وسط حضور نخبوي ثقافي وسياسي واجتماعي وأمني وديبلوماسي وإعلامي مكثف ، وقعت الدكتورة سلوى الخليل الأمين ، رئيسة ديوان أهل القلم، ديوانها الجديد ” ويبقى الحب هو العنوان” في قصر الأونيسكو.
تخلل الحفل عرض فيلم وثائقي يعرض مرحلة من مسار الدكتورة سلوى وأنشطتها المختلفة في ديوان أهل القلم وندوة الإبداع وحفلات تواقيع مؤلفاتها السابقة ،.
حملت الدكتورة سلوى ديوانها كل رسائل الحب المهداة إلى قرائها الذين أرادت لهم العودة إلى الزمن الجميل زمن الحب المنزه عن المصالح الشخصية والمادية ..لأن الحب كما قالت: هو الصفحة الجميلة في حياة الإنسان، بل هو الحديقة الغناء التي تنعش الحياة بعبق أزاهيرها الندية ، فالحب هو غيث القلوب المؤمنة بصدق المشاعر لهذا كانت قصائدي مهداة إلى أمي وأبي وزوجي وأولادي وأحفادي وإلى كل من يعرف معنى الحب النظيف من أهلي وصحبي.
الديوان صادر عن دار ألف للنشر وهو يضم 51 قصيدة موزعة على 152 صفحة من القطع الوسط ، ومقسم إلى ثلاثة فصول بعد المقدمة التي كتبها الدكتور ميشال كعدي ومما قاله: صاحبة الديوان الدكتورة سلوى تمتاز بالمثالية وصدق الأم والنبل والمنظمة الروحية والحياتية والعودات من دون انعتاق ومن أهدافها أن تألف الكرامات في وصاياها وهي في هيكل الإيمان. وأضاف : فهي ما بنت إلا بحجارة الحب والحنين والكلم ، قرب أيقونة الطهروالقلب النابض بخفقات الإخلاص واللمسات المضيئة التي تذكرها بالولادة وعدم الخوف من القدر والرحيل. وثمة خيوط رومانسية تلمع في الديوان بوضوح ووجدانية من شأنها الرواء.
ومن ثم الإهداء للمؤلفة .. قصيدة هي عبارة عن رسالة عاطفية إلى والدتها:
رأتك أمي/ أماني المكتوبة بنبل أمومة/ قربان حرية .. وأفانين زهر/ تسخرمن السنوات العجاف/ فأنت الخير الذي لا يشيخ/ واللغة المشتاقة لنبض العافية/ ودفء الزمن المكحل .. بثباتك/ والقوة القادرة على لملمة العثرات/ق وصد الآم الدهور .. وشرورها .. والنكبات.
ومن ثم التوطئة بقلم المؤلفة أيضا ، قصيدة مطولة تحت عنوان: وصية ام قبل الرحيل:
غدا حين أرحل إلى رحاب الله .. ستحزنون
غدا .. حين أصبح الغائبة عن مسارات دروبكم
ستبكون
وغدا .. حين يطوي جسدي التراب..
سأصبح المرأة المثيرة للجدل في عقولكم..
وضمائركم .. وستقلقون…
أو ربما ستندمون..
بعدها ، الفصل الأول تحت عنوان : لكم .. حين التحية من القلب حب نقي وهو يضم قصيدتين على البحر البسيط، ثم الفصل الثاني تحت عنوان : معكم .. كي يبقى الحب هو العنوان يضم 32 قصيدة غزلية وجدانية مضمخة بالحب الشفيف النقي ، والفصل الثالث تحت عنوان: معا .. نهتف للحرية .. نرسمها لمعة برق، يضم 18 قصيدة وطنية وغزلية تمجد الحرية والحب والإيمان بالقدر . باختصار نجد القصائد صبوات وجدانية وغزلية ووطنية متنوعة، رسمت الحب مسارا يسمو كي يبقى الحب هو العنوان. وقد قال في الديوان وصاحبته الشاعر الزحلي ريمون قسيس : أي بوح أي فوح أي دوح أي منبع أي سر فيك يربو أي همس ليس يسمع أنت مجلى الله دوما أنت روض الحب أجمع ويبقى الحب هو العنوان سيدتي .. الدكتورة سلوى الخليل الأمين..
ومما قاله أحد الحضور وهو العميد المثقف سمير شويري الذي صرح قائلا : السيدة العزيزة ، سلوى الخليل الأمين ، سرني جدا حضور توقيع كتابها وسرني أكثر رؤية نخبة كبيرة من مثقفي هذا البلد يحضرون الحفل مما يعني أنه ما زال هناك من يهتم للكتاب ومن لا يبدله بالتكنولوجيا الحديثة ولو طغت.
الكتاب مزين بغلاف يتصدره الخط العربي الجميل الذي حرصت الدكتورة سلوى على تجميل ديوانها به حرصا منها على إظهار جمالية وأناقة الخط العربي والدعوة إلى الاهتمام به.. إضافة إلى شهادتين زينتا الدفة الأخرى من الغلاف لمحافظ بيروت السابق الأديب المحامي ناصيف قالوش الذي قال فيها يوما: سلوى الخليل الأمين ما كانت يوما شاعرة بلاط أو كاتبة مستعطية كانت حرة في ما تقول ، تسلحت بالأدب النظيف والأنيق لهذا تجلت قصيدة جنوبية براقة مطرزة بعباءة مبدعة تقول كلمتها بصدق تصح لتكون ثقافة حياة هي لحظة ثمينة من نساء بلادي قد لا تتكرر.. فاحقظوها يحقظكم الله جميعا.
إلى جانب كلمة لرئيس جامعة الحكمة السابق الأب الدكتور كميل مبارك الذي قال في سلوى الأمين : فكرها ذهب يسيل فوق هامات التيجان ويرسم بسمة على ثغر مخزون وأملا في قلب ملأه شجن الانقباض، متعة للعقل وهدهده للقلب سكبه عطر الورق ، فتسمرت أمامة العيون وسار على كل لسان مفخرة الأقلام واشتياق المحابر. غنت للحرية والسلام والحب والإخاء ونبذت الأحقاد والخصام والعداوة والانتقام فتألقت منارة أمام أعين النخبة من أهل الفكر حتى كدنا لا نرى وسيلة ولا نسمع أو نقرأ إلا واسمها بين ألمع الأسماء وهي في كل هذا كبفسجة كلما انحنت فاح عطرها وسما اسمها وبان قدرها.