عمر الشريف.. الذي ترك ذكرى خاصة لدى محبيه على مدى ستة عقود

الشاب الذي اختاره يوسف شاهين لبطولة فيلم (صراع في الوادي) قبل أكثر من 60 عاما دون سابق عمر الشريف.. الذي ترك ذكرى خاصة لدى محبيه على مدى ستة عقودخبرة في فن التمثيل شق طريقه إلى قلوب الجماهير في مصر والعالم العربي وصار نجما يقترن اسمه باسم مصر منذ شق طريقه إلى هوليوود.

يقول الكاتب السوري بدر الدين عرودكي المقيم بباريس إن الشريف “كان من أنقى من عرفت من الفنانين العرب وأكثرهم أريحية” واستشهد بافتتاح مشروع النادي السينمائي بمعهد العالم العربي بباريس في يناير كانون الثاني 1988.

ويتذكر عرودكي -مدير العلاقات الثقافية بمعهد العالم العربي آنذاك- أن النادي قرر تقديم نتاج السينما العربية إلى الجمهور الفرنسي “الذي كان يجهل آنئذ عمليا كل شيء عن السينما العربية” وأن افتتاح النادي والإعلان عنه كان يحتاج إلى ميزانية إعلامية ضخمة لم تكن حينئذ متوفرة.

ويضيف أن فكرة تدشين النادي السينمائي بمهرجان لأفلام الشريف المصرية والأمريكية والأوروبية كانت مخرجا “وأقرب إلى إنقاذ للموقف”.

ويقول عرودكي لرويترز إن حضور الشريف افتتاح النادي “كان حدثا… لم نكن نحلم بدعاية أكبر وأهم منذ ذلك.”

وكتب أنطونيو بانديراس الذي شارك الشريف عام 1999 في فيلم (المحارب 13) في تويتر “مات صديقي العظيم عمر الشريف. سوف أفتقده. كان واحدا من أفضل الممثلين.”

وكتب الممثل المصري عادل إمام الذي شارك الشريف في فيلم (حسن ومرقص) عام 2008 نعيا موجزا “خسارة كبيرة للفن المصري والعالمي… رحمة الله على الفنان عمر الشريف.”

وقال وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي في بيان ينعى الشريف واصفا إياه بأنه “مدرسة فنية.. واحد من أشهر من أنجبتهم الساحة الفنية. قدم روائع من الأعمال السينمائية في منتصف القرن العشرين ليثري بها الشاشةالعربية.”

وأضاف أن الشريف “رغم وصوله للعالمية وما حققه من نجاحات في السينما الأمريكية ظل عاشقا مرتبطا بأرض مصر… أدواره الفنية تعد بمثابة مدرسة فنية يتعلم منها طلاب أكاديميات ومعاهد التمثيل في مصر والمنطقة العربية.”

أما أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة محمد عفيفي فيلخص الشريف كفكرة قائلا “الشريف ابن الإسكندرية المنفتحة علي عالم البحر المتوسط. خريج كلية فيكتوريا. نجم السينما المصرية رغم لكنته الأجنبية. الحصان الأسود في السينما العالمية… عاشق لمصر. أحب قوي دوره الكوميدي في فيلم (إشاعة حب) وأداءه المتميز في فيلم (أيوب). أعشق (دكتور زيفاجو). هو يمثل حقبة من تاريخ مصر.”

واكتفى الممثل المغربي إدريس الروخ بعبارة مقتضبة نعى فيها الشريف بقوله “وداعا أيها البطل”.

وميشيل ديمتري شلهوب الذي عمل مع والده في تجارة الأخشاب في بداية حياته كان يقول إنه لم يخطط لحياته ويترك نفسه للقدر الذي يبدو أنه ادخر له أكثر مما توقع.

ففي الثانية والعشرين صار نجما منذ الفيلم الأول وفي العام التالي (1955) عقب قبلة شهيرة انتهى بها فيلم (صراع في الميناء) تزوج أشهر نجمات الشرق الأوسط فاتن حمامة التي ستصبح “سيدة الشاشة العربية” بعد أن تحول من المسيحية إلى الإسلام وأنجبا ابنهما الوحيد طارق.

وأصيب الشريف بالزهايمر حتى انه لم يدرك -حسب رواية مقربين منه- أن فاتن حمامة توفيت في يناير الماضي.

(رويترز)

كلام الصورة

عمر الشريف (الى اليسار) وبجواره  عادل امام في افتتاح فيلم “حسن ومرقص” في القاهرة –  من أرشيف رويترز.

 

اترك رد