مُورِيس وَدِيع النَجَّار
(أديب وشاعر وروائي وقاص وناقد- لبنان)
عَجَبٌ نَسِيجِي فِيهِ مِن وَردِ الرُّبَى بُرْدٌ كَثِيفُ
وعَلَيهِ مِن شَوكِ الأَراكِ، وعَوسَج البَيدا شُفُوفُ
أُرخِي لأَفكارِي العِنانَ، تَرُوحُ في حَلَكٍ تَطُوفُ
ولقد أَرُودُ مَدارِجَ الرُّؤيا، وتَحمِلُني الطُّيُوفُ
قد أَنحَني لِنُسَيمَةٍ، وتَهابُنِي الرِّيحُ العَصُوفُ
ولقد أَصِيرُ لِغِبطَةٍ، وتَصُولُ في جَسَدِي السُّيُوفُ
أَو قد أَنُوحُ وحَولِيَ الأَعوادُ تَصدَحُ والدُّفُوفُ
فَسَعادَتي في داخِلِي وأَسايَ في قَلبي أَلُوفُ
ما هَمَّ واللَّأْلاءُ، في لَحظِي ويَغمُرُني، طَرِيفُ
وغُضُونُ وَجهِي، مِن ضَنَى عُمرِي، تُجَلِّلُنِي، صُنُوفُ
أَنا كُلُّ ما تَجلُو أَسارِيرِي على المَرأَى نَصِيفُ*
هو نَسمَةٌ… هل في هُبُوبِ الرِّيحِ يُحتَسَبُ الحَفِيفُ؟!
أَنا عالَمِي في باطِنِي وعَداهُ ما تَهَبُ الظُّرُوفُ
واهٍ خَيالِي في العُيُونِ، ومَظهَرِي البادِي ضَعِيفُ
هو قِشرَةٌ هُتِكَت ولكِنْ لُبُّها عَفٌّ نَظِيفُ
هُم قَد رَأَوْا بُرْدَ الكَثافَةِ، حِينَ باطِنُهُ لَطِيفُ
وقَرارَتِي عَزَّت ودُونَ وُلُوجِها ارتَفَعَت سُجُوفُ
أَنا قد هَنِئتُ بِعُزلَتِي ولو انَّ ما حَسِبُوا طَفِيفُ
أَنا في حِماها طائِرٌ،ة ما راعَهُ الجَوُّ المُخِيفُ
جازَ التُّخُومَ مُغَرِّدًا، فَفَضاؤُه صافٍ، شَفِيفُ
أَبقَى بِعُمقِ طَوِيَّتِي، قَلَمِي وأَوراقِي ضُيُوفُ
هي هَيكَلِي الواهِي يَدِقُّ أَمامَهُ القَصرُ المُنِيفُ!
*****
(*) النَّصِيف: كُلُّ ما غَطَّى الرَّأسَ مِن خِمارٍ أَو عِمامَة.