ينعى الأمين العام لـ “إتحاد الكتاب اللبنانيين”، الدكتور وجيه فانوس واعضاء “الإتحاد”، الى الكُتَّاب والمفكرين وسائر أبناء الوطن العربي؛ رجلين من كبار رجال العروبة والفكر والاخلاق والوطنيَّة والقانون والالتزام والوفاء، ومن المساهمين الكبار في تأسيس “اتحاد الكتاب اللبنانيين”، اللذين فقدانهما يوم امس؛ الصَّديقين، الدكتور كلوفيس مقصود والدكتور محمد المجذوب.
تغمدهما الله بواسع رحمته.
كبيران رحلا في يوم الارض، وكانا ابدا ملتصقين بها، اعطياها كل الحب وسقيا نبتها القومي بدموع الامل الذي عز في زمن الانقلاب على القيم التي تربيا عليها وحاولا غرسها في اجيال تتلمذت على اياديهما.
رحل فقيه القانون الدستوري، استاذ الاجيال، الذي لم تخطئ بوصلته يوما الاتجاه الذي بدونه لا تنهض امة ولا يتحرر شعب ولا يستقر وطن، رحل الدكتور محمد المجذوب وبوصلته فلسطين فبقي مفاخرا بانتمائه القومي هازئا من حملات التشويه التي ساقتها اقلام ماجورة وجرائد صفراء ومحطات مشبوهة الهوى والغاية والدور.
ورحل العَلَم العربي الذي بقي مرفرفا رغم الاعاصير وخفاقا رغم النكسات ولم يخطئ البوصلة يوما. بقيت فلسطين في قلبه وعقله باعثة كل تحليل وصائغة كل هدف. اقترب من الساسة ليكون الناصح الامين وابتعد عن التزلف الذي يفسد الفكر والعقل والقلب. رحل عالم السياسة والثقافة الرصينة الدكتور كلوفيس مقصود ووصيته ابدا لافرق بين عربي وعربي الا بمقدار عطائه للامة واسهاماته لبناء اجيالها.
العالمان العلمان وان رحلا جسدا فقد ابقيا للاجيال ذخيرة علمية متنوعة وسيرة عطرة عنوانها التوضع والاخلاص والامل.
الى عائلتيهما الكريمتين نتقدم بأحر التعازي ونسأل المولى ان يتغمد الفقيدين بالمغفرة والرحمة .
(بيروت في 16 ايار 2016)