تجربة شاعر

ahmad ninia 2

أحمد أنعنيعة

(شاعر-المغرب)

في جرف مخملي…..

رمى الشاعر بعصاه امرأة ليست من خمارات بلدي

امرأة تشاءم فكره بشعرها في رفات الألفاظ

وأغرق صمته غسقها بأطلال الكلام

فاغرق يأسها قهقهاته في موت البطولات

وهي تداري يأسها في ثرات النواسي

كتب عن صدر الغراب الأجرب

كتب عن الوجه الأحدب

وكتب عن شمس تلثم كل صباح قلبا لم يصب

وردت عنه بفروسية تطوق الرمق

وهي تتذكر سيفا انغرز في قلب غراب حتى الصدأ

فكتب عن قلم تشوه جلده وتخرب

في جرف مخملي….

فراشات كثيرة…

مدارات مغناطيسية…

سهر محتمل على واد معتم

فجر إشارات على خارطة قديمة

وجه ليل بلا معنى في وديعة الموتى

وشاعر حامل قنديل يضيء هاوية جحيم

يبحث عن البوابات المظلمة لأبي الهول

يبحث عن قبور التاريخ المنسية في بوابات القيامة

بأوصال مقطوعة…

بأذرع مرفوعة…

بمهدئات قوية وكحولات عنيفة

ورقص مستعر لهنود الجبال في قيامة الانحدار

في جرف مخملي…

أدركت أنها غريبة في ألام الحاجة

أدركت أنها كانت مجنونة العزة في صحاري الشعراء

تكتب بالنفط عن دم مشرقي

تصف شعراء حقول النخيل الخصبة

تحلم بمياه الجداول العليا

وتستدعي طقوس الحب من الحرمان

أدركت أنها تسافر وتعود إلى رافعة حدائق الجدران

لتنعل فقر الموتى…

وتنقي قلبها من أثار حوافر البهيم

وتقفل عن شاعرها أبواب الجنة

في جرف مخملي….

شاعرة في زمن الغبار…

محارة ميتة نسيت ظمأ أكوابها…

أحجار صلدة سرية تخنق فارسها

تلوي عنق عبارات شاعرها

تقتل فحلا في عز فروسيته

شاعر فحل يشق الأفق بصهيله

فنسيت كرم شعره

نسيت سحر نبوته حين تتفتق عصاه

وتنضب قبل الأوان في جرفها مخملي…

ويتحرر الشاعر من أغشية وهمه

ninia

 

اترك رد

%d