إثارة المخاوف يمكن أن تكون شكلا من أشكال الجمال. هذه إحدى مفاجآت معرض جديد يكشف عن دعاية عمرها مئة عام بمناسبة ذكرى مرور مئة عام على دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى بعدما أعلنت الحرب على ألمانيا في السادس من أبريل نيسان 1917.
والأمر غير المتوقع أيضا هو ملائمة المعرض للأحداث التي تشهدها أمريكا حاليا تحت حكم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حسبما يقول القائمون على معرض “ملصقات ومشاعر وطنية” الذي يستمر حتى التاسع من أكتوبر تشرين الأول في متحف مدينة نيويورك.
وقال أمين المتحف ستيفن جيف “كان أمامنا مئة عام لنكتشف…ولكن عندما بدأنا النظر إلى تلك الملصقات المذهلة أدركنا أن الكثير من القضايا التي انشغل بها الأمريكيون في 1917 تظهر من جديد على نحو غريب وفي توقيت غريب. النعرة القومية والتنوع والتسامح والهجرة وحرية التعبير.”
وأضاف “كل هذه الأشياء بدأت تظهر في واقع الأمر من خلال الملصقات التي عمرها مئة عام فيما يتعلق بالولايات المتحدة وأيضا بعض الحركات التي تنتشر في أنحاء أوروبا. لم نتوقع ذلك.”
وجمع المنظمون الملصقات التي رسمها فنانون من نيويورك بتوجيهات من قسم الدعاية التصويرية بالحكومة الاتحادية لفترة الحرب بهدف تشجيع الزائرين على اكتشاف الموضوعات السياسية في حينها.
وفي حين أن الملصق الرئيسي للعم سام، وهو يشير بإصبعه في الصورة الشهيرة التي تحمل عبارة “أريدك في الجيش الأمريكي”، فهناك أيضا ملصقات تعارض المهاجرين للولايات المتحدة تقول “هل أنت أمريكي 100 في المئة؟ برهن على ذلك! اشتر سندات حكومية” بالإضافة إلى سيل من الصور المناهضة للألمان.
وقال جيف “كان ثمة عدم تسامح حقيقي تجاه الأمريكيين من أصل ألماني. مخاوف بأن الأمريكيين من أصل ألماني سيكونون غير موالين للولايات المتحدة وموالين لوطنهم الأصلي ألمانيا وبأنهم سينخرطون في أعمال تخريب وتجسس وإرهاب.”
وأضاف “هذا يذكر جدا ببعض الكلمات الرنانة التي نشهدها اليوم عن الأمريكيين المسلمين وآخرين من العالم والذين ينظر إليهم على أنهم يمثلون تهديدا سياسيا أو اقتصاديا لسلامتنا ورخائنا.”
وتوجد في المعرض كذلك خرائط تاريخية تظهر تقسيم نيويورك إلى أحياء وفقا للعرقيات إضافة إلى صور ضوئية من بينها واحدة لغواصة ألمانية من طراز (يو-بوت) جرى أسرها ونقلها إلى المدينة قبل أن تعرض في حديقة سنترال بارك الكبرى عام 1917.
(نيويورك – رويترز)