مؤسَّسة ناجي نعمان تُصدر “في ضِيائِكِ” لِثُور ستيفانسون

في تعاون عربيٍّ إيسلَنديٍّ مُمَيَّز

 

صدرَتْ للكاتب الإِسلَنديِّ ثُور ستيفانسون (Thor Stefansson)، الحائِزِ إحدى جوائز ناجي نعمان الأدبيَّة (جائزة التَّكريم عن الأعمال الكاملة، 2014)، وسفيرِ مؤسَّسة الثَّقافة بالمجَّان في العام عَينِه، التَّرجمةُ العربيَّةُ لكتابه المُعَنوَن “في ضِيائِكِ”، وذلك بقَلَم ناجي نعمان نَفسِه، وعن مؤسَّسته للثَّقافة بالمَجَّان، وبالتَّعاون، لجهة التَّرجمة من الفرنسيَّة، مع مركز الأدب الإِسلَنديِّ (Midstod Islenskra Bokmennta) في العاصمة الإِسلَنديَّة، رَيْكيافيك.

الكتابُ مُزَيَّنٌ، غلافًا ومَتنًا برسوماتٍ للفنَّان الإِيسلَنديِّ سيغوردور ثورير (Sigurdur Thorir)، وقد نقلَه مؤلِّفُه إلى الفرنسيَّة بالاشتراك مع لوسي ألبِرتيني (Lucie Albertini). وهو يُدرَجُ في إطار سلسلة “الثَّقافة بالمَجَّان” التي أنشأها ناجي نعمان في العام 1991، وما زالَ يُشرِفُ عليها.

***

       يُذكَرُ أنَّ ثُور ستيفانسون وُلِدَ في رَيْكْياڤيك بإِسْلَنْدا؛ وهو يَعيشُ هناك بعدَ إقاماتٍ طويلةٍ له في كلٍّ من فرنسا والدِّنمَرْك وأسوج. فبَعدَ أنْ درَسَ في فرنسا (إِكْس-أُنْ-بْروفَنْس وباريس)، ونالَ دِبلومَ الدِّراسات العُليا في الألسُنيَّة، راحَ يُدَرِّسُ الفرنسيَّةَ ويرأسُ تحريرَ معاجِمَ فرنسيَّةٍ-إِسْلَنْدِيَّةٍ في أكثَرَ من مكان. في رصيده نحو ثلاثين كتابًا في الشِّعر، نصفُها مُتَرجَم، ومنها كتابٌ في أعمال خمسين من شُعراء العالَم العربيِّ نقلَها إلى الإِسْلَنْدِيَّة. والكتابُ الحاليُّ هو أوَّلُ كتابٍ له يُنقَلُ بالكامِل إلى العربيَّة.

***

ومن الكتاب نقرأ:

1

ألشِّعرُ اللَّذَّةُ الأسْمى.

أُحَطِّمُ صَداه.

يَجبُ التَّعَوُّدُ على الأمر.

2

لا أَطلُبُ مِنكم، حتَّى،

سماعَ كلماتي؛

أَوَدُّ، فقط، أنْ تلتَقِطوا الصَّوت،

وأنْ تَسُرَّكم معرفةُ

كيفَ أنَّ رِياحَ مَواسمنا

تَنقلُه مِن أُذنٍ إلى أُذن.

وبِهَذا، نَشتَرِكُ في ما يَتَخَطَّانا

ونَجِدُ أنفُسَنا على أثيرِ القَصيدةِ في ضِياءِ البَشَر.

3

ونَجعلُ الضِّياءَ

يُطلِقُ صَوتًا،

واللَّونَ يُضيءُ كلمةً،

والنَّغَمَ يُوحي فِكرة.

ثمَّ نجعلُ المَدى-الصَّمتَ

يُنْشِدُ القافِيَة.

4

عندما يَهجُرُ الشُّعورُ

الشَّاعِرَ

يَروحُ يُفَتِّشُ عنه

في الكَلِمات؛

ويَصدِفُ أنْ يَجِدَ فيها،

في أيِّ حالٍ، ظِلَّه.

5

كلُّ لُغةٍ تُحِبُّ

تُربَتَها الصَّالِحة، لِسانَها؛

ونحنُ نَستَمتِعُ

عندما تُدْرِكُ الكلماتُ آذانَنا؛

يُشِعُّ كيانُنا، كلُّ كيانِنا،

وكلُّ ما فينا يَحْتَرّ.

6

إذا جاءَتْ مَرارةُ الشَّاعِرِ لِتُثْقِلَنا،

وإذا ما طَهَا فينا نُبوغُه،

على مَهلٍ، أحزانًا وكَرْبًا،

فما تَكونُ قيمةُ شِعرهِ تجاهَ الشَّمس؟

ألقصيدةُ ستكونُ ذاك الحِجابَ مِن الغيوم

الَّذي سيُطرَدُ قريبًا.

7

لا تُعِبِ الشَّاعِرَ.

فهو يَقومُ بما يَقومُ به

للكَلِمات.

ولَئِن فاتَنا عُمْقُه،

واهتَزَّتْ فَصاحتُه في الرِّيح،

فإنَّه يُسهمُ، مع ذلك،

في تَشييد قلعةِ خَيالاتِنا.

8

إنَّها ليلةُ رأسِ السَّنَة.

عامٌ آخَرُ مَليءٌ بالقراراتِ الجيِّدة.

أَسَتَكونُ القراراتُ مُدهِشَةً،

أم سَتَكونُ عَيْنَها؟

مُلْهَمَةً سَتَكونُ،

أم غِبَّ الطَّلَب؟

9

إنتِصارُنا

سنَكتُبُه

أشِعَّةَ شَمسٍ

على دوائِرِ المنازلِ العَموديَّة.

حيطانٌ بيضاءُ

تَبتهِجُ،

وسُمُوُّها

سُمُوُّنا.

10

كيفَ يُرَدَّدُ

رَجْعُ الخَبَرِ السَّعيد

عندما تَرقُصُ الكلمات؟

 

اترك رد