أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ضمن سلسلة “ترجمان”، كتاب نظريات العلاقات الدولية: التخصص والتنوع (863 صفحة من القطع الكبير)، وهو الترجمة العربية للطبعة الثانية (2010) من كتاب International relations theories : discipline and diversity من تحرير: تيم دان، وميليا كوركي، وستيف سميث. وقد ترجمته إلى العربية المترجمة ديما الخضرا.
ويتميز كتاب نظريات العلاقات الدولية: التخصص والتنوع الصادر في طبعته الأصلية عن مطابع جامعة أوكسفورد (Oxford University Press) بطابعه الشامل التحليلي، إذ يتناول جميع النظريات المفسرة للعلاقات الدولية، ويخصص لكل منها فصلا لتقديمها وتحليلها ونقدها أيضا على يد أبرز المفكرين وأهمهم في حقل العلاقات الدولية. وقد جُمع الكتاب بطريقة تتيح للدارسين والمعلّمين والطلاب والباحثين في حقل العلوم السياسة والعلاقات الدولية على وجه الخصوص أن يقرأوا الفصول كأنها مستقلة بحد ذاتها؛ وجرى إثراء الكتاب بمجموعة واسعة من الوسائل التعليمية التي تساعد في الإبحار في المادة النصية وتقوية المعلومات في نظرية العلاقات الدولية.
يمهّد دليل القارئ الموجود في بداية كل فصل للمواضيع والقضايا التي يناقشها الفصل، كما يشير إلى نطاق تغطيته لكل من المواضيع في الفصل المعني. ويلي ذلك التحليل؛ وهو القسم الرئيس من الفصل، إذ يقوم فيه المساهمون في إعداد الكتاب بدراسة الأفكار المحدِّدة للنظرية المطروحة، إضافة إلى بحثهم في الفجوات الرئيسة المتضمنة في كل موقف. وفي الوقت الذي يعترف هذا الكتاب بأن هناك قضايا فلسفية معيّنة يجب عدم تهميشها، فإنه يعترف أيضًا بأهمية استعراض تطبيق النظرية على المشاكل السياسية الواقعية؛ فتقوم دراسات الحالات بتسهيل المناظرات والمناقشات الصفية، وتساعد في الربط بين النظرية والتطبيق. كما جرى الاعتماد على مراجعات لكتب أو مقالات رئيسة لتعريف الطلبة بالأعمال البارزة في المجال، وتوسيع معارفهم بالأدبيات الفكرية المتاحة.
وأضيف إلى ذلك قوائم من القراءات كدليل إرشادي لاكتشاف المزيد عن القضايا المطروحة ضمن كل موضوع في الفصل، ولتساعد أيضًا في تحديد الأدبيات الأكاديمية الرئيسة للمجال.
ينقسم الكتاب إلى خمسة عشر فصلاً، يبدأ بفصل “العلاقات الدولية والعلوم الاجتماعية” لميليا كوركي وكولن وايت، ويقدّم نظرة شاملة عن الفلسفة الرئيسة لحوارات العلوم الاجتماعية ضمن نظرية العلاقات الدولية، ويستكشف الأدوار الضمنية والصريحة التي أدتها افتراضات “النظرية الشارحة” في تخصص العلاقات الدولية. أمّا الفصل الثاني، “النظرية المعيارية في العلاقات الدولية” لتوني إرسكاين، فيقدّم خلفية تاريخية لتطور النظرية ويشرح أبعادها وأثرها والتصنيفات الفكرية التي تجلبها لمجال العلاقات الدولية. وجاء الفصل الثالث، “الواقعية الكلاسيكية” لريتشارد ند ليبو، لتناول هذه النظرية التي تبرز الدور الرئيس للقوة في مجال العلاقات الدولية من خلال مقاربة تعود للمؤرّخ الإغريقي ثوسيسيدس وتصوّراته عن الحرب البيلوبونيزية، مع تأكيده على عدم نفي أهمية احترام المصالح المشتركة، كما يحلل التدخل الأنجلو – أميركي في العراق من خلال معتقدات هذه النظرية.
الفصل الرابع “الواقعية البنيوية” لجون ميرشايمر، والذي يقول بأنّ الدول تولي اهتمامًا كبيرًا لتوازن القوى، أو بأنها تتنافس للحصول على القوة على حساب الآخرين، أو ألّا تفقد قوتها على الأقل. الفصل الخامس بعنوان “الليبرالية” لبروس راسيت، ويحلّل العلاقات الدولية ضمن انتشار ظواهر الليبرالية السياسية في العالم خلال العقود القليلة الماضية. أما الفصل السادس “الليبرالية الجديدة” لجينيفر ستيرلنغ فوكر، فيقدّم محاججات النظرية بأنّ المؤسسات الدولية هي التي تهيّئ الظروف لتسيير التعاون الدولي. الفصل السابع “المدرسة الإنكليزية” لتيم دان الذي يعطي تصوّرًا لمفهوم هذه المدرسة وآلية ظهورها ومنهجيتها. الفصل الثامن “الماركسية والنظرية النقدية” لمارك روبرت، يناقش وجود تصوّر ماركسي يتجاوز الاقتصاد لفهم الآليات الاجتماعية والسياسية، آخذا الحرب على الإرهاب بصفتها حالة يمكن التعامل معها في ساق هذه النظرية.
والفصل التاسع “البنائية” لكارن فيرك، يحوي مقدمة تعكس فهم هذه النظرية للعلاقات الدولية على أنها بناء اجتماعي، ثمّ يبيّن محددات النظرية ودور اللغة والسببية فيها. يزوّدنا الفصل العاشر “النظرية النسوية” لجوديث آن تكنر ولورا شوبيرغ، بتصوّر ونمذجة تصنيفية للنظريات النسوية في مجال العلاقات الدولية. الفصل الحادي عشر “ما بعد البنيوية” لدافيد كامبل، يظهر أهمية الخطاب والهوية والذاتية والقوة والخصائص المنهجية لمفكري هذه النظرية في فهم العلاقات الدولية.
الفصل الثاني عشر “ما بعد الاستعمارية” لسيبا غروفوغوي، وتقدّم فيه طرائق جديدة في فهم العلاقات الدولية، من خلال الزمان والمكان والسياقات المتباينة للقوة والهوية، مناقشةً أعمال إدوارد سعيد في “الاستشراق”. الفصل الثالث عشر “النظرية الخضراء” لروبن إكيرسلي، ويناقش الطرائق التي أثّرت بها النظرية البيئية في فهم العلاقات الدولية وبروز التنظير الأخضر في العلوم الاجتماعية والإنسانية. الفصل الرابع عشر “نظرية العلاقات الدولية والعولمة” لكولن هاي الذي يبين الأمور المعرضة للخطر في حوار العولمة بالنسبة إلى نظرية العلاقات الدولية المعاصرة. الفصل الخامس عشر والأخير “أما زال في الإمكان اعتباره تخصّصا بعد كل هذه النقاشات؟” لأوليه وايفر، ويتأمل الصورة الكلية التي رسمتها الفصول السابقة وما هو نوع التخصص الذي تخلص إليه.
المحرّرون
تيم دان: أستاذ في تخصص العلاقات الدولية، ورئيس قسم العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية في جامعة إكستر ومحرر “المجلة الأوروبية للعلاقات الدولية” قام بكتابة وتنقيح لتسعة كتب بما فيها كتاب “عوالم في تصادم: الإرهاب ومستقبل النظام العالمي” في عام 2002، وقد شاركه في تحريره كن بوث وكذلك كتاب “السياسة الخارجية: النظريات والأشخاص الفاعلون والقضايا” عام 2008 بمشاركة كل من ستيف سميث وأميليا هادفيلد.
ميليا كوركي: محاضرة في نظرية العلاقات الدولية في جامعة أبريستويث، ومؤلفة كتاب “السببية في العلاقات الدولية: استعادة التحليل السببي” عام 2008. قامت بنشر أبحاثها سابقًا في مجلات مثل “المجلة الدورية في الدراسات الدولية والألفية” وهي تشارك في تحرير مجلة “العلاقات الدولية”. هي حاليًا الباحثة الرئيسة لمشروع يموّله المجلس الأوروبي للأبحاث حول الأسس النظرية والمفهومية لتعزيز الديمقراطية.
ستيف سميث: هو نائب رئيس جامعة إكستر وأستاذ في العلاقات الدولية، وله خمسة عشر كتابًا ما بين تأليف وتحرير. أكثر أعماله قراءة هو كتاب “تفسير العلاقات الدولية وفهمها” بمشاركة الأستاذ الراحل مارتن هولس وقد كان بين عامي 1986 و2005 محررًا لسلسلة الكتب رفيعة المستوى التابعة للجمعية البريطانية للدراسات الدولية التي تنشرها مطبعة جامعة كامبردج، وبين عامي 2003 و2004 رئيسًا لجمعية الدراسات الدولية، وهو عضو أكاديمي في أكاديمية العلوم الاجتماعية.
المترجم
ديما بشير الخضرا: حاصلة على البكالوريوس في تعليم اللغة الإنكليزية من الجامعة الأردنية في عام 1999، والماجستير في دراسات الترجمة التطبيقية في اللغات الشرق أوسطية من جامعة إكسترا البريطانية في عام 2008. عملت في الترجمة الفورية منذ عام 2006 ثمّ في ترجمة الكتب ومراجعة النصوص وتطوير محتوى المواقع الإلكترونية. ترجمت كثيرًا من النصوص المتخصصة وبعض القصص القصيرة.