تنظم غاليري Art on 56th معرضاً للرسام التشكيلي إدغار مازحي في عنوان “فقد ثم وُجد” (24 سبتمير- 12 أكتوبر)، ينضمن مجموعة من اللوحات يرسم من خلالها الرسام طريقاً ربما يقوده إلى العثور على ما فقده.
اليد تحث، تلمس، ترسم، تشقلب، تندفع نحو الأشكال العشوائية والظلال، ليس لديها سوى الفراغ ومساحة بياض تنبض باحتمالات حية، غير معروفة من الرسام، مع ذلك هي هنا، مصرة، مدهشة… من أين تأتي هذه العلامات البدائية، الموضوعة غريزياً على اللوحة، سوى من دوافع داخلية في أعماق الروح، إنه شيء غير معروف يدفع الريشة إلى اللهاث وراء أمر غير معروف.
كل شيء يبدأ إذاً في هذه البصمات أو الآثار التجريدية التي ترسم نفسها. اللمسات مفاتيح تتسع تدريجياً فتكتسب الخطوط والظلال زخما وتبدأ العيش في منطقها الخاص، محددة الأنماط الناشئة، الصور الظلية: رجل وامرأة، كلب، شجرة، مناظر طبيعية، وجوه. إنها هنا لحظة، ثم تختفي، ومقرها في ما ليس بعد. وسط هذه العملية الإبداعية يمتلك إدغار مازجي سحراً يدخله المجهول من دون سبب، من دون دوافع أخرى من الألوان أو غيرها، ويتلمس الخيار في التبلور من الحدس الذي يجعل الشعور وحتى القصص لا نهاية لها، ويفتح المجال أمام قراءات غامضة، وتفسيرات، تعابير ملخصة، يمزجها مازجي مع صور تتحدث، تتحدى، وأوقات غريبة ومألوفة.
تنبثق الأحرف فجأة من العدم، شكلها عميق لا يصدق، إلا أنها لا تلبث أن تختفي، فيذهب الرسام بحثاً عنها تماماً كما الشاعر أورفيوس يبحث عن يوريبيدس… يغذي الحلم تألق الرسام الذي يحاول التقاط تأملات شتى فقدت ثم وجدت…
لوحات مازجي الجديدة هي ارتباط بين الرمزي والتجريدي، بل هي توازن بين ما هو وما ليس هو، يتنقل بحرية ويجد نفسه وجها لوجه أمام مدينة تائهة، ظهر مقوس، أسلحة موجهة نحو الأرض… فالرسام بالنسبة إليه هو الذي يلهم ليس من يستلهم، ذلك أن مازجي يعشق صورة الأشياء وليست الأشياء بحد ذاتها.
ولد عام 1955، نال إدغار مازجي دبلوماً في هندسة النسيج في ليون (1978)، وشهادة تفوق في الرسم في معهد نيويورك للرسم والنحت (1998)، عاد إلى لبنان عام 1999، وكرس نفسه للرسم. أقام معارض فردية في بيروت وشارك في معارض جماعية في أميركا، إيرلندا، دبي، قطر… يشارك في صالون الخريف في متحف سرسق منذ 2003. يدرّس الرسم منذ 2009 في الجامعة اللبنانية -الأميركية، جامعة القدس يوسف في بيروت….
كلام الصور
1- 2- 3- 4- لوحات من المعرض