نهاد الحايك
(شاعرة- لبنان)
لِوجهِكَ عبيرُ الـجُزرِ البعيدة،
أَنـهلُ منه سَفـرًا يقتلُ التردُّد.
جَبيـنُكَ مَرايا قديمة،
أُوْدِعُـها ظِلالي الشريدة،
لأتَـوَحَّد.
عادَني صَحـوُكَ
بعد هُطولِ الـمُـحال
على تُرابِ روحي.
طِـيبُكَ ملءُ راحَـتَـيَّ،
وسنابلُ الروحِ يَـحـنيها العطش،
لكنِّي لا،
لا أَملكُ يديَّ.
مُثقلةً بـوَجعِ التمَـنِّـي،
أَجوبُ غاباتِ الـحَـيرة
من جذعٍ، إلى حافةٍ، إلى قمر،
أُشعِلُ قَشَّ أفكاري،
أَحسدُ غباء الحجر.
أَحرقتُ لـهفتي بـَخورًا لعودتكَ
وضمَّختُ شَعري بـندى الأقمار،
تَـهجَّيتُ العمرَ ضجرًا ضجرا
فكَثُرت أعماري،
ولَـم أحيَ حياةً واحدة.
لكَ خبَّأتُ أعيادي،
ومن ذِكرى عيـنَـيكَ
نسجتُ فضاءً لشُرودي.
هذا وجهي،
إمسَح عنه صمت العصور
وَادْنُ من قلبي،
ماحِيًا رعشاتِ التخَلِّي.
رَوِّضْ فِـيَّ وحشَ الانتماء
إلى أرضٍ وغَدٍ وذكرى،
كُنْ لِـجُذوري اشتِهاءَ الهواء،
لأَنـهضَ إليكَ من رماد الضجر،
وننهبَ الحياةَ تَـبَـدُّلاً وسَفرا.
*****
قصيدة الشاعرة الصديقة نهاد الحايك تنقلنا الى عمق عالمها، فنغوص في وجهها وقلبها ونحلق مع روحها، ونعود من هذا السفر وقد غنمنا بذكرى آسرة من ذاتها عن ذاتها… راقية!