أعلن الروائي الجزائري واسيني الأعرج، أنه يبذل جهودا كبيرة من خلال رواياته وأعماله حتى “نستطيع أن نجد أنفسنا داخل هذه الدائرة عن طريقي وعن طريق الآخرين لخلق مناخ ثقافي صحي يسمح للجيل الجديد بأن ينخرط في هذا المشروع”، مشيرًا إلى أن معظم الروايات التي كتبها نالت جوائز مهمة لما تضمنته من قصص وأحداث ونمط وأسلوب راقٍ.
ولفت إلى أنه يتفادى التكرار وكتابة أي شيء يشبه ما كتبه سابقا، لأن هناك التزاما واحتراما للقارئ، وقال: “الآن القارئ الذي يتابعك له شروط خاصة مثلا، فالقارئ اليوم هو يحبك وغدا لا إن اكتشف أن هناك تكرارًا وأن الأعمال متشابهة حتى لا يكون هناك إحساس من القارئ أنك تمارس عليه الغباء، ثم عدم نسج راوية تشبه الراوية السابقة حتى لا أقع في الرتابة”؟
وحول طريقة اختيار روايته قال الأعرج: “أولا إذا دخلنا في السياق العام نحن في عالم يتغير نحن أيضا في عالم لسنا وحيدين فيه، عالم مكون من الأمم المختلفة من أذواق مختلفة من سياقات مختلفة تاريخيًا ونحن أيضا في عالم تتزاحم فيه الآراء والأفكار الأخرى ونحن بالنسبة للعالم العربي يقرأ باللغة العربية الروايات المترجمة إلى اللغات العالمية المختلفة”.
وأضاف: أنا أيضا أملك نوعا من القناعات يجب على النص الروائي الأول أن يحكي القصة وهذه القصة يجب أن تغري القارئ، لكن إذا أعطيت للقارئ قصة تتحدث عن السياسة والثقافة وعن الحضارة، فلا أعتقد أنه سوف يكون مهتمًا أكثر أو يكون منشغلاً بها يعني هذه الانشغالات التي نحن موجودون فيها كعرب، وهذه القراءات المختلفة للقارئ العربي تحتِّم عليك أن ترتبط بهذا السياق العالمي، ولهذا أنا من هذا المنظور دائما انشغالاتي بطرح مجموعة من الأسئلة، وهذه الأسئلة في عمقها عربية ولكنها أسئلة أيضا إنسانية لأني لست في عالم خاص اسمه العالم العربي. صحيح أني عربي أعيش في رقعة جغرافية معينة لكن هذا العالم العربي تحت تأثيرات عالمية ودولية وأجنبية، وأحيانا مصلحية وأحيانا ثقافية أحيانا تصادمية وأحيانا مسالمة، كيف أعبر عن هذا المعطى التاريخي الزمني واللا زمني.
وسأل: “كيف أعبر عن رواية مثل روايتي “البيت في الأندلس” أنا راجعت الميراث العربي الأندلسي على أساس أنني من هذه السلالة الأندلسية ليس مسألة فخر، ولكن هذا جزء من التاريخ العربي الإسلامي، فكيف أن استوعب هؤلاء الناس بحوالي من مليون إلى 3 مليون في سنة 1492 ثم الترحيل الثاني سنة 1609 كيف وضع على السواحل ورمي بينهم وإنشاء هذه المنطقة وأشاع بها ثقافة على مدار أكثر من 8 قرون”.
وسئل عما يميزه عن غيره من الروائيين وهو الذي عاش في الغرب واكتسب طبائعه؟ أجاب الأعرج: “صحيح يعني أن البعض يقول إنه كاتب يكتب نصا واحدا ويدور حوله، وأنا لست أتفق مع هذه الأطروحة، إذ يجب على الكاتب أن يجدد كتابته وأن يتخطى الملل وأن يؤمن بما كتبه”.
*****
(*) موقع أخبار مصر