مارلين وديع سعادة
(كاتبة- لبنان)
أتعلمُ كيف تولدُ الأوراقُ البيضاء؟
تولد من حلم قلم
يتوق ليهدرَ حبرَهُ على صفحاتها.
من جنون عاشق
يهوى بياض جسدها ليلوّنه على طريقته،
ليُلبسها الثوبَ الذي يريد،
لتكون مرآته وصورته.
أتعلمُ كيف تحلمُ الورقة البيضاء؟
تهجعُ في الجفاف وحلمُها حنين.
ورثته من دون أن تدري
من رحم السنين.
تتوق إليه وحين تلقاه
يهشّم قلبها سكينه الثخين.
يتعانقان يتراقصان،
تهديه عريها،
تجود بحبّها،
فيملأ سنيها سوادًا مقيم!
وحين يتوقف صوت العزف،
يقصيها، يرميها.
وينفرُ ذوقه من شكلها المشين!
(25- 11- 2015)
اعجبتني قصيدة ورقة وقلم، ولي تعليق على نهايتها:
حبذا لو انتهت كالآتي لشدة تعلقي بالورقة، ولإيماني الكبير أنه ليست كل ورقة تقصى أو ترمى:
تتوق إليه و حين تلقاه
تقبل أن يقبلها
يتعانقان يتراقصان
تهديه عريها
تجود بحبها
فيملأ سنيها عصارة قلبه
و حين يتوقف صوت العزف
يثنبها يحفظها يعود إليها
كلما ضج الحنين.
شكرا أستاذ مجد حتّي على قراءتك الراقية وفكرك المنفتح، خاتمتك تنمّ عمّا تمتاز به من خلق كريم وأصالة وحسٍّ مرهف.
وأنا أقف على عتبة أهرام الورق، أسأل نفسي من هذه العظيمة من بين الأدباء أن تجرأت و سألت: أتعلم كيف تفكر الورقة؟
نعم سيدتي أنت أكثر من عظيمة، ولا يسعني إللا أن أعتذر لأني غيرت حرفا من ما كتبت.
شكرا.