في ضيافة أحفاد الصحابيّ الجليل أويس القرنيّ رضي الله عنه القيّمين على حفظ وخدمة الآثار النبوية الشريفة المتوارثة لديهم أباً عن جد، أتممنا بعون الله تصوير المقتنيات النبوية المباركة والتي تشمل البردة النبوية التي أهداها سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الصحابيّ الجليل الذي أسلم واتّبع الرسول دون أن يراه وهو في اليمن، وقميص الرسول ونعله الشريفين وغيرها، والمحفوظة جميعاً في “جامع الخِرقة الشريفة” العثمانيّ بمنطقة الفاتح التاريخية في استانبول، حيث تفتح غرفة البردة النبوية أبوابها للمؤمنين للزيارة يوم الجمعة المقبل (كما هي العادة كل عام منذ أيام العثمانيّين في أول يوم جمعة من شهر رمضان) وتستمر حتى آخر الشهر الفضيل.
أمّا القميص والنعل النبويين الشريفين وآثار أخرى كستارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلّم وكسوة باب الكعبة المشرّفة، فقد تحلّ ضيفة عزيزة على مدينتنا الحبيبة طرابلس إن شاء الله، وهي التي سبق وأهداها السلطان عبد الحميد الثاني شعرة نبوية مباركة من لحية الرسول محمّد عليه أفضل الصلوات وأتمّ التسليم عام ١٣٠٩ للهجرة.
والعائلة الكريمة القيّمة على وقف أويس القرني تبذل جهدها الآن للاستحصال على الأذونات الخاصة من إدارة المتاحف التركية ووزارة الثقافة التركية لتأمين مشاركة الأمانات المقدسة في معرض “الآثار النبوية حول العالم” الذي تنظمه “جمعية أكيد فينا سوا” في الخيمة التي استحدثت خصيصاً لاستقباله في حديقة مركز الصفدي الثقافي من ١٥ إلى ٢١ حزيرن، ونقوم بإعداده مع جهات معنية ومتخصّصة من أنحاء العالم، ولتسهيل المهمّة عرض الوزير محمّد الصفدي مشكوراً نقل القميص النبوي الشريف واستضافة العائلة الكريمة القيّمة على والقف بطائرة خاصّة من استانبول إلى بيروت مع تأمين كل وسائل التأمين والحماية اللازمة.
نأمل أن يكتمل سعينا المبارك لتحقيق هذا الحدث الروحاني والتراثي الفريد والعظيم وأن نتمكن من إنهاء المعاملات الرسمية لذلك خلال الوقت القصير المتبقي، وبه سيغتني معرضنا بالمعروضات الأثرية الأصلية المتعلقة بالحرمين الشريفين الواردة من مجموعات خاصة موثّقة تاريخياً، وبصور الآثار النبوية من حول العالم ومقتنيات آل البيت والصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين التي قمنا بتصويرها في كل من: لبنان، فلسطين، سوريا، مصر، تركيا، السعودية والهند، ولاحقاً قريباً… في باكستان!
والله من وراء القصد والله الموفّق.