَجرِ، والسِّحْرُ عَلَيهِنَّ يَحُومُ
حُسنُهُنَّ الطِّيْبُ، فَوَّاحًا على رَهَفِ القاماتِ، فَالصَّحْبُ شَمِيمُ
وسُكُونُ اللَّيلِ في جِلبابِهِ تَختَبِي الأَحلامُ، والفِكرُ يَهِيمُ*
دارَتِ الأَكْؤُسُ، وانسابَ الغِوَى، وتَلَظَّى العِشْقُ، فَاللَّيلُ حَمِيمُ
لَيتَ شِعرِي لو دَرَت أَطرافُهُ، هَمَدَ اللَّيلُ عَلَينا لا يَرِيمُ!
*****
* في هذا البَيتِ نَظَرٌ إِلى بَيتِ جُبران خَلِيل جُبران:
سَكَنَ اللَّيلُ، وفي ثَوبِ السُّكُونْ تَختَبِي الأَحلامْ