“مزامير راهبة” الطريق للخلاص الحقيقي

david

عكارـ بيبرز

شكل حفل توقيع كتاب “مزامير راهبة” للأخت داﭭيد مونس في ثانوية “القديس يوسف منيارة” بحضور شخصيات دينية، وسياسية، رؤساء بلديات، وفاعليات إجتماعية وتربوية، بقعة أمل ورجاء في نفس كل متعب، ووقفة صادقة مع الذات والله، حيث تمكنت الكاتبة ومداخلات الحضور من نقل الحضور الى وقفة ذاتية مع الله، في مشهد يعكس مدى الحاجة الى الوقوف بين أيادي الرب والتأمل في خطايا الانسان.

وأكدت مسؤولة ثانوية “القديس يوسف ـ منيارة” الأخت سوزان سلامة في كلمة ترحيبية”أن الأخت داﭭيد مونس تمكنت من التوفيق بين عنصرين فكري وعقلي، فصفحات الكتاب تحمل في طياتها أفضل السبل وأسهل الطرق للاستفادة روحيا وإجتماعيا”.

وشددت على “أن المولود الجديد هو مورد عذب لكل ظامئ وموئل آمن يحتضن كل من أتعبته الحياة فصار حائرا في أمرخ ومشوشا في فكره. فالكتاب يرد الشارد، وترشد الحائر، وتعلم الجاهل، ففي مزامير الكتاب كل مريض يعرف الداء ويمتلك بلسم الشفاء فترقى وتنتعش الحياة وتبقى، وبدونه تتخلف وتشقى”.

ودعت الأخت سلامة الى “ضرورة النهوض بالقطاعين التربوي والروحي في منطقة عكار التي تجاهد في سبيل مستقبل أفضل”.

ولفت النائب نضال طعمة في مداخلة له لمدى “حاجتنا اليوم الى أحرف النار التي ألقيت لموسى لتحرقنا وتدمرنا في زهوة ابتعادنا عن معاجن الحق، كما أحرقت ودمرت العبرانيين لأننا ما زلنا نؤاخي التجربة التي صاغتها مزامير راهبة بنول التجربة التي تلبسنا حرائر الزمن الفاني وتسكن قلوب َ الفتيات، وتسرق براءة الشباب، هي كالجوع تلتهم كل شيء”.

وأضاف: “تعزف الأخت دافيد على وتر عطش الانسان الى الايمان، والأطفال الى السلام، والشباب الى معرفة وجه ِ الرب الحقيقي لتطلب َ لنا قلبا ً ينفتح عل ” كل مساحات الحب”، وكأنها بنبع المحبة هذا تطفىء أتون تأوّهنا، ” ففي كل بيت مذبح على كل مذبح صورة ٌ لشهيد، وعلى جبين كل أم أسطورة الفداء والصلب والقيامة”.

وتابع: “عموديا نجد في مزامير راهبة مناجاة ً وقرعا ً لباب السماء، نجد فيه الانخطاف بالصلاة والطلبة، والتسليم بأن العلي مصدر ُ كلّ خير، ومبتغى كل ناهد الى دنيا الحق، وكل مشته ٍ للسلام الحقيقي. أما البعد الأفقي ترجمة مختلفة، وكأني براهبتنا من جهة تعترف عن كل البشرية وترصد الأخطاء والزلات والخطايا، وتدعونا الى توبة صادقة. ومن جهة أخرى هي تدعونا لنفعل الايمان القابع فينا في ميادين الخدمة، وتدلنا على وجع الآخر، وتحرضنا لنيل رضا العلي من خلال خدمة الأخ الصغير.

وشدد على أن “مزامير راهبة” حاجة ماسة لنا في هذا الزمن الصعب، لنقول مع أختنا الراهبة أن ما زال في هذا الكون من يسبح الرب ومن يلتزم رجاء الملكوت، وليس صحيحا ً أن زمن الاستهلاك قد طوى في جعبته كل الناس”.

وأكد الأب يشال بردقان في كلمة له “أن في مزامير داوود تسبيح واعتراف وتمجيد وندامة ودعاء وحب وتسبيح ولوم ودعاء وتمجيد وطلب العون، ففي مطلع الكتاب في المزمور الأول تحاكي وجع الناس وهمهم وحالتهم في ادارة ظهرهم للرب المنادي. لكن هناك دائما النور الذي تنهي به المعاناة فكما لكل ظلمة نهاية ببزوغ الفجر وكما لظلمة القبر نهاية بقيامة المسيح هكذا لكل حالة دواء وهو الصورة الى مناجاة الاله الناهض من بين الأموات ينهضنا من ضعفنا وهفوتنا وأخطائنا وخطايانا لأنه هو الرب الهنا مع أننا نعبد آلهة كثيرة أهمها عبادة الذات”.

وتوجه بنداء من القلب أن لا يدخلنا في التجارب بل أن ينجينا من الشرير مع أن التجربة ساكنة في كل شيء من الثياب الى التلفزيون والأغاني والاعلانات، وهذا يتطلب رحمة الهية فلتكن يا رب رحمتك علينا مع أننا لا نرحم بعضنا بعضا .

ولفت الأب بردقان “أنه على هذا الأساس ترفع اختنا وكاتبتنا مزمور السهر والصلاة ومزمور الطلب لكي نجد ليس لأنفسنا بل لكل المحتاجين وكل الاحتياجات، جاعلة فينا حب المواجهة والتحمل في مزمور طوبى”.

وقدمت السيدة يولا داوود مقاربة عن قراءة الكتاب، فأكدت “أن الأخت دافيد اختارت هؤلاء المنسيين المتروكين لأن الله قد اختارهم ليغلب بهم وجه العالم، فتحدثت في كتابها عن صور من الواقع والحياة، وكأنها دخلت بيت كل واحد منهم، عاشت أوجاعهم، لامست قلوبهم العطشى، وتأملت في نظراتهم الحائرة، وتجرّعت مرارة حرمانهم وسط الضمائر الميتة الراقدة مع النسيان. وأضافت : في كل مزمور أمل ورجاء بنور ربنا الذي معه نعبر إلى الخلاص الحقيقي”.

وفي الختام تقدت الأخت داﭭيد مونس بالشكر للرهبنة الباسيليّة الشويريّة، وللرئيسة العامّة الأم دنيز عاصي، ولرئيسة “ثانوية مار يوسف منيارة” الأخت سوزان سلامة ولكل من ساهم في إطلاق هذا العمل ولكل من قدم الدعم من العائلة، والراهبات والكادر التعليمي…

وختمت الأخت داﭭيد بالقول “فخورة إنّي لبنانيّة ومن الرهبنة الشويريّة

وضيعة اسما الشبانية ومن عيلة مونسيّة” …

vecror- david

اترك رد