وقع الدكتور هنيبعل كرم كتابه الرابع “الانجيل الثالث عشر” خلال حفل اقيم في قاعة الزاخم – حرم جامعة البلمند، في حضور المنفذ العام للكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي جورج البرجي، ناموس المجلس الاعلى في الحزب المحامي جورج ديب، منسق مجلس اقضية الشمال في “التيار الوطني الحر” المحامي جورج عطالله، الامين كمال نادر، مدير ثانوية سيدة البلمند عطية موسى وافراد الهيئتين الادارية والتعليمية، رئيسة لجنة الاهل في الثانوية لميس اسحاق والاعضاء، رئيس مجلس انماء الكورة جورج جحى، رجال دين، رؤساء جمعيات ونواد، ادباء وشعراء وحشد من الطلاب ومدعوين.
استهل الحفل بالنشيد الوطني تبعه عزف على البيانو من الطالبة يارا جريج، ثم كلمة ترحيب وتعريف من الطالبة يارا عدرة، رأت فيها ان “الشعر رموز تفك اسر العاصفة في طريقها الى القمم البعيدة، الشعر اجراس ومآذن تدعونا كل يوم الى قيامة الانسان، الشعر مفرده نورانية في الظلمة تضيء”. واكدت ان هذا الحفل يقول ان “العالم لم يزل بخير طالما ان الثقافة لم تزل هاجسا وهما في نفوسنا”.
وكانت كلمة لمدير ثانوية البلمند موسى، تطرق فيها الى “اهمية المطالعة والاستماع الى الشعر في عصر التكنولوجيا”. مشيرا الى النهج الذي تعتمده الثانوية في توجيه الطلاب نحو القراءة والاستماع. ثم اشاد بمزايا الاديب والشاعر هنيبعل كرم لاسيما انه احد اساتذة الثانوية “المميز بعطائه الكبير ومحبته لطلابه ومحبتهم له وباخلاقه الرفيعة وتواضعه”.
واعتبر انه “ليس من المستغرب ان يسلك كرم درب الشعر والادب، وهو ابن بلدة الاديب والشاعر الكبير فؤاد سليمان”. ونوه بكتاباته وحبر قلمه الذي “ينشر السلام والطمأنينة في حين ان هناك من يكتب ويحرق بحبره العالم ويسقط الضحايا”.
وتناول الاعلامي والفنان الدكتور موسى مرعب فصول كتاب كرم بشكل مسهب. مؤكدا انه “اصاب المعنى والمبنى في تداعيات شعره”. مشيرا الى ان “صوره تجمع بين الوضوح والواقعية والعبثية في مضمونها”، مركزا على ان “الصور الكثيرة التي تحملها الكلمات دليل على الغنى الثقافي لديه والعمق في المعرفة”. ولفت الى ان “كرم ليس بكافر، حتى بعبثيته، بل هو غريب حتى بعشقه للمصلوب”. واعتبر انه “يصور في كلماته وجه معلم آخر، مهدي آخر، جاء ليهدي الخراف الضالة التي لم يتمكن المعلم الاول ان يهديها ويقصد بها شعب اسرائيل”. وراى في انجيل كرم “معاني صوفية وتوحيدية، ومفردات فيها الجناس والطباق، وعشق بكينونته، فكان العدم والخلق الجديد في انجيله الثالث عشر”.
واكد الناشر مدير دار نلسن الاستاذ سليمان بختي ان كرم “يذهب بكتاب الله المطلق ذهاب راهب لصومعته. بحيث انه استعان بالعقل والمنطق وقال لله انا معك لكني لست لك”. واعترف ب “الجهد الحاسم والاصيل الذي بذله كرم في كتابته، وقد ظهر جليا في صوره التي قدمها قربانا على بيدر البلاغة”. وشدد على ان “كتاب كرم يتأرجح بين التمرد والحب، بين العاطفة والعقل..يرسم صورا من الداخل والخارج.. كتابه يرسخ انتماءه للقيم ولانبعاث النهضة وللحب بصفته جسر عبور لكل خلاص”.
وشكر المؤلف جامعة البلمند ومدير الثانوية وامين عام اتحاد الكتاب العرب الدكتور وجيه فانوس الذي تعذر عليه الحضور لاسباب طارئة والدكتور مرعب وبختي والشاعر نعيم تلحوق لدعمه وكل من شارك في الحفل.
واشار الى ان “الانجيل الثالث عشر، ديوان من 115 قصيدة انتقيتها من مجموع 372 قصيدة كتبتها في العامين الماضيين. اخترت منها القصائد العشر الاولى حلقة واحدة لموضوع موجه، والباقي حلقة فيها شيء من الاختلاف”. وتحدث عن دوافع كتابته، مشيرا الى “اننا عشنا في زمن شهد فيه العالم وحوشا بشرية تلعب كرة قدم برؤوس البشر، وترتكب ابشع المجازر باسم تاريخ لا يجرؤ احد على النظر في صالحه، شهدنا وسكتنا عن تراث فيه ما هو مرعب وفيه ما هو مشرق”.
وختم: “الانجيل الثالث عشر هو عنوان لكل ما يمكن ان يصنع بعد الخراب لرفع منسوب الروح في العالم، من فن وادب وعلم.. انه هاجس يلازمني اينما حللت: كيف يمكن ان نصنع الانسان الجديد؟”
وقدم له مدير الثانوية درعا تقديرية كما قدم له طلابه باقة زهور.
وفي الختام وقع ديوانه للحضور. وكان كوكتيل.