صباح الأوّل من أبريل 2017 احتضن معهد الرسل في جونيه الدورة الثانية (2017) من “مباراة تلامذة المدارس” لنيل “جائزة كمال يوسف الحاج في الإبداع الفكريّ”. يذكر أنّ الجهة الراعية للجائزة هي “بيت الفكر- أَسَسيّة كمال يوسف الحاج”، وأنّها تحظى بدعم “مؤسّسة الفكر اللبنانيّ”، أحد المراكز البحثيّة في جامعة سيّدة اللويزة، في أعمال التنظيم والمتابعة.
جرت المباراة حول موضوع عنوانه “بين الفلسفة والأدب”. وقد شارك فيها، على مدى أربع ساعات، أربعة وستّون شابًّا وشابّة يمثّلون صفوة تلامذة المرحلة الثانويّة في ثلاث عشرة مدرسة لبنانيّة، رسميّة وخاصّة، موزّعة على جميع المناطق اللبنانيّة. وقد تسلّم المشاركون نصّين اختياريّين بقلم الفيلسوف الحاج حول الموضوع أعلاه، مع أسئلة تحفيزيّة، لحملهم على انتاج دراسة إبداعيّة خاصّة بهم من وحي النصّين. فروحيّة المباراة هي دعوة النشء الطالع الى التفلسف بنفسه. تلك هي الغاية الكبرى للجائزة: إكبار الكلمة المبدعة، وبناء فلاسفة الغد ورؤيويّيه في لبنان، منذ الآن، في أوساط الشبيبة المثقّفة.
مكافآت “مباراة تلامذة المدارس” هي “ميداليّة اليراعة المبدعة” لحائز المرتبة الأولى، و”ميداليّة اليراعة المُجيدة” لصاحب المرتبة الثانية، و”ميداليّة اليراعة المشرقة” لحامل المرتبة الثالثة. كما يتسلّم كلّ فائز مبلغًا ماليًّا سخيًّا، وشهادة رسميّة، ونسخة هدّيّة من مؤلّفات كمال يوسف الحاج الكاملة.
السمة التنظيميّة اللافتة في هذه المباراة هي أنّ هوّيّات الفائزين لن تُعرَف إلّا يوم حفل توزيع الجوائز، المقرّر في تشرين الأوّل 2017. فلجنة التحكيم المسؤولة عن اختيار الأعمال الفائزة وفقًا لمعايير دقيقة، ومعلنة، لن تكون على علم بأسماء المتبارين، لأنّها استلمت مسابقاتهم محجوبة الاسم ومشفوعة فقط برمز رقميّ مناسب لكلّ مشارك. والمنظّمون لن يكونوا على علم مسبق بهوّيّات الفائزين، لأنّ المطابقة بين الرموز الرقميّة للفائزين وهوّيّاتهم لن تحصل إلّا خلال حفل توزيع الجوائز. هذا ما حصل في مسابقة السنة الماضية (2 نيسان 2016)، وبذلك سجّلت “جائزة كمال يوسف الحاج في الإبداع الفكريّ”، وتسجّل، سبقًا في المصداقيّة والتجرّد والشفّافيّة. والجدير بالذكر أنّ الدراسات الفائزة ستنشر لاحقًا في سلاسل خاصّة تحت إشراف “بيت الفكر- أَسَسيّة كمال يوسف الحاج”.
على خطّ متوازٍ ثمّة مباراة أخرى ترعاها أَسَسيّة “بيت الفكر” لنيل “جائزة كمال يوسف الحاج في الإبداع الفكريّ”: إنّها “المباراة المفتوحة”، وفيها يتنافس طلّاب الجامعات والمتقدّمون بصفة حرّة من عمر الخامسة والأربعين فما دون. تقام هذه “المباراة المفتوحة” مرّة كلّ سنتين، ويُطلب من المتبارين فيها تحضير دراسة بحثيّة مطوّلة، وغير منشورة من قبل، على مدى خمسة عشر شهرًا كحدّ أقصى. أمّا موضوع الدورة الأولى لهذه المباراة المفتوحة، فهو معلن منذ نيسان 2016، وعنوانه “فلسفة اللغة عند كمال يوسف الحاج”. المهلة الأخيرة لتسليم الدراسات البحثيّة المتنافسة هي 30 حزيران 2017 ضمنًا. أمّا مكافآت “المباراة المفتوحة” فهي “ميداليّة القلم المبدع” لحائز المرتبة الأولى، و”ميداليّة القلم المُجيد” لصاحب المرتبة الثانية، و”ميداليّة القلم المشرق” لحامل المرتبة الثالثة. كما يتسلّم كلّ فائز مبلغًا ماليًّا سخيًّا جدًّا، وشهادة رسميّة، ونسخة هدّيّة من مؤلّفات كمال يوسف الحاج الكاملة.
يشار أخيرًا إلى أنّ مباراتَي هذه السنة تقعان، استثنائيًّا، في إطار الاحتفالات بـ “المئويّة الأولى لولادة كمال يوسف الحاج”، وهي احتفالات انطلقت منذ السابع عشر من شباط 2017، أي بعد مضيّ مئة عام، يومًا بيوم، على ولادة الفيلسوف، وستتوالى على مدى سنة كاملة. هذه المئويّة هي برعاية صاحب الغبطة والنيافة مار بشارة بطرس الراعي، وستتخلّلها ندوات فكريّة في جامعات لبنانيّة وعربيّة وعالميّة، فضلًا عن أحداث تكريميّة ترعاها الدولة اللبنانيّة والبلديّات والمنتديات الثقافيّة والمدارس ووسائل الإعلام وهيئات المجتمع المدنيّ وغيرها من الأطراف اللبنانيّة.