قَصيـــدَةُ شَـــوْقْ..!

نَدى نعمه بجّاني

(شاعرة-لبنان)

nada 111

كوني كَما أنتِ .. مَيّالَةَ القَدِّ .. مُتَأَلِّقَةَ الحُضورْ

كوني يَمامَةَ القَلْبِ وَظِلَّ النَّفْسِ وَمَلامِحَ السُّرورْ

كوني كَالمَطَرِ تَسْكُبُ أَيّامُكِ عِطْرًا لِكُلِّ الزُّهورْ..

كوني كَبَهاءِ المَلائِكَةِ، كَخُلودِ العُصورِ،

كَحِبرِ قَصائِدي الّتي كَتَبْتُها وَفاءً لِحُبِّكِ

فَكُلُّ قَصيدَةٍ حَلَّ فيها ما يُشْبِهُ النّورْ..

وَكُلُّ قَصيدَةٍ تَضَرَّجَتْ بِحِبْرِ الوَجْدِ،

وَدَبَّتْ فيها مَباهِجُ الرّوحْ…

فَأَيُّ قصيدَةِ شَوْقٍ لِعَيْنَيْكِ أُرْسِلُ

وَأَنْتِ مَفاتيحُ القَوافي وَماسُ الشِّعْرِ

وَأَعْمَقُ خَطٍ في سَنا القَلْبِ، وَأَسْمى شُعورْ..

إذا أَذْعَنَ الحَنينُ وَانْصَرَفَ الجَميعُ..

إِصْرِفي حَديثَ القَلْبِ بادِئَ الأَمْرِ،

وَاذْكُريني لَوْ مَرَّ المُحَيّا في مَواعيدِ السَّمَرْ..

لَوْ مالَتِ الدُّنيا ناحِيَةَ الغُروبِ، وَاشْتَعَلَتْ قَناديلُ القَمَرْ..

أُذْكُريني في كُلِّ كَأْسٍ تَحْتَسينَهُ، في السَّمْراءِ قَهْوَتِكِ،

وَأَنْتِ تُغْلِقينَ عَلى نَفْسِكِ حَقائِبَ اللَّيْلِ المُسْتَعِرْ..

لَوْ تاهَ القَلْبُ اشْتِياقًا أَوِ انْحَنى البَدْرُ لأَجْلِكِ،

لَوْ لامَسَتْ أَطْرافُهُ قَدَّكِ..

أُذْكُريني..

يا سَحابَةَ صَيْفٍ إِذْ أَطَلَّتْ..

نَسِيَ المَساءُ في حُسْنِها رَوْنَقَهُ،

وَانْطَرَحَ اللَّيْلُ في عَيْنَيها يَسْتَفِزُّ البَشَرْ..

يا عَيْنانِ قَدْ أَعْياهُما السَّهَرْ..

يا شِفاهًا حينَ تَسْرَحينَ في تَقْبيلِ الورودِ.. أُذْكُريني

أُذْكُريني كَيْ أَبْقى غُصْنًا يانِعًا تَغْسِلُني أَنْداءُ الفَجْرِ

أَوْ أَغْدُوَ نَبْضًا عالِقًا في ذاكِرَةِ القَدَرْ..

أُذْكُريني كُلَّما عَزَفَتْ شَوْقي حَناجِرُ الطُّيورْ ..

كَيْ أُواصِلَ مَعَكِ رِحْلَةَ العُمْرِ،

فَتَعْتُقَ خَمْرَتي، وَتَنْعَقِدَ أَعْتابُ أَزْمِنَتي، وَالعِشْقُ يُعْتَصَرْ …

فَزادُ الرّوحِ نَسْغٌ يَسْري في سَيْرورَةِ أَوْرِدَتي إِذا ما قُطِعَتْ يَسْقي الحَجَرْ..

وَبَواطِنُ أَحْلامي مُقَدَّساتٌ بالصِّدْقِ وِالإيمانِ تَنْتَصِرْ ..

11 – 5- 2016

*****

(*) قــارورَةُ عِطْـــرْ

nada 1111

اترك رد