نالَ جائزةَ ناجي نعمان الأدبيَّة: دُني إِمورين و”الموتُ في حِداد”

غلاف الكتاب

صدرَ للكاتِب الفرنسيِّ دُني إمورين (Denis Emorine)، الحائِزِ إحدى جوائز ناجي نعمان الأدبيَّة (جائزة التَّكريم عن الأعمال الكاملة، 2015)، كتابٌ جديدٌ بعنوان “الموتُ في حِداد” أو “الموتُ وقد نُكِّسَ عَلَمُه” (La mort en berne)، وذلك عن منشورات “سِنْك سُنْس” (5 sens éditions، جنيف، سويسرا).

حصلَ الكاتِبُ، لإِتمام عَمَله هذا، على استِضافَةٍ في دير سورج بفرنسا؛ وفيما قدَّمَتِ الكتابَ سوني إلفيرونو، الأديبة والنَّاقدة الرُّومانيَّة، جاءَ الإهداءُ إلى أندرونيكي ديميتريادو، الشَّاعرة والمُترجمة اليونانيَّة، الحائزة بدورها إحدى جوائز ناجي نعمان الأدبيَّة (جائزة الإبداع، 2016).

***

ويَحكي دُني إِمورين قصَّةَ كاتبٍ، دومينيك فالَرْشِه، رجُلٍ خمسينيٍّ غَمَرََته الحياةُ بالكثير: فالحُبُّ يبتسمُ له دائمًا، إذ هو، بحَسَب مَفهومه الخاصِّ للحُبّ، ما زالَ مُلكَ المرأة عينِها، لِتيسْيا، منذ أكثرَ من ربع قرن؛ وابنتاهُ منها، ناتاشا ولورا، تتبَوَّآن مراكزَ رفيعةً في الخارج.

وأمَّا هو – ولِكَونه أمينَ مكتبةٍ في جامعة فرنسيَّة كبيرة، وكاتبًا نُشِرَ نِتاجُه وتُرجِمَ في بلدان مختلِفة – فما زالَ مُستمرًّا في العَيش من قلَمه، وبفَضل المحاضرات الَّتي يُلقيها في الجامعات الأمريكيَّة العريقة، وكذلك من مَردود حُقوقه كمؤلِّف.

لكنَّ الأمورَ ليست سهلةً إلى هذه الدَّرجة؛ إذ كيف له أنْ يَتَغَلَّبَ على سرِّ الأُسرَة الَّذي اكتشفَه وهو في الثَّانية عشرة من العُمر، وكَذا أنْ يَتَغَلَّبَ على وسواس الموت الَّذي لم ينجحْ حُبُّه في التَّغلُّب عليه؟

وهكذا، عندما اتَّصلَت به الطالبةُ المجريَّةُ نورا نيميث، الرَّاغبةُ في وَضع رسالة ماجيستير بعنوان “دومينيك فالَرْشِه، المُنفصِل”، أُصيبَ بالرُّومَنْسِيَّة، وبالتَّمَزُّق كذلك، واهتزَّ يَقينُه: فالشَّابَّةُ صورةٌ حيَّةٌ للمُمَثِّلة السُّوفييتيَّة، تاتيانا صومويلوفا، الَّتي فُتِنَ بها عندما اكتشفَها، وهو بَعدُ طفلٌ، في فيلم “عندما تمرُّ طيور اللّقلق”. مع الإشارة إلى أنَّ أصولَ فالَرْشِه البعيدة روسيَّةٌ من جهة جَدَّته لأبيه، ولَطالَما كرَّرَت عليه لِتيسْيا أنْ نِصفَه الرُّوسيُّ يُخيفُها.

كيف السَّبيلُ، إذًا، إلى تَحَمُّل كلِّ تلك التَّناقضات الَّتي تزيدُ من سرعة عَطَب الرَّجُل، وتجعلُ من إلهامه، في الوقت عَينِه، إلهامًا فريدًا؟ ثُمَّ، أَفَلَم يَقُلِ النَّاقِدُ الرُّوسيُّ، إيغور زورين، إنَّ الأفكارَ والتَّصرُّفاتِ المَوروثةَ والمتحدِّرةَ من الأجيال السلافيَّة السَّابقة تُؤثِّرُ في نتاجِ بطَلنا الأدبيّ؟

***

ولدَ دُني إمورين في العام 1956 بالقرب من باريس. من اهتماماتِه البحثُ عن الهُوِيَّة، والدُّبِلْغَنْغِر والهروبُ من الوقت، والمسرح في فرنسا، وكندا (مقاطعة كيبيك)، وروسيا. له كتبٌ تُرجمَت ونُشرَت في اليونان، والمجر، ورومانيا، وجنوبيِّ إفريقيا، والهند، والولايات المتَّحدة الأمريكيَّة.

اترك رد