أحمد أنعنيعة
(شاعر- المغرب)
أيتها الأحزمة الخضراء في ربضات نعناعتي
تمسكي بتربة أمكانك لتجلدي أفكاري
لتنكلي بشجوني
وسائلك الأحمر يطوف بلون يعانق لون خموري
لأستفيق بدخانك المخدر من ذهولي
أيتها الربضات المتغنجة في عروقي
أنت غذاء شفاهي في أحلى أصناف الجلوس
تزرعين نفسك في نفسي
وفي جسدي الغض تذوب تضاريسي
كل يوم أرتشفك …
كل يوم أعيش لأنتظرك..
لأثور عليك كعسكري عاري الرأس
يا نسمات الشاي الباردة.. اجتمعت فيك كل أضوائي الساخنة
امتزجت فيك كل الورود بألوان النادرة وألوان مراياي عميقة تتطاول لها أعناق الأباريق
لتترقرق بعروقي كل سواقيك
لتنطق جميعها بلغة وطنية عذبة
وتذكرني بمواويل الجواري عندما يميل الأفق
يا قشدة وريقات النعناع الأولى…
ارفعي شراعك ليعلو صراخك
ستمتد إليك وجوه شاحبة تمطرها الأضواء
وجوه تستيقظ فجرا على إيقاع الأواني
ليستمعوا إلى زمجرة سائل يشق شواربهم
ليسكبوا قطرات شاي على ذقونهم
ويمضغون شطائر خبز لينة
ليمتعضوا كذئاب تأكل عشبا
ويستمعون إلى زقزقة قلوبهم إذا سلب الليل لون عيونهم
يا نعناعتي الفقيرة…لا تليني بسلة أزهارك يثور شعري
وتصبح رائحة العنبر فيك رائحة قطراني
لهاث ليل مدبر..
شهيق كائن يلتقط حروف الموت
أو خواطر منشورة في خبر مسرع
تنشدها ذئاب تشققت شفاها على أنيابها السوداء
وهي تتمتم كلمات فيها حريق سخط على لثتها الزرقاء
لا تدعينني اشرب شايك ،فقد أكلت كل ذاكرتي..
لا تتركين روحي تسافر على متن موسيقى الآخرين دعيني أتنفس طويلا رائحة شعري لأغوص في تيار أشواقك
أوقفي لائحة أخطائك لأستعيد مراحل عمري الدفين
لأقص عليك شعرا يرتاح له قلبك