السيد الزرقاني
(كاتب وإعلامي- مصر)
لم يكن ترامب يحلم بمثل ما تحقق له مؤخرا بضرب الدولة السورية فجرا بمباركة علنية من المملكة العربية السعودية وقطر وانضمت اليهم إسرائيل وتركيا، فكان السؤال الحتمي هو لماذا هذا الخيار الوحيد الذي بادر به “ترامب ” رغم عدم وجود ادله علي استخدام الجيش العربي السوري أي اسلحة كيماوية في واقعة “خان شيخون “؟؟
كان منطقيا لهذا الرئيس الجديد ان يبحث عن هوية سياسية له، في ظل هذا الإرث الثقيل الذي تركته ادارة باراك اوباما له في منطقة مشتعلة وتنظيمات إرهابية عاشت وترعرعت في دول العالم، برعاية أمريكية وتراجع في النفوذ بالمنطقة العربية التي تحتوي على أكثر من 50%من الاحتياطي العالمي للطاقة وزيادة للنفوذ الروسي الذي تقدم بخطي ثابتة في قضايا المنطقة بالدعم العسكري والسياسي، بل وصل الأمر الى إقامة قواعد عسكرية ثابتة لحماية مصالحه في المياة الدفيئة بالبحر الاسود والمتوسط، واجبر القوى الإقليمية الى الدوران في فلكه وتحت سيطرته.
وقد نجح الحيش السوري في تحقيق انتصارات حقيقية على ارض الواقع، خصوصا في مدينة حلب والرقة وحماة ومناطق أخرى، كانت ضرباته موجعه للقوى والمليشيات المسلحة المدعومة من قطر والسعودية وتركيا واسرائيل، بهدف إسقاط الدولة السورية في اقل وقت ممكن، إلا أن الجيش السوري بالدعم الروسي والايراني وبسالته، كانت له الكلمة العليا، وهنا فرضت روسيا أمراً جديد على كل القوي، وهو الحل السياسي كمخرج وحيد للازمة السورية، في وقت يزداد موقف “ترامب” صعومبة في الداخل من رموز الدوله العميقة التي تناهض سياسته الداخلة، فكانت الخيارات أمامه قليله بل وحيدة، وهي ضرب الجيش السوري متخطيا كل القوانين والأعراف، مثلما فعل من قبل “جورج بوش الابن ” في ضرب العراق لعله يجد مساندة من دول إقليمية او أروبية له في فعلته الشنيعة التي أربكت كل الحسابات العربية والدولية ؟؟
نحج “ترامب” في الحصول علي مباركة كل من العاهل السعودي والأردني والقطري وخداع الرئيس المصري الذي كان في الولايات المتحدة في زيارة لستة أيام، قبل تلك الضربة الجوية المباغتة لسوريا التي اظهرات إحدى حالات الانهزامية لدي الحكومات العربية بشكل يذكرنا بضرب العراق، أملا في القضاء على الأسلحة المدمرة التي زعمت الولايات المتحدة امتلاك العراق لها، وجيشت الجيوش للقضاء على الدولة العربية التي كانت تمتلك اقوى جيش بالمنطقة، لتوفير حماية لإسرائيل، والان في ظل تلك الانهزامية العربية يكرر “ترامب ” التاريخ في سوريا والسؤال الان، هل ستقبل الشعوب العربية تلك الخيارات الأمريكية؟؟