حسمت المخرجة التونسية إيمان بن حسين الجدل على الصراح الذي دار حول فيلمها الجديد “هل يصنع القتلة الدواء؟” والذي سيعرض على قناة “الجزيرة الوثاـيقية يوم 17 ديسمبر الجاري، ليجسد أحدث تجارب المخرجة ايمان بن حسين في مجال الأفلام الوثائقية الإستقصائية، الذي سعت من خلاله الكشف عن مؤامرة مكتملة الأركان والعناصر إشترك فيها الولايات المتحدة وإسرائيل وشخصيات إعتبارية تونسية، مستغلين ضعف وفقر أحدى قرى تونس وحاجة ساكنيها للمال دون علم ما يخبيء لهم القدر أو المجهول
وعلى الرغم من الحملات الإعلامية والضغوطات التي تعرض لها الفيلم إبان عملية التصوير وقبل ان يخرج إلى النور وأثناء العمل عليه، إلا أنه تجاوز مختلف تلك الصعوبات، ليكون عرضه المقبل الذي تم تحديده أبلغ رسالة رد على المشككين في المخرجة إيمان بن حسين وفريق عملها الفني.
تقول المخرجة إيمان إن الفيلم الذي عملت عليه قرابة العام من النوع الأفلام الاستقصائيةهو الوثائقي وروائي الأهم بالنسبة لها، والذي يكشف مؤامرة بين البنتاغون وأكبر مخبر أدوية إسرائيلي، وبين معهد “باستور” بتونس، الذي يشتغل تحت إشراف وزارة الصحة التونسية، سوف يتبع عرضه الرسمي ملاحقات قانونية وقضائية لجميع المتسببين والمشاركين في المؤامرة الغير أخلاقية والتي إستغلت ضعف وجهل أطفال لتحولهم إلى فئران تجارب لصالح اهدافهم وغاياتهم الذين قاموا على تلك التجارب الغير أخلاقية.
وتتحدث بن حسين التي واجهت العديد من الإنتقاد والمحاربة والتصدي للحيلولة دون تصوير أو عرض الفيلم، “أن إيماني بقضية هؤلاء الأطفال ولكشف الحقيقة وتعرية المتسببين، كان يجب ان أصمت الفترة الماضية لأخرج هذا الفيلم من رحم المعاناة الحقيقية والألم الذي واجهه الأطفال آن ذاك بسبب الجهل والضعف والفقر”.
وكان الفيلم الذي يقوده في المقابل فريق من المحامين ومنظمات دولية وحقوق إنسان، ينتظر خروجه إلى النور للتحرك بالشكل الرسمي وبشكل دولي لمقاضاة المتسببين في تلك الجريمة والمتعاونين مع تلك الجهات التي إستغلت الأطفال في تلك القرية، لتحقيق الأهداف الحقيقة من تسجيل الوثائقي ومحتوى الفيلم.
والمحت بن حسين التي عملت على إخراج وتنفيذ الفيلم بشكل إحترافي وبإسلوبها المهني في أعمالها السابقة التي تسعى فيها إلى تعرية الفاسدين وكشف الحقائق، أن ظهور الفيلم إلى النور والتحرك العدلي والقانوني والحقوقي الذي سيتبع عرضه هو أفضل رسالة يجب أن أوصلها إلى من إنتقد قصة الفيلم أو شكك في نزاهتي والتي كانت وما زالت ولله الحمد في مكانها دون حراك لأجل الإيمان بداخلي أن القضية والحق الذي ابحث عنه لأصحابة أكبر من أن ألتفت إلى أعداء النجاح أو إتهامات ظالمة طالت شخصي والعاملين معي في فريق الفيلم.
وعن مضمون وأحداث الفيلم تقول إيمان: “إن حكاية الفيلم بدأت أبان حرب الخليج، وتحديداً، عندما أصيب الجنود الأمريكان بمرض جلدي لا يوجد له دواء، وبما أن القانون الفيدرالي الأمريكي يمنع التجارب على الجنود، فقد كلّف البنتاغون أكبر مخبر إسرائيلي يدعى تيفا لإعداد دواء تجريبي، وهذا ما قام به فعلاً ضد ابناء بلدي واطفاله، ضاربين عرض الحائط كل المفاهم والأعراف والتقاليد الدولية وأنظمتها، مستهينين بالجسد العربي والطفل التونسي”.
وألمحت بن حسين ان مجموعة من المحامين المتواجدين في الفيلم سوف يذهبوا بالقضية إلى أروقة المحاكم والمنظمات الدولية بعد عرضه مباشرة وبعد أن يراه المعنيين، حاملين معهم كل الملفات والمستندات لذلك وقبلها صدقهم وقضيتهم التي لن تتخلوا عنها بالرغم من كل العقبات، وسنعمل على التحرك في الإتجاه الرسمي ضد المتسببين في الكارثة الإنسانية حتى يعود الحق لأصحابه ويكشف للعالم زيف وخداع هؤلاء المجرمين فلن يصنع يوما القتلة الدواء”.