محمد محجوبي
(كاتب وشاعر- الجزائر)
يسعل المعمار زمنه الموبوء
واجهات تختبئ
من شدة السؤال
شوارع مهترئة مقموعة بجراد الغزو
في مطلق الرعونة المتوحشة ‘ تستعير العباد احبال الصراخ المدوي
تستبدل الأمكنة دلالات الهدوء
بفواحش الألسنة السلطة
تنسلخ المعاني الجميلة ‘ بحتجب حمام الميادين ‘ لتسيج بالعيون المتلصصة على تفاصيل التنفس
تختنق الطيور
بفعل غبار يجاهر بفسق سياسي
في داكن الصراخ المنغص ‘ تئن المقاهي بطحالب بشرية معلقة على اسلاك صدئة ‘ تمرغها تيارات البرد الصقيعي
جيف كثيرة
حيث تتآكل الجيف بينها بأجيج حقد متقد بسخط الأورام الخبيثة
سيول جارفة
هكذا يشيخ قلب المدينة بحسرات اللئم المتوحش
يتوسل الزمن قليل من الهدنة
أوساخ عائمة في محيطها المصلوب
الفصول منصرفة عن مدينة مطعونة بنصال العصر ‘ تدكها العربات
ويلونها زفت ‘ يرثها دخان رهيب ‘ ينهش عظمها ضجيج مفترس ‘ كما المشاهد الكئيبة تتحايل من بين أقنعة المهرجين
لتشيخ المدينة جثة ميتة بين مخالب الغزاة اللاهثين