18 طالبًا عربياً يتنافسون على لقب “بطل تحدي القراءة العربي”
دبي في 17 من أكتوبر 2016
أعلنت اللجنة العليا لتحدي القراءة العربي، المشروع الذي انطلق بدورته الأولى في سبتمبر من العام الماضي تحت رعاية كريمة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، عن القائمة النهائية لأوائل العرب الذي سيتنافسون في المرحلة الأخيرة من التحدي والتي ستستضيفها دبي في الفترة من 22 لغاية 24 من الشهر الجاري.
وضمت القائمة النهائية 18 طالباً وطالبة هم الأوائل من 15 دولة عربية بواقع 12 طالبة و6 طلاب وصلوا إلى المرحلة الأخيرة بعدما تفوقوا في التحدي على 3 ملايين و590 ألفاً و743 طالباً وطالبة شاركوا ضمن 3 تصفيات إقليمية نفذت خلال الفترة من سبتمبر 2015 لغاية مايو الماضي 2016 وفقاً لقواعد وضوابط التحدي الموضوعة بناء على أفضل المعايير العالمية.
وستتمثل الجمهورية اللبنانية بالفتاة المبدعة جودي ماهر عبد الله الطالبة في ثانوية روضة الفيحاء بالصف الثاني عشر، والتي وصلت إلى النهائيات بعدما تفوقت على أكثر من 21 ألف طالب وطالبة شاركوا بالتحدي على مستوى الجمهورية اللبنانية وخاضوا ثلاث مراحل من التصفيات. وحول مشاركتها في المنافسات النهائية، قالت جودي عبد الله: “كثيراً ما سئلت عن تلك العلاقة الدافئة التي تربطني بالكتب، عن السرّ الذي يجعلني أقف طويلاً أتأمل بذهولٍ إحدى المصفوفات، صعبة هي محاولتي الحديث عن الكتب، فالكلام على الأشياء الروحية شديد التعقيد. فالقراءة فعل حياة، وبعض الكتب نغادرها لكنها لا تغادرنا بل تبقى حية في نفوسنا، نعاود قراءتها بقلوبنا؛ بكياننا؛ بوعينا بكل ما فينا”.
وأضافت جودي: “كان كتاب “أكابر” لميخائيل نعيمة نقطة الانطلاق الأولى. أسرني هذا الكتاب بكلّ ما فيه من قصص اجتماعية، ثمّ كثُرت قراءاتي وتنوّعت. فها أنا أقضي نهاراً ممتعاً مع جورج أورويل في “مزرعة الحيوانات” وأزور “طوق الياسمين” برفقة واسيني الأعرج، اليراع الجزائري المتمرّد. وأعيش مع جبران وسلمى كرامة قصة حبّ صادقة، وأتلقن “قواعد العشق الأربعون” لأدرك من بعده أن حبّ الله لا يتحقق إلا بعشق مخلوقاته، وأقلب صفحات التاريخ مع “ثلاثية غرناطة” لرضوى عاشور”.
وبينت المرشحة اللبنانية المتميزة بأنها ومع أول عشرة كتب قرأتها شعرت بأنها تملك العالم، وأنها تمتلك الأجوبة عن الأسئلة التي طال البحث عنها في تطوّر الإنسان. موضحة بأنها وبعد أن طال إبحارها في القراءة شعرت بأنها نقطة في بحر الوجود، وشعرت بأن العالم ملك لمن يسأل ولمن يفكر لا لمن يجيب فقط، تبينت بأن العالم قائم للباحث عن الحقيقة من نافذة القراءة، فالقراءة أولاً والباقي تفاصيل.
وأضافت جودي: “عندما خرجت من نطاق الروايات والقصص واطلعت على عالم آخر من هذه العوالم، عندما قرأت في العلم والتاريخ والاجتماع تغيّرت أهدافي من القراءة، فصرت أقرأ لأصنع لنفسي عالماً من الكتب بعيداً عن نمطيات المجتمع وأهله، وبمنأى عن ضوضائهم، فحرّك ياسر حارب أسئلة كثيرة في نفسي حول كل ما نقوم به تماشياً مع المجتمع في “بيكاسو وستاربكس”. وتعلمت من ستيفن كوفي في “العادات السبع للناس الأكثر فعالية” أن الأفكار تصنعنا وتصنع عاداتنا وتقولب شخصيتنا وتتحكم بمصائرنا. كما تعلمت من جيفري لانغ الأمريكي الذي يتحدث عن حكاية إسلامه أنّه “حتى الملائكة تسأل”. وفي “عصر العلم” اطلعت على مراحل حياة الراحل أحمد زويل وإنجازاته. وعشت “حياة في الإدارة” حيث تعلمت كيف يفكر الإداري الناجح مع المفكر السعودي غازي القصيبي. هذا فضلاً عن قراءتي للثقافة العربية ولمجتمعي بعيون نوبواكي نوتوهارا في “العرب من وجهة نظر يابانية”، تلك هي القراءة، إنها طريقة الإنسان ليس فقط في هضم تجاربه لكن في اطلاعه بكثب على العالم من حوله”.
وأخيراً، وضحت المبدعة اللبنانية بأنها مدينة جداً لكل كتاب قرأته، ولكل كاتب سكب من ينابيع معرفته وتجاربه ليروي تعطشنا اللامتناهي للعلم والثقافة. مشيرة إلى أنها بعد مئة كتاب قرأتها نضجت واحتشدت بداخلها هموم وقضايا، ولم تعد القراءة هواية بل صارت واجباً، ووسيلة لتصل إلى ما تريد.
من جانبه قال الدكتور محمد كمال الدين مشرف تحدي القراءة الذي زكى الطالبة جودي وأشرف على مسيرتها: “هي طالبة مميزة بحسن خُلقها، وباجتهادها في طلب العلم، تتمتع بقدرات فكرية تثير الإعجاب والتقدير، وهي شغوفة بالمطالعة تحسن اختيار الكتاب وتلازمه حتى تستخرج درره، وتكتشف خوافيه، وتستقرئ فكر مؤلفه وأهدافه وغاياته، وتبدع في عرضه وتحليله. ومن ثمَّ، واستناداً إلى معرفتي بشمائلها الخُلقية والعلميّة أؤكد أنها تستحق الثناء والتزكية”.
بدوره أشار فريق تحدي القراءة بأن الطلبة المرشحين هم مبدعون لم ينجزوا التحدي بقراءة 50 كتاباً فحسب، بل وتفوقوا على ملايين الطلبة من مختلف المراحل الدراسية وأبدعوا بقراءة الكتب والمعارف. وأعرب المنظمون عن فخرهم بإنجاز هؤلاء الطلاب، ولكن في ذات الوقت، بكافة الطلبة الذين شاركوا في التحدي بغض النظر عن وصولهم للنهائيات من عدمه، فمشروع القراءة وبعيداً عن جانبه التنافسي يمثل رافداً حضارياً لتوسعة آفاق ومدارك جيل عربي بأكمله من خلال القراءة والاطلاع على المعارف والعلوم المختلفة.
وأكد فريق التحدي بأن الطالبة جودي عبد الله الأولى على مستوى جمهورية لبنان والمتنافسة ضمن التصفيات النهائية تعد مفخرة لبلادها ومثالاً يحتذى به في حب القراءة وشغف الاطلاع واكتساب المعارف، منوهين بأن الطالبة ينتظرها مستقبل مشرق وأنها مثال مشرف للفتاة العربية القادرة على خوض غمار التحديات والتفوق والوصول إلى تحقيق الغايات والنجاحات.
هذا وعن باقي الطلبة المرشحين للنهائيات ستتمثل دولة الإمارات بالطالبة فاطمة أحمد النعيمي من الصف الثاني عشر في أكاديمية رأس الخيمة، في حين تتمثل المملكة العربية السعودية بكل من الطالبة مها بنت فؤاد الجار في الصف الثاني عشر والطالب عصام صلاح الدين المحمدي في الصف الحادي عشر. وتمثل كل من الطالبة سارة عبد المطلب حسين والطالبة منة الله ممتاز موسى وكلتاهما في الصف الثاني عشر جمهورية مصر العربية، كما تتمثل المملكة المغربية بكل من الطالب مروان حمدي في الصف الحادي عشر والطالب عالي مزي في الصف الثاني عشر.
في حين تتمثل المملكة الأردنية الهاشمية بالطالبة رؤى محمد حمّو في الصف الثالث الابتدائي، وتمثل مريم محمد ثلجي الطالبة في الصف الحادي عشر دولة فلسطين، ويمثل الطالب عبدالله خالد الكعبي في الصف الثامن دولة قطر، في حين تتمثل دولة الكويت بالطالبة جوري محمد العازمي في الصف الثامن، وتتمثل مملكة البحرين بالطالبة ولاء عبد الهادي البقالي في الصف الثاني عشر، وتتمثل سلطنة عمان بالطالبة إيمان طالب الهامي في الصف الثاني عشر، وتتمثل الجمهورية التونسية بالطالبة ياسمين السالمي في الصف الثاني عشر، وتتمثل جمهورية السودان بالطالبة عهد خالد محمد الأمين في الصف السادس، وتتمثل جمهورية موريتانيا بالطالب إيدوم ولد شبيه ولد بيد في الصف العاشر، وأخيراً تتمثل الجمهورية الجزائرية بأصغر المرشحين في النهائيات الطالب محمد عبدالله فرح في الصف الأول الابتدائي.
جدير بالذكر أن رسالة تحدي القراءة تتمحور حول إحداث نهضة في القراءة عبر وصول مشروع تحدي القراءة العربي إلى جميع الطلبة في مدارس وجامعات الوطن العربي، شاملة أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها. في حين تكمن أهدافه في رفع مستوى الوعي بأهمية القراءة لدى كافة الطلبة المشاركين على مستوى العالم العربي، وتعزيز الثقافة العامة لديهم وتنمية مهارات التعلم الذاتي والتفكير الناقد والإبداعي، إلى جانب تنمية مهاراتهم في الاستيعاب والتعبير بطلاقة وفصاحة.