عماد يوسف الحاج
أيها اليوحنا المعمدان الذي قطع رأسه هيرودس أنتيبا ليقدّمه إلى عشيقته الغانية سالوميه
فترقص أمامه مع الطبق المزيَّن بالرأس، هكذا كان مصيرك…
قطعوا رأسك، لأنهم خافوا من علمك وبهائك، من قُدرتك،
من ثباتك، من إيمانك، من هيبتك، من رجاحة عقلك، من أريجك ونظافة روحك وكفّك،
من طيب تاريخك، من حُبِّك لربّك وشعبك، من صدقك ونزاهتك.
خافوا منك ويهابونك وأنت محلِّق حتى في طيّات قبرك.
آه… يا سيدي
رحلت ولم ترحل… تركتنا ولم تترك…
نفوسنا مضطربة سجينة، حزينة، تائهة من دونك،
الأرص خاوية… فلا صولجان، ولا تاج، ولا مجلس،
ولا رعايا، ولا شموع… ولا صلاة…
من بعدك ومن دونك، لا طريق… ولا ينبوع.
فقراء بالروح والجسد نحن… عطاش إلى النور نحن…
وما يقيتنا لنستمرّ، ظلّ منك، وأمسٌ… وجمال… وذكرى…