فِي رَفِيْفِ الأَجْفَان!

maurice najjar

مُورِيس وَدِيع النَجَّار

(أديب وروائي وشاعر- لبنان)

وَأَغزِلُ العُمرَ، تَطوافًا، في هَدأَةِ أَجفانِكِ النَّاعِسةِ، وأُبحِرُ، وشِراعِي أَشواقِي، إِلى حَيثُ يَجلُو القَلبُ أَسرارَهُ، وحَيثُ تَستَأهِلُ الإِطلالَةُ، العَجلَى، ضَنَى السُّهادِ، وتَلَظِّي الجَوارِح..

فَراشَةٌ، أَنا، مَدارُها الضَّوءُ الحالِمُ في مَتاهاتِ أَهدابِكِ المُسبَلَة..

يَومَ لم تَكُونِي، كُنتِ هُناكَ، في البالِ، رُؤيا، دَفِيئَةً، في سَكرَةِ المُنَى..

ولَكَم رَسَمَكِ الخَيالُ العاشِقُ، مَدَى الشَّغافِ، لَوحَةً أَلوانُها جَنَى التَّسفارِ البَعِيدِ، وظِلالُها تَماوُجُ ظُنُونِي في خَفَقانِ الحَنايا..

ويَومَ حَطَّكِ القَدَرُ، إِلَهَةً في مَعبَدِيَ الخاوِي، أَشرَقَت في صَباحاتِي شُمُوسٌ جَدِيدَةٌ، فَاحلَولَى البُكُورُ، ورَقَصَت ثَوانِي أَيَّامِي الرَّتِيبَةِ على لَحنِ رُوحِكِ العَذب..

ويَومَ اختالَ طَيفُكِ في رِحابِي، دَغدَغَت جِراحاتِي لَمسَةٌ مِن سِحرٍ، وفاحَ في أُمسِياتِي أَرَجُ البَرارِي العَذراء..

فَيا صَحوَةَ الجَمالِ في يَراعَتِي، وَفَوحَ العِطرِ في دَواتِي..

يا رِعشَةَ الهَوَى الأَصفَى، وهَسهَسَةَ الحِلَى على مَشقَةِ الجِيد..

يا طِيبَ الرَّحِيلِ، والأَجفانُ مُغمَضَةٌ، إلى جُزُرٍ قُمْرٍ مَداها خَمائِلُ، وجَداوِلُ، وأَطيار..

يَقِينِي، يا نَجِيَّةَ البالِ، وأَشرَقتِ في عَتَماتِي، أَنَّكِ ابنَةُ رُؤيايَ، فالحَقِيقَةُ تَهجَعُ في رَحِمِ الأَحلامِ، كما البُذُورُ اليابِسَةُ في حِضنِ التُّرابِ على أَمَلِ الرَّبِيعِ المُخصِب!

flowe- july

اترك رد