البروفسور الأب يوسف مونس
(الحل العجائبي يا معالي وزير خارجية الدولة الفرنسية الصديقة)
يا معالي وزير خارجية الدولة الفرنسية، الام الحنون، والدولة الصديقة التاريخية الحقة للبنان. ايها الوزير «ارو» الضيف الكريم الصديق الذي يزور لبنان العميق الجذور بالثقافة والعلاقات الفرنسية – اللبنانية المبنية على قيم المساواة والحرية والعدالة Egalite – liberte – fraternite الشخص الذي يكتب لك الشرف انه حاصل على وسام الدولة الفرنسية برتبة «فارس» وعلى سعفة الثقافة الفرنسية من الدولة الفرنسية ايضاً.
وهو مدافع عن التراث الكاثوليكي المسيحي والعلماني والثقافي للحضارة الفرنسية بالرغم من افتخاره بلبنانيته العظيمة المجد الحضاري وبالرغم من حيازته بفخر ايضاً على الجنسية الاميركية.
(الاسماء في كيس واحد)
اتمنى عليك يا معالي الوزير «ارو» وزير خارجية الدولة الفرنسية الذي يزور لبنان ان تطلب من السادة النواب ان يتبنوا هذا الحل العجائبي وان يضعوا جميع الاسماء التي تطرح نفسها او تطمح لرئاسة جمهورية لبنان، ان تضعوها كلها في كيس واحد وان يخضوها جيداً ويمزجوها ببعضها البعض داخل هذا الكيس. هذه الاسماء التي تناحرت وتنافست بعناد ودمرت وعطلت وخربت وشوهت حياة وصورة لبنان وجعلت الفقر والنفايات والاقذار تأكله. خضوا هذه الاوراق وأتوا بطفل صغير بريء طاهر كملاك الهي. وليصلي ويغمض عينيه ويدخل يده الصغيرة في الكيس ولتبحث اصابعه في الاوراق والاسماء وليخرج منها ورقة تحمل اسم الرئيس يختاره الروح القدس رئيساً لنا.
(رئيس مختار من الروح القدس )
هذا الاسم الذي يختاره الروح القدس ننصبه علينا رئيساً ونجله بالمجد والكرامة على كرسي الرئاسة ونضع بين يده مسؤولية الوطن الصغير بعد ان ندهنه بزيت الملك المقدس ونمسحه رئيساً علينا ونقدم له الولاء والاحترام والدعم والمحبة، ونصلي له امام الرب ليمنحه قدرة التولي بمسؤولياته.
(أيامه ايام سلام وخير)
فثبت في ايامه كما يقول المزمور الجبال سلاماً وخيراً والتلال اماناً، يقضي للشعب بالعدل والحق وللبائسين بالانصاف وكما يقول كتاب المزامير: اللهم اجعل احكامك للمك وعدلك لابن الملك وانا رفعت عيني الى الجبال من حيث يأتي عوني. معونتي من عند الرب صانع السماء والارض، لا يدع رجلك تزل لا ينعس لا ينام، لا تؤذك الشمس في النهار ولا القمر في الليل، يحفظك الرب من كل سوء، يحفظ الرب ذهابك وايابك من الآن والى الدهر، وهكذا تكون فرنسا الام الحنون قد ساعدت بواسطة وزير خارجيتها على اختيار الرئيس الذي هو رمز وحدة لبنان وعزة تاريخه لقد يئسنا منهم ومن لهوهم وتسليتهم وهزلهم وتهريجهم ولعبهم بمصير الوطن. تعبنا وقرفنا من ولدناتهم ومشاكساتهم ومجادلاتهم ومناحراتهم ومنافساتهم وسخفاتهم من فسادهم ورائحة صفقاتهم قرفنا من دلعهم وتغنجهم وعنترياتهم ومن بهدلتهم لمجد الوطن العظيم ولعظمة ارزه وتاريخ ابطاله وشهدائه.
(حصان طروادة وزرقاء اليمامة)
اتوا الى مجلس نوابنا ووزارتنا وادارتنا على حصان طروادة ونحن كاليمامة الزرقاء كنا نرى من بعيد ونقول «ارى شجرا يمشي فغرروا بنا وفقأوا عيوننا وشكوا بالرماح قلبنا وصلبونا عراة جياعاً مشردين ينهشنا المرض والسرطان على تلال لبنان وجباله ونادوا بالغربان لتأتي وتنهش اكبادنا. ونحن نقول من الاعماق صرخت اليك يا رب فلا تتباعد عن صوت حراقي، صخرتي انت وملجأي ولا معين لي سواك.
(الرب راعي)
لكانوا ابطالاً لو قدموا استقالاتهم وتركواالشعب يتدبر امورهم بكرم ونزاهة وعدل ورحمة ومحبة. فبني البشر في ظل جناحي الرب يعتصمون والى السماء محبة الرب والى الغيوم امانته ومحبته كما تقول المزامير فالرب راعينا ولا يعوزنا شيء امام عنايته بنا هو الذي بحبه خلقنا وهو بعنايته يرعانا ولو سلكنا في وادي ظلال الموت لا نخاف سوءاً لان الرب معنا وهو يحفظنا.
(ابطال الاوهام )
اما ابطال طواحين الهواء الدون كيشيتيون لسرفنتس Donquechott – Servantes.
وابطال الهواء والكذب في قصة «راجح» للاخوين رحباني قصة «سبع» في تفشيط فيلمون وهبه او بطولات نصري شمس الدين او في فقاقيع الصابون لمراجل الزير ابو زيد الهلالي وعنترة بن شداد او اوهام البطولة عند تارتاران دو تاركسون في طواحين الفونس دوده Alphonse Daudet او مغامرات Talemack في الملاحم الاغريقية او في الاوديسه او ابطال النزول الى الجحيم كما في الملهاة الالهية لدانتي Dante: La divine Comedie او حلم ليلة صيف لشكسبير او نشيد لوران La chanson de Roland لكن في هذه المدينة الخاطئة يوجد فيها اكثر من عشرة ابرار كما طلب ابراهيم الى الله ليخلص المدينة وانه لو «خليت خربت» كما يقول المثل اللبناني وبقي لنا بعض النواب والوزراء والمسؤولين الذين ينيرون بأخلاقيتهم ظلام هذا الليل الاسود وارض الفساد والاهتراء والسرقة والنهب واللاخلاق والسمسرات ويكفي ان نشهد ايضا لجيشنا العظيم وللقوى الأمنية وجميع متفرعات فرع الحماية والاستقصاء والاستخبارات وبقيت لنا بعض مواقف ومؤسسات وخدمات الرهبان والراهبات والكهنة والعلمانيين ورجال الدين الاطهار من مسيحيين ومسلمين وموحدين دروزاً والمجتمع المدني خاصة الشباب منهم في خدمة الانسان والحقيقة والصدق والمرضى والمعاقين والمحتاجين وفي رسالتهم التربوية والتمريضية والاجتماعية الكبيرة التي تعجز دول عن القيام بها فلهم الاحترام
والتحية والتقدير والشكر والاعتراف بالجميل والفضل والصلاة لاجلهم لاكمال هذه الرسالة والخدمة المباركة.
في النهاية نحن كلنا رجاء وننتظر الاعجوبة ولو لم يكن هذا زمن العجائب في السياسة بل هو وطن العجائب الغرائب والمصائب.
الاعجوبة ستتم بقوة ايماننا ولاجل صلوات ابرارنا ولاجل دماء شهدائنا وحقنا بالحياة والسلام والفرح