13% من اللبنانيين يحملون عاملاً وراثياً يجعلهم عرضة لتجلّط الأوردة
نظّمت عقيلة رئيس مجلس الوزراء لمى تمام سلام مساء أمس الأربعاء في السراي الكبير لقاء بعنوان “جلطة الدم مش تجليطة”، أقيم في إطار برنامج “موعد في السراي” وعشية اليوم العالمي للتجلّط في 13 تشرين الأول.
وكشف رئيس “الاتحاد اللبناني لمكافحة تجلّط الأوردة” البروفسور علي طاهر خلال اللقاء أن أن “نسبة الذين يحملون أحد أنواع العوامل الجينية التي تجعلهم عرضة للجلطات، تبلغ في لبنان 13 في المئة”، شارحاً مع أمينة سرّ الإتحاد الدكتورة ميرنا واكد عوامل الخطر الأخرى وسبل الوقاية من التجلّط.
وشمل برنامج اللقاءات شهادتين للسيدة لينا خوري، ولرئيس تحرير صحيفة “لوريان لوجور” ميشال توما، عن تجربتيهما مع تجلّط الأوردة.
سلام
وعرّفت سلام بنشاط “موعد في السراي” الشهري موضحة أنه “يتناول مواضيع مختلفة تهمّ المجتمع المدني”. وقالت إن “الهدف من هذا النشاط فتح السراي لجميع اللبنانيين في شأن مواضيع تعنيهم”. وأضافت أن “التوعية الصحية جزء أساسي من هذه المواضيع”. وأشارت إلى أهمية الإضاءة على ماهية تجلّط الدم وأسبابه وطريقة تفاديه.
طاهر
ثم تحدّث الأخصائي في أمراض الدمّ والأورام في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت رئيس الإتحاد اللبناني لمكافحة تجلّط الأوردة البروفسور علي طاهر، فشدد على “أهمية دور المجتمع المدني في التوعية الصحيّة ورفع مستوى صحّة المواطن والمجتمع”.
وعرّف بـ”جمعية الإتحاد اللبناني لمكافحة تجلط الأوردة” (LJCAT)، التي تأسّست عام 2010، مشيراً إلى أن هيئتها الإداريّة “تضمّ أطباء من مستشفيات عدّة ومن اختصاصات عدّة معنية بتجلّط الدم”. وأوضح أن “أهداف الجمعيّة الوقاية والتّوعية من مرض التجلّط الوريدي وعوارضه، ونشر المعلومات حول مرض التجلّط الوريدي، وتنظيم الحلقات الدّراسية وورشات العمل حول الوقاية والعلاج المرتبط بحالات مرض التجلّط الوريدي، وتطبيق البروتوكولات العالميّة لمكافحة مرض التجلّط الوريدي في لبنان، وتشجيع إجراء المزيد من الدّراسات والأبحاث عن مرض التجلّط الوريدي في لبنان”.
وإذ أشار طاهر إلى أن “التجلّط مشكلة عالميّة”، واصفاً إيّاه بأنه “مرض صامت في معظم الأحيان ولكنّه عنيف”، قال إن “واحداً من كل أربعة أشخاص في العالم يتوفى بجلطة”.
وأشار إلى أن نحو عشرة ملايين حالة تجلّط أوردة (VTE) تسجّل في العالم سنوياً، لافتاً إلى أن “عدد الذين يتوفون بسبب التجلّطات في العالم يساوي مجموع عدد الذين يتوفّون من سرطان الثدي والبروستات والإيدز وحوادث السيّارات”. وأضاف “كل يوم أكثر من 1600 شخص يتوفّى بسبب التخثّر أي بمعدّل شخص كل دقيقة ويمكننا أن ننقذ كل دقيقة شخصاً بالوقاية والتوعية”.
وأوضح أن “كلمة جلطة واسعة جداً، إذ تشمل جلطة الشرايين والتي تحصل إما في القلب أو في الدماغ، وجلطة الأوردة التي تحصل عادة في الساق أو القدم أو الحوض وهي مهمّة جداً لأنّها تكون مرّات صامتة لا يشعر بها الإنسان وأحياناً يمكن أن ينتقل جزء منها إلى الرئة وقد يؤدّي إلى عواقب سيّئة جداً”.
وقال إنّ “من الممكن تجنّب الجلطات الثلاث بالوقاية بدلاً من معالجتها بعد وقوعها”. وأبرز أن الوقاية لمنع وقوع الجلطات تساهم في تحقيق هدف منظّمة الصحّة العالميّة لسنة العام 2025 المتمثل في خفض عدد الوفيّات التي يمكن توقّعها بنسبة 25 في المئة.
وشرح طاهر أن ثمة عوامل عدّة من تعرّض الأشخاص لخطر التجلّط، بينها العامل الجيني. وأضاف أن نسبة الذين يحملون أحد العوامل الجينية التي تجعلهم عرضة للجلطات، تبلغ في لبنان 13 في المئة”.
وشرح أن “60 في المئة من التجلّطات تحصل إما خلال وجود المريض في المستشفى أو بعد خروجه منها وهذه الحالات يمكن الوقاية منها بمجرّد أن يتناول المريض المسيّل المناسب له”. وأوضح أن “التجلّطات هي السبب الأوّل للوفيّات في المستشفيات، ولذلك باتت الوقاية من التجلّط أحد أهم عناصر اعتماد المستشفيات كي نمنع على قدر المستطاع الوفاة بسبب تجلّط الدم”.
واكد
أما الأخصائيّة في الرئة والعناية الفائقة والأستاذة في جامعة البلمند الدكتورة ميرنا واكد، فشرحت العوامل التي تجعل الأشخاص عرضة لجلطات الأوردة، ومنها السمنة والحمل والتدخين وشرب الكحول وقلة الحركة، والعلاجات الكيميائية والهرمونية، إضافة إلى الأسباب الوراثية. وقالت إن “المخاطر تكون مرتفعة في حالات المكوث مدة طويلة في المستشفى من دون حراك، والسفر لفترة طويلة”. وأشارت إلى أن التجلّط يعتبر السبب الثاني للوفاة لدى المصابين بمرض السرطان.
وأشارت إلى أن “المصابين بالانسداد الرئوي المزمن، الذي له علاقة مباشرة بالتدخين، معرّضون للتجلّط”.
وأشارت واكد إلى أن من المعرّضين للتجلّط “المرأة التي تتناول حبوب منع الحمل أو التي تخضع لعلاج هرموني”.
وشرحت أنّ “التجلّط يمكن أن يحصل من دون ظهور أيّة عوارض، سواء أكان التخثّر في الساق أو التجلّط في الرئة، وثمة قسم كبير من التجلّطات المميتة لا يشعر بها المريض. ولكن ثمة عوارض يمكن أن تدل على وجود تخثّر في الرئة، ومنها ضيق النفس المترافق مع ألم حاد، وتسارع نبضات القلب، وقد تتسبّب الجلطة بفقدان الوعي”.
وأضافت: “بالنسبة إلى تخثّر الساق، يمكن في 50 في المئة من الحالات أن ينجم عنه ألم وتضخّم في الساق، وأحياناً سخونة أو احمرار فيها”. وتابعت: “إذا شعر المريض بعوارض كهذه بعد خروجه من المستشفى، عليه أنْ يراجع الطبيب”.
وشرحت واكد أن “الوقاية تقوم على تناول نوع من مسيّل بشكل إبرة تحت الجلد. وهناك كذلك جوارب الضغط (compression stockings) التي تمنع بقاء الدم في الساق وتساعد في انتقاله إلى القلب”.