بَنانٌ ما شَكَت أَلَما! 

(مُهداةٌ إلى الأَدِيبِ الكَبِيرِ جوزف مهنَّا)

قالُوا تَفَنَّنَ في ما اشتَقَّ أَو رَسَما،      فَمارَ، مِن سِحرِهِ، القِرطاسُ، واضطَرَما

وجالَ في الضَّادِ حَتَّى قَد يُقالُ بِهِ          راضَ الشَّوارِدَ والعاصِي وما سَئِما

فَأَيَّ نَبْعٍ تُراهُ ارتادَ كَوثَرَهُ                  حتَّى غَدا الحُسنُ في أَوراقِهِ كَلِما

فِيهِ المُرَوَّقُ رَقراقًا، ويَرفِدُهُ              وَشْيُ المُنَمَّقِ، والسِّحْرُ استَوَى نَغَما؟!

فَقُلتُ هَذِي نُهُورُ الضَّادِ هادِرَةٌ             فَلْيَستَقِ مَن يَرُوضُ الحِبْرَ والقَلَما

كانَت، لِمَن جاءَها بِالعِشقِ مُلتَمِسًا،        خَيْرَ الأَلِيفِ، ولِلجانِي بِها حَرَما

والضَّادُ، في كَنزِها اللَّامُنتَهي رَحِمٌ،         والوُلْدُ وَفْرٌ لِمَن يَستَولِدُ الرَّحِما

ما هانَ فِيها على الأَيَّامِ ما رَصَفَت         أَيدِي الكِبارِ، ولا بارَ الَّذِي رُسِما

وذا الـ”مُهَنَّا” إِذا حُمَّت بِهِ فِكَرٌ              مُهَنَّدٌ يَتَوَلَّى صَعبَها قُدُما

تُومِي إِليهِ وتَدرِي أَنَّ فارِسَها               إِذا دَعَتهُ إِلى حَوماتِها قَدِما

فَتَستَحِيلُ إِلى دِيباجَةٍ، شَمَخَت             بِالمُعجِزاتِ، تَعابِيرٌ بَدَت رِمَما

وما انطَوَى في بُطُونِ المُعجَماتِ إِلى      عَهْدٍ تَناءَى زَها في مَجدِهِ قِمَما

فُصحاهُ تَحمِلُ مِ الفُصحَى نَضارَتَها         ولَفظُهُ ما شَكا ضَعفًا ولا سَقَما

كَأَنَّها، في مَدَى الغُدرانِ، أُغنِيَةٌ،            فيها الشَّجا مِن نَسِيمٍ عَبرَها نَسَما

وكَم تَغاوَت على أَوراقِهِ غُرَرٌ،        وصاحَ حَرْفٌ: هُوَ ابْنِي البَرُّ، وابتَسَما*

أَلا تَعافَت، على شَوقِ الرِّقاعِ،          وفي بَدْعِ المِدادِ، بَنانٌ ما شَكَت أَلَما!

*****ـ

* هُوَ نَظَرٌ إِلى إِنجِيلِ مَتَّى، الآيَةِ 17:

«وإِذا صَوتٌ مِنَ السَّماءِ قَائِلًا: هذا هُوَ ابْنِيَ الحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».

اترك رد