مركز التراث اللبناني أحيا الذكرى السنوية الأربعين لأمين نخلة

zgeib

في الذكرى السنوية الأربعين لغياب الشاعر والأديب اللبناني أمين نخلة، أقام “مركز التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأميركية – بيروت لقاء بعنوان “أمين نخلة صائغ الصناعتين” تخللته لقطات صوتية وبصرية له وعنه.
الكلمة الأولى كانت لمدير المركز الشاعر هنري زغيب، قال فيها: “مع أمين نخلة، شعره والنثر، نحن في مهرجان اللون المسحور والدهشة المباغتة. لنا معه دائما موعد في ظل هدب خفيض خفرا، أو في رفقة عبارات تخيرها الأمين بين شقيقات لها أقل إدهاشا.

حسبنا الليلة أن نفيء إليه، قامة أدبية من لبنان مدت جناحيها على كل هناك فجذبته إلى سحر ما عندنا من روائع ومبدعين، حتى بات يشتاق إلى ما عندنا في رغبة التسامي والتشبه، فيمسي لبنان مرنى أهل الأدب ووجهة أحلامهم. نقف الليلة في حضرة الشعر، يحمله إلينا كبير من عندنا نستحضره من بعيده، نعيش معه لحظات هناءة وادعة، حتى إذا غادرنا من جديد إلى بعيده العميق، ترك لنا زادا من أدب نعيش على رغيفه مغتبطين أن مر بنا، في أمسية التذكار، طيف طيب العرف من حنايا أمين نخلة”.

ثم تلا زغيب كلمة الكاتب سمير عطالله الذي اعتذر عن الحضور بسبب السفر، مما جاء فيها: “إذا الإمارة حدثت للديار المصرية برمتها مرة واحدة، فهي اتفقت للديرة اللبنانية مرتين: أولى للأمين بالتكليف الإرثي، والأخرى للأخطل الذي تواضع هو أيضا تحت لحاف “الصغير”. والفارق بين الوريثين أن الأمين تواضع عن الحقيقة الكبرى: أنه ملك العبارة شعرا ونثرا، وما احترنا في تصنيفه بين بين. فقد كانت ل”فؤاد أفندي” خصلة لذيذة: أن ينتقم من إغواء العشق بأن يتمادى في إغواء اللغة. وإذا ما عذبه الهوى نافحه بملاعبة القوافي، أو طاف ناثرا في الفيافي يذرو السبك والحبك ومفاتيح الموسيقى، وما بين ديوان ومفكرة، يقف محاضرا عن اللغة في مجامعها الصعبة، متواضعا خلف لقب القاموس، وما هو إلا محيط من المحيط إلى المحيط”.

وروى الدكتور ميشال جحا الذي صدر له أخيرا كتاب “أمين نخلة نصوص مجهولة ومقابلات منشورة” (عن دار نلسن)، صداقته عشرين عاما مع الأمين، فقال: “أمين نخلة صاحب ميسم خاص في الكتابة تنخلا وذوقا عاليا وبحثا عن لفظة أو نبش معنى أو طرفة أو ملحة أو نكتة أو قول مستحسن مستساغ. وهو في الأدب فريد، قلده كثيرون ولم يجاره أحد. شعره شعر الضوء واللون، وعبق الطبيعة اللبنانية استوحاها من أرز الباروك إلى الرب. ذات يوم طلبت منه كتابة مقدمة لكتابي عن خليل مطران فوعد وما وفى. سنة 1993 قدمت لكتابه “الأساتذة في النثر العربي” وسنة 2014 لمجموعته الكاملة، وهذه السنة لكتاب عن مقالاته ومقابلاته، فنلت من الشرف أضعاف ما كنت أطمح إليه. وآمل أن أكون وفيت له مرافقتي إياه طيلة عشرين سنة من الصداقة الأدبية والشخصية.
وفي هذا الجو الموبوء الذي نعيشه، ما أجمل أن نتذكر أمين نخلة يعيد لنا مجد لبنان الأدب”.

وتخلل اللقاء مقاطع بصوت أمين نخلة يلقي خمس قصائد من “دفتر الغزل”، ومقطع مصور من قصيدته في مبايعة الأخطل الصغير، وشهادات صوتية ومصورة من أنطون قازان (تقديمه في الجامعة الأميركية سنة 1960)، ومن وجدي ملاط وسعيد عقل (سنة 1986 في الذكرى العشرين على غيابه)، ومن أحمد عبدالمعطي حجازي (سنة 1996 من مهرجان أمين نخلة في الذكرى العشرين على غيابه)، وجميعها من محفوظات المحامي سعيد أمين نخلة عن والده الشاعر.

اترك رد