نهاد الحايك
(شاعرة -لبنان)
سمفونية حركة
كورس أجساد
لغة حلم
آه مواويل
غبطة أجنحة
لآلئ التاريخ
ونبضات الزمن الآتي
“إبحار في الزمن” هو إمعان في الأمل وتشبث في مغامرة الحياة الجديرة بأن تعاش وانتصار على الألم والتفشيل والتيئيس.
أن أشاهد كركلا يعني أن أشهد على تكريس فعل الوجود، أن أنبهر بتدفق الإبداع الأصيل المتجذر في ثقافتنا والمحلِّق في فضاءات العالمية.
انتشت نبضات القلب وخلتُ أعمدة بعلبك تتمايل مع الراقصين مبتهلة إلى سلالات الآلهة عبر العصور، وخلتُ أصداء تناغم الألحان ووقع الأقدام وحفيف الملابس تتردد بين الصخور ترتفع إلى الغيوم تزور القمر وتدغدغ النجوم.
“إبحار في الزمن” ، استعراض كركلا الجديد، عمل متكامل رؤيةَ ونصاَ وكوريوغرافيا وموسيقى وملابس وديكورات وصوتاً وإضاءة.
“إبحار في الزمن” آية فنية تُحفر في كتاب الحضارة.
قيل إن كركلا تخطى نفسه في هذا العمل الذي أعده لمناسبة العيد الستين لتأسيس مهرجانات بعلبك. وأقول: كركلا لم يتخط نفسه لأنه ممهور بموهبة لا تنضب، فهو قد تخطى دولتنا المتآكلة، تخطى واقعنا الذي جعلته زمرة السياسيين الفاسدين أكلة الجبنة ميؤوساً منه، بل تخطى جزءاً كبيراً من الجمهور الذي وإن أتى ليشاهد كركلا، فهو يتصرف وكأنه جالس في مقهى لا يتوقف عن التساير والتكلم أثناء العرض، مفسداً متعة التحديق والإصغاء على الآخرين في انخطافهم الذي يشبه الصلاة.
شكرا كركلا على شحنة الانبهار والمتعة التي زودت نفسي ونفوس الكثيرين بها.